في اليوم العالمي للنحل.. أوضاع النحالة اليمنيين في ظل الحرب (تقرير)
مثلما ارتبط صيتُ اليمن في الماضي البعيد بتجارة وزراعة البن، ارتبط حاضرها وماضيها القريب بالعسل اليمني، الذي يصنف بأنه من أجود أنواع العسل على مستوى العالم ويحظى بطلب متزايد داخلياً وخارجياً انعكس على ارتفاع مطرد في أسعاره نظراً لجودته ومذاقه الفريد وفوائده الصحية والغذائية الجمّة.
في 20 مايو/ أيار من كل عام، تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) باليوم العالمي للنحل، لإبراز أهمية الملقحات في ضمان الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة.
ويرفع اليوم العالمي للنحل 2023 شعار “ملتزمون بحماية النحل في الإنتاج الزراعي المراعي للملقِّحات”، مع دعوة إلى دعم الإنتاج الزراعي المراعي للنحل وسائر الملقِّحات، وتسليط الضوء على أهمية حماية النحل وسائر الملقِّحات ولا سيما من خلال ممارسات الإنتاج الزراعي القائمة على الأدلّة.
ولكن في اليمن، يواجه مربو النحل تحديات كبيرة في ظل الحرب التي فجّرتها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ ما يربو على ثماني سنوات، الأمر الذي أثر سلباً على إنتاجهم من العسل ودخولهم وسُبل عيشهم.
ونتيجة لظروف الحرب، تضررت أعداد كبيرة من الخلايا وقفار النحل، كما تكبد المزارعون خسائر في أسرابهم بسبب نقص الماء والغذاء والأدوية واللقاحات الخاصة بالنحل طوال السنوات الماضية؛ فضلاً عن القيود التي فرضتها الحرب أمام تنقل المزارعين من منطقة إلى أخرى بحثاً عن المراعي.
وأضافت جائحة كوفيد-19 ضغطاً إضافياً على قطاع تربية النحل، حيث تسببت في تقييد حركة تصدير العسل وانخفاض أسعاره وتكدسه في الأسواق المحلية نظراً للإجراءات التي اُتخذت احترازياً في المنافذ الحدودية وتسببت في منع تصدير العسل خارج حدود البلاد.
ويرى مربو النحل أن هذه التحديات تهدد مستقبل مهنتهم التقليدية، التي تشتهر بها البلاد منذ قرون، فالعسل اليمني يحظى بشهرة عالمية بسبب جودته وطعمه المتفرد، نظراً لتنوع أزهار المنطقة والثمرات التي تتغذى عليها النحل.
ويرى خبراء أن هذا القطاع يشكل فرصة اقتصادية مهمة لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في البلاد، إذ يستطيع مزارع واحد أن يكسب حوالى 5000 دولار سنوياً من بيع 100 كيلوغرام من العسل، حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد في اليمن عند 50 دولاراً، وقد يصل سعره خارحياً إلى 500 دولار أمريكي.
ولدى منظمة فاو برامج دعم لقطاع تربية النحل في اليمن، حيث تقدم مساعدات عاجلة لإصلاح أو استبدال خلايا النحل التالفة، وتزود المزارعين بأسراب جديدة وأغذية للنحل وأدوية نباتية، كما تقدم فاو تدريبات على أفضل الممارسات في إدارة خلايا النحل وإنتاج وتخزين وتسويق العسل.
وتهدف هذه المساعدات، بحسب المنظمة، إلى زيادة مداخيل المزارعين وتحسين سبل عيشهم، بالإضافة إلى حفظ التراث الثقافي لتربية النحل في البلاد، خاصة وأن حوالي 100 ألف أسرة في اليمن تعتمد على تربية النحل كمصدر أساسي لكسب الرزق.