- ترجم العميد  طارق صالح، شعار (يدٌ تبني ويدٌ تحمل السلاح) في أرض الواقع.
 
- مطار المخا والمدينة الطبية وطريق الكدحة- البيرين ومحطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وإعادة تأهيل الميناء، من أهم المشاريع التي تم إنجازها. 
 
تقع مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر غرب محافظة تعز، يحدها من الجنوب مديرية ذو باب المندب ومن الشرق مديرية موزع ومن الشمال مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة.
 
في هذه المقالة سنتحدث عن تاريخ المخا في الماضي ومينائها الشهير، وعن المخا في الحاضر وما تشهده من تطور متسارع وخصوصاً منذ الخمس السنوات الماضية، وتحديداً منذ أن أتى إليها العميد الركن/ طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وعما نتوقعه للمخا في المستقبل. 
 
*المخا في الماضي 
 
كانت مدينة المخا في الماضي من أهم المدن اليمنية، حيث اكتسبت شهرة عالمية من خلال مينائها التاريخي الذي يُعتبر من أقدم الموانئ على مستوى شبه الجزيرة العربية، وكان الميناء هو السوق الرئيسية لتصدير البن اليمني بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلادي.. وقد أخذت قهوة (الموكا) و(الموكاتشينو) الاسم من هذا الميناء (كافي مخا) القهوة المُخاويّة أو الموكا (بالإيطالية: Caffe Mocha)‏، نوع من أنواع القهوة، جاءت تسميته من ميناء المخا Mocha، وهو أشهر ميناء كان يصدر منه البن اليمني إلى أنحاء العالم. 
 
وطبقاً لرواية الرحالة (جيرونيمو لوبو) الذي أبحر في البحر الأحمر عام 1625م، كانت المخا مدينة صغيرة وذات شهرة ضيقة. لكن؛ منذ أن سيطر العثمانيون على معظم أجزاء الجزيرة العربية بما فيها اليمن، أصبحت المخا مدينة هامة رغم أنها لم تكن مكان إقامة الباشا، بل مدينة صنعاء والتي تبعد عن المخا مسيرة يومين.. وقد اكتسبت مدينة المخا أهميتها تلك من القانون العثماني الذي ألزم جميع السفن بأن ترسو فيها وتدفع ضريبة للمرور إلى البحر الأحمر.
 
ويعد ميناء المخا من الموانئ القديمة التي ذكرتها النقوش الحميرية باسم (مخن).. وقد قامت مدينة المَخا بأدوار تاريخية هامة قبل وبعد الإسلام، وسُجل اسم المَخا في نقوش يمنية قديمة بخط المسند، مثل نقش للملك "يوسف أسار" المشهور "بذي نواس" يذكر النقش أن في عهد الملك "يوسف أسار" تعرضت مدينة المَخَا لعدة حملات عسكرية من قِبل الطامعين في اليمن، أهمها حملات البرتغاليين التي انتشرت في (أوائل القرن العاشر الهجري) على سواحل اليمن، وكانت هذه الحملات سبباً رئيسياً في تنافس الدولة العثمانية، والحكومة البريطانية على المنطقة.
 
أخذت مدينة المَخا تستعيد حياتها كمركز تجاري حتى بلغت أوج ازدهارها في (القرن السابع عشر الميلادي)، ويقول المؤرخ "الواسعي" (وباسم المَخا يسمي الإفرنج أفخر البن عندهم أي (MOCKA COFFEE )، وتعني (بن المَخا). وقد كان البن أهم سلعة يمنية تصدر إلى الخارج عبر ميناء المَخا في العصور الحديثة، إضافة إلى الصبِر، والبخور، وأعواد الأراك، في العصور القديمة، كما تصدر كميات كبيرة من الزبيب. 
 
وكانت مدينة المخا من أهم المدن التجارية، حيث كان يوجد فيها عدد من الملحقيات التجارية التابعة لدول أوربية عدة. 
 
* ميناء المخا:
تبلغ المساحة الإجمالية لميناء المخا الحالي حوالي (466.350) متراً مربعاً، ويبعد عن مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر والبحر
العربي بمسافة 40.5 ميل بحري شمالاً، وعن مدينة تعز بمسافة 100 كيلو متر غرباً.
 
* أهمية الميناء:
تكمن أهمية ميناء المخا  في قربه من الممر الدولي بمسافة 6 كيلو مترات تقريباً، بما يعادل 3.2 ميل بجري، حيث يربط بين أوروبا وشرق قارة أفريقيا وجنوب قارة آسيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى موقعه الجغرافي المتميز بالنسبة للمناطق الجنوبية والمناطق الوسطى وقربه من مضيق باب المندب الاستراتيجي ودول القرن الأفريقي والبحر العربي وكل هذه المميزات جعلت منه ميناء هاماً واستراتيجياً.
وكان ميناء المخا عام 1692م من أهم الموانئ اليمنية، ومن خلاله عرف العالم (القهوة)، ويقع على الساحل الغربي من مدينة المَخا، ولم يتبقّ من معالمه سوى بقايا أساسات من الحجارة مطمورة بالرمل، وتمتد على مسافة حوالي (30 - 50 متراً) إلى البحر، ويستدل من تلك الأساسات وجود آثار مبنى لمسجد وأحجار دائرية الشكل كانت تستخدم لطحن الحبوب، أمَّا فناء الميناء الذي تصل مساحته حوالي (40 × 12 متراً)، بُني على أساس خرساني، ويوجد في قمته صحن دائري من معدن النحاس يرتبط بسلم حديد إلى أسفل. 
 بدأ ميناء المخا يفقد أهميته في أواخر (القرن التاسع عشر الميلادي) مع ازدهار ميناء عدن الذي اهتم به البريطانيون خلال فترة احتلالهم لعدن وبقية مناطق جنوبي وشرقي اليمن والتي أطلقوا عليها (المحميات الغربية والشرقية)، وكذلك بعد إنشاء ميناء الحديدة من قِبل العثمانيين آنذاك، كما زاد من تراجع مدينة المَخا ما عانته خلال حربين دمرت قلاعها وهدمت منازلها وقصورها الفخمة ومتاجرها الكبيرة؛ الأولى: أثناء الحرب العثمانية الإيطالية عام (1911 ميلادية).. والثانية أثناء الحرب العالمية الأولى حين دمرها البريطانيون في قتالهم ضد العثمانيين عام (1915 ميلادية).. إضافة إلى ذلك، تراجع إنتاج البن في اليمن بسبب ظهور منتجين جديدين للبن في العالم مثل البن البرازيلي والبن المكسيكي.
 
*المخا.. في الحاضر
 
بعد قيام ثورة 26 سبتمبرعام 1962م التي قضت على النظام الملكي الإمامي الكهنوتي السلالي المتخلف، بداء الاهتمام بمدينة المخا ومينائها، حيث تم شق الطريق إليها وإنشاء الميناء الجديد الذي تم الانتهاء من تشييده في عام 1978م من قِبل شركة هولندية. 
ولكن مدينة المخا ظلت تعاني من الإهمال وعدم الاهتمام من قِبل الحكومات المتعاقبة.. وفي عهد الرئيس /علي عبدالله صالح حظيت بقدر من الاهتمام حيث تم سفلتة الطريق إليها من مفرق (البرح- الحديدة- المخا)، وتحديث مينائها وكذا إنشاء محطة المخا البخارية لتوليد الطاقة الكهربائية في عام 1986م، مع مدينة سكنية لموظفي وعمال المحطة، وكذلك تم إنشاء المحجر البيطري الإقليمي للحيوانات التي يتم استيرادها عبر ميناء المَخا.. وكذا شق وسفلتة الطريق الدولي البحري الذي يربط مدينة عدن بمدينة الحديدة وحرض ويمر عبر مدينة المخا، ما أكسب المدينة حركة تجارية كبيرة.
 
*مشاريع لم تُنفذ
كانت مدينة المخا على موعد مع نقلة كبيرة، وذلك قبل العام 2011م، من خلال تبني إقامة عدد من المشاريع الاستراتيجية الهامة ومنها توسعة الميناء وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر وإيصاله إلى مدينة تعز، وإنشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية بالرياح، وإنشاء كلية جامعية لتكون النواة الأولى لجامعة المخا، وإنشاء المحجر البيطري الإقليمي الجديد، ولكن بسبب فتنة 11 فبرايرعام 2011م، ثم انقلاب المليشيات الحوثية الكهنوتية في 23 سبتمبر عام 2014م واندلاع الحرب التي ما زالت تدور رحاها حتى اليوم، لم يتم إنجاز تلك المشاريع التنموية والخدمية التي كان مخططاً إنجازها.
 
* المخا.. يدٌ تبني ويدٌ تحمل السلاح 
 
في خضم الحرب الدائرة في الوطن، وبينما قيادات الدولة والحكومة الشرعية منشغلون بمعركة الحرب مع المليشيات الحوثية الكهنوتية، كان العميد الركن/ طارق محمد عبدالله صالح- عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، منذ أن تولى قيادة معركة تحرير الساحل الغربي من المليشيات الحوثية الكهنوتية، يعمل على ترجمة شعار (يدٌ تبني ويدٌ تحمل السلاح)، و(الجيش للحرب والإعمار) قولاً وفعلاً على أرض الواقع؛ إذ إنه يتميز بعقلية رجل الدولة والقائد العسكري معاً، كونه تتلمذ في مدرسة قائد مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة والتنمية فخامة الرئيس القائد الزعيم الشهيد/ علي عبدالله صالح- رحمه الله- فقد وضع العميد طارق إلى جانب خطته العسكرية في إنشاء قوات عسكرية وأمنية ضاربة وقيادة المعارك ضد المليشيات الحوثية.. وضع خطة تنموية موازية للخطة العسكرية لتحقيق نهضة شاملة لمدينة المخا، حيث تم إنجاز جملة من المشاريع الاستراتيجية التنموية والخدمية التي تحقق عدد منها على أرض الواقع، وهناك مشاريع جارٍ العمل فيها وأخرى قيد الدراسة، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
 
* مشاريع تنموية استراتيجية:
 
ولعل في مقدمة المشاريع التي تم إنجازها، المشروع الاستراتيجي الهام المتمثل بمطار المخا الدولي الذي تم إنشاؤه على ثلاث مراحل وبمواصفات عالمية، وقد اعتمدته الحكومة الشرعية كمطار دولي، ويُجرى حالياً العمل في استكمال المرحلة الثالثة منه ليكون جاهزاً لاستقبال مختلف أنواع الطائرات لتسيير الرحلات التجارية.
 
ويكتسب مطار المخا الدولي أهمية خاصة كونه سيكسر الحصار المفروض على مدينة تعز والمديريات المحررة من قِبل المليشيات الحوثية الكهنوتية، وسيسهل سفر أبناء محافظة تعز إلى الخارج والعودة عبره. 
 
وكذلك إنجاز المدينة الطبية (مستشفى 2 ديسمبر بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك المستشفى السعودي الميداني) ومدينة 2 ديسمبر السكنية وإعادة تأهيل ميناء المخا وجميع مرافقه والمحجر الببيطري الإقليمي ومستشفى المخا المركزي والمجمع الحكومي والمدارس والمنشآت التي تعرضت للدمار أثناء المعارك مع المليشيات الحوثية..
 
كما تم إعادة تأهيل معظم شوارع مدينة المخا وشق شوارع جديدة، وإنشاء كورنيش مدينة المخا.. بالإضافة إلى إنجاز عدد من المشاريع الجديدة وترميم وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب في مديريات ذو باب والوازعية وموزع والخوخة وحيس
وهناك حزمة من المشاريع التنموية والخدمية جارٍ العمل فيها. 
 
* طريق المخا- تعز:
 
من المشاريع الاستراتيجية الهامة التي يُجرى العمل فيها، مشروع شق وسفلتة طريق المخا - الكدحة - تعز) والمعروف بطريق فك الحصار عن تعز ويبلغ طول الطريق 14 كيلو متراً بتكلفة ثمانية ملايين دولار أمريكي بتمويل من دولة الإمارات العربية، وبمتابعة من العميد الركن/ طارق محمد عبدالله صالح، الذي قام، مع محافظ محافظة تعز- رئيس المجلس المحلي نبيل شمسان، بتدشين العمل في المشروع بتاريخ 23 أكتوبر العام الماضي 2022م.. ويتواصل العمل في أعمال الشق والسفلتة بوتيرة عالية لإنجاز العمل في الوقت المخطط وبحسب المعايير والمواصفات المحددة مسبقًا، وفق توجيهات العميد  طارق صالح، وبإشراف الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية.. وهذا الطريق الحيوي سيسهم بشكل كبير في كسر الحصار المفروض على مدينة تعز من قِبل المليشيات الحوثية الكهنوتية منذ العام 2015م. 
 
* محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 
 
ومن المشاريع الاستراتيجية التي حظيت بها مدينة المخا على يد العميد طارق صالح، أيضاً، مشروع محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بقوة 20 ميجاوات، والتي قام العميد طارق ومعه محافظ تعز نبيل شمسان ومدير عام مديرية المخا باسم الزريقي، بوضع حجر الأساس لتنفيذها بتاريخ 19 مارس الماضي.. وتعد أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في اليمن من حيث الحجم والنوع 
 
* رصف طريق برداد صبر الموادم: 
 
كما تم تنفيذ مشروع رصف طريق عزلة برداد "الدائري" في مديرية صبر الموادم، بطول 2576 متراً وعرض 3.5 متر بتكلفة 240 مليون ريال يمني، والذي بدأ العمل فيه في شهر أكتوبر العام الماضي 2022م، بإشراف خلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية.
 
* حفر10 آبار مياه إسعافية لمدينة تعز: 
 
في الأول من شهر مارس من العام الجاري 2023م، وخلال زيارة العميد طارق صالح، لمدينة تعز قام ومعه المحافظ شمسان، بوضع حجر الأساس لمشروع حفر 10 آبار إسعافية للمياه بتكلفة 11 مليار ريال يمني، لتزويد مدينة تعز بالمياه للتخفيف من أزمة المياه التي يعانيها سكان المدينة.
 
* الخلية الإنسانية:
 
تعتبر خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية من ثمار الخير التي تبناها العميد طارق صالح، حيث تقوم بتنفيذ مشاريع خيرية متعددة ليس في مدينة المخا وبقية مناطق مديرية المخا و مديريات الساحل (ذو باب- الوازعية- موزع والخوخة وحيس)،  وإلى عدد من المديريات المحررة في محافظة تعز، وكذلك مركز المحافظة (مدينة تعز)، كما امتد عملها الخيري إلى محافظة مأرب ومديرية قعطبة شمال محافظة الضالع
 
المخا.. المستقبل:
 
 شهدت مدينة المخا خلال الخمس السنوات الماضية، تطوراً عمرانياً كبيراً، وتحولت إلى ورشة عمل وخلية نحل تدب فيها الحركة على مدار الساعة. 
 
ولمواكبة التطور العمراني الذي تشهده المدينة، أصدر العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، توجيهاته بوضع مخطط عمراني حضري حديث للمدينة. 
ويحتوي المخطط الجديد على سبع وحدات جوار جديدة بمساحة تقدر بأربعمائة هكتار تقريباً، مع رسم خارطة مستقبلية تمتد إلى قرابة 30 سنة مستقبلاً، لتصبح مدينة المخا بضعف ما هي عليه اليوم من التوسع العمراني والنهضة الاقتصادية والتجارية الشاملة.
 
ما نتمناه، أن يكون المخطط العمراني الجديد بمواصفات عالمية يُراعى فيه أن تكون مدينة المخا مدينة اقتصادية في المستقبل، وذلك بأن يتضمن المخطط العمراني إنشاء شوارع فسيحة وجسور وحدائق عامة ومشافٍ وجامعات ومدارس ومدينة صناعية وأسواق تجارية ومدن سكنية ومدينة رياضية
وأندية رياضية ومرافق عامة، وأن يتضمن أيضاً شق وسفلتة طرق جديدة تربط مدينة المخا بالمديريات المجاورة لها.. بحيث يراعى عدم المساس بالمناطق التاريخية والشواطئ السياحية وفي مقدمتها (وادي الملك ووادي يختل).. وكذلك الأخذ في الاعتبار أن يكون التوسع العمراني باتجاه مديرية ذو باب ومديرية موزع. 
 
*عضو نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الصحفيين العرب

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية