خصصت مليشيا الحوثي الإرهابية مراكز لتجنيد الأطفال الأفارقة في العاصمة المختطفة صنعاء، الأمر الذي يسلط الضوء مجددًا على حجم الجرائم التي ترتكبها علنًا بحق الطفولة، والتي طالت مؤخرًا أطفال اللاجئين الأفارقة وسط صمت الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة. 
 
في رحلات التشرّد هربًا من جحيم الحياة والأوضاع المأساوية في بلدانهم، يتخذ المهاجرون الأفارقة من اليمن محطةً للمكوث المؤقت وأحيانًا الدائم، لكنهم ما يلبثوا أن يجدوا أنفسهم في وضع أسوأ وظروف أحلك عندما يقعون في شراك المؤامرة الحوثية التي تقذف بهم مباشرة إلى فوهة الموت.
 
لسنوات، كان المهاجرون الأفارقة بمثابة فرائس سهلة للمليشيا الحوثية التي لجأت إلى استخدامهم قسرًا في تمويل حربها العبثية بالأرواح، وفي بعض الأحيان يعصف بهم شر الانتقام فيُحرقون ببشاعة في مراكز الاحتجاز بدوافع عنصرية، ولرفضهم التجاوب معها لتجنيد أبنائهم كما حصل في صنعاء المختطفة، عندما أشعلت المليشيا النار في مركز احتجاز كان يؤوي نحو 350 مهاجرًا قُتل منهم 60 شخصًا وأُصيب أضعاف.
 
وكثفت المليشيا الحوثية مؤخرًا استخدام الأطفال الأفارقة الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرتها، وتستخدمهم كوسيلة لتحقيق أهدافها ومصالحها، في ظل ما يعيشونه من وضع مزرٍ ومأساوي، حيث يتم استغلالهم وتجنيدهم والزج بهم للهلاك ضحايا لأجندتها وطائفيتها.
 
وأحدث هذه الجرائم، عندما أقدمت مليشيا الحوثي على إلحاق عدد كبير من الأطفال الأفارقة، المتواجدين في صنعاء، في دورات طائفية، بهدف استغلالهم والزج بهم إلى الجبهات للقتال في صفوفها.
 
وبحسب مصادر محلية في العاصمة صنعاء المختطفة من قِبل المليشيا، فإن الأخيرة تستخدم جامع الشهداء في باب اليمن وسط العاصمة، كمركز لتجنيد وتدريب الأطفال الأفارقة.
 
واشارت المصادر إلى أن معظم هؤلاء الضحايا الأطفال من اللاجئين الصوماليين والإثيوبيين، ممن يتعرضون قسرًا لغسيل أدمغة ويتم تلغيمهم بشعارات وأفكار المشروع الحوثي ذي النزعة الدموية المتطرفة.
 
وقالت المصادر إن المليشيا تستغل حالة الفقر والحاجة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال وذووهم، وتوهمهم بأنها تقدم لهم فرصة للتعلم والحصول على راتب شهري، في حين تستخدمهم كعناصر قتالية بلا مقابل في جبهاتها.
 
وسبق أن اتهمت منظمات حقوقية دولية مليشيا الحوثي بانتهاك حقوق الإنسان والطفولة، وارتكاب جرائم حرب، بسبب تجنيدها لآلاف الأطفال اليمنيين والأفارقة، وإجبارهم على حمل السلاح والانخراط في الحرب.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية