ما بيّته دعاة الفوضى والمتربصون بأفراح الحالمة تعز، ظهر في الساعة الأخيرة من مهرجان تعز العيدي السادس المميز، عندما بدأ مسلحون اقتحام ملعب الشهداء الذي احتضن المهرجان على مدى أربعة أيام، وبدأوا يطلقون النار في الهواء ثم بشكل عشوائي تجاه الحاضرين.
 
منذ الساعة الثانية عصرًا، بدأ الاستاد الرياضي يكتظ تدريجيا حتى امتلأ كُليا عند الساعة الخامسة والنصف، وبحلول الساعة السادسة كان صخب المهرجان يفيض في المكان في اللحظة التي صعد الفنان الكبير محمد محسن عطروش الى المنصة لتكريمه من قبل مكتب الثقافة.
 
مراسل "2 ديسمبر" كان حاضرا الحدث، وشاهد دخول مسلحين بزي عسكري، بدأوا باستفزاز الجمهور ثم باطلاق النار في الهواء، وما هي الا لحظات حتى شرعوا في اطلاق النار عشوائيا ما تسبب في سقوط مصابين، أحدهم شاهده مراسل الوكالة مضرجا بدمائه في المدرجات وقد هرعت سيارت الاسعاف الى المكان. 
 
بعد أربعة أيام من الفن والفرح، كان المهرجان قد شهد مشاركة فنانين من  كل ربوع اليمن، في رسالة وطنية، رسالة حياة في وجه ألة الموت الحوثية؛ غير أنه من المؤسف ان تظهر نوايا الشر لتهرق دماء ابرياء بحثوا عن فرصة للانسجام مع الفن والطرب.
 
وكان ضيف الشرف في حفل الختام الفنان الكبير محمد محسن عطروش، نجم هذا الموسم العيدي، الذي أبدعت فرقة فنية في تقديم باقة من أغانيه الشهيرة التي ألهبت حماس الجمهور، وقد تم تكريمه من قبل لجنة المهرجان على مسيرته الفنية المتميزة وإسهاماته في إثراء المشهد الثقافي في اليمن.
 
واحتضن المهرجان فعاليات غنائية وطربية شارك فيها فنانون من شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه، على رأسهم الفنان الصاعد أيمن قُصيلة، الذي قدم عروضا مبدعة استحوذت على إعجاب الحضور.
 
ولكن دعاة الفوضى لم يستطعوا تحمل هذا المشهد المشرق، فقاموا باقتحام مسرح المهرجان وإطلاق النار على المشاركين، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بجروح.
 
واستنكر مثقفوا تعز هذا العمل الإجرامي، واعتبروه محاولة يائسة لتشويه صورة تعز العاشقة للفن والتنوع والثقافة والسلام؛ مؤكدين أن مثل هذه الأفعال لن تثنيهم عن مواصلة دعم المبادرات الفنية والثقافية التي تعكس هوية تعز وروحها المناضلة.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية