ضربات متلاحقة توجهها المقاومة الوطنية لشبكات تهريب السلاح الإيراني للحوثي
في سلسلة من العمليات الأمنية والاستخباراتية المتقنة، تمكنت قوات المقاومة الوطنية، خلال الأشهر الأخيرة، من إحباط العديد من المحاولات لتهريب المخدرات والأسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية إلى مليشيا الحوثي الإرهابية عبر خط تهريب بحري تستخدمه لتغذية وتمويل أنشطتها الإجرامية.
العمليات التي نفذتها وحدات متخصصة، بناءً على معلومات دقيقة من شُعبة الاستخبارات العامة في المقاومة، كشفت حجم الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين، واستخدام البحر الأحمر كممر رئيسي لتهريب أدوات الحرب وتمويل الجماعات الإرهابية.
اعتراض نوعي
في الـ12 من فبراير، اعترضت قوات البحرية التابعة للمقاومة الوطنية سنبوقًا بحريًا يسمى "زيد"، كان يبحر من ميناء تشابهار الإيراني باتجاه ميناء الصليف في الحديدة. وعلى متنه تسعة إيرانيين وثلاثة باكستانيين، بحوزتهم شحنة من السماد، تُستخدم غالبًا في صناعة المتفجرات.
لكن خطورة الشحنة لم تكن فقط في محتواها، بل في طريقة التمويه؛ فقد أقر طاقم السنبوق في تسجيلات موثقة بالصوت والصورة وزعها الإعلام العسكري، أن مالك الشحنة سلّمهم أوراقًا مزورة تشير إلى أن الانطلاق تم من ميناء كراتشي الباكستاني، في محاولة لخداع الدوريات البحرية.
وقد بيّنت التحقيقات أن العملية تحمل بصمات واضحة للحرس الثوري الإيراني، وأنها تندرج ضمن وسائل التمويل غير المباشر للحوثيين.
وبعد أقل من 24 ساعة، في الـ13 من فبراير، تمكنت قوات خفر السواحل- بالتنسيق مع الاستخبارات العامة- من ضبط زورق بحري يُدعى "الزهراء"، قادمًا من ميناء جيبوتي، وعلى متنه حاوية بضائع تحوي معدات عسكرية نوعية من بينها: هياكل صواريخ مجنحة ومحركات نفاثة وطائرات استطلاعية مسيّرة ومنظومات تشويش حديثة وأجهزة رادار بحرية ومعدات اتصالات عسكرية.
وأظهرت اعترافات الطاقم أنهم يعملون لصالح القيادي الحوثي حسن العطاس- المعيّن من المليشيا الحوثية الإرهابية مديرًا للمصائد السمكية في الحديدة- وأنهم لم يكونوا على علم بطبيعة الشحنة الحقيقية، بعد أن زُوّدوا بأوراق مزورة توحي بأنها قطع غيار سيارات.
مايو.. إحباط تهريب ملايين الصواعق وفتائل التفجير
في العاشر من مايو، نفذت المقاومة الوطنية عمليتين بحريتين منفصلتين، أفضتا إلى ضبط سفينتين شراعيتين محمّلتين بكميات ضخمة من أدوات صناعة المتفجرات، شملت: 3 ملايين صاعق تفجير و3600 كيلو متر من الأسلاك المتفجرة و64 جهاز اتصال فضائي.
وكشفت التحقيقات أن الشحنتين كانتا في طريقهما من جيبوتي إلى ميناء رأس عيسى بالحديدة، وتكمن خطورة المضبوطات في استخدامها المباشر في صناعة الزوارق المفخخة، والطائرات الانتحارية وحقول الألغام.
يوليو.. ضبط مخدرات وأسلحة
في 9 يوليو الجاري، نفذت قوات خفر السواحل عملية نوعية تم خلالها اعتراض زورق في عرض البحر الأحمر، وضبطت على متنه 253 كغ من الحشيش و186 كغ من مادة الشبو (الميثامفيتامين) وهي مواد مخدرة إيرانية المصدر كانت في طريقها إلى الحوثيين، الذين يستخدمونها كمصدر تمويل ووسيلة لتدمير المجتمع اليمني من الداخل أو لإعادة تهريبها إلى دول الجوار.
وفي أحدث عملياتها، أعلنت القوة البحرية للمقاومة الوطنية، يوم الجمعة 11 يوليو، عن اعتراض جلبة (زورق خشبي) قرب الممر الملاحي الدولي، بناء على معلومات من شُعبة الاستخبارات.
وضُبطت الجلبة وعلى متنها: قذائف مضادة للدروع وقذائف "آر بي جي" وقناصات وكميات كبيرة من أحزمة ذخائر المعدلات، حيث تم قطر الجلبة إلى موقع آمن وبدء التحقيق مع طاقمها لتحديد الجهة التي تقف خلف محاولة التهريب الجديدة.
تهريب ممنهج تحت عباءة "التجارة"
تشير الاعترافات والتحقيقات إلى أن عمليات التهريب تتخذ طرقًا وأشكالًا مختلفة، منها استخدام موانئ جيبوتي كمرحلة وسيطة، وتزوير الوثائق الرسمية لإخفاء حقيقة المنشأ الإيراني.
وتستخدم مليشيا الحوثي، بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، شبكات من البحّارة المدنيين وتجار مزيفين لتغطية أنشطة التهريب.
يقظة استخباراتية وشبكة إنذار متقدمة
تؤكد النجاحات المتكررة للمقاومة الوطنية في اعتراض هذه الشحنات، الدور الفعال لشُعبة الاستخبارات في المقاومة الوطنية، والتنسيق العملياتي عالي المستوى، ما جعلها قادرة على التصدي لمحاولات اختراق البحر الأحمر وتحويله إلى ممر لتمويل الإرهاب.
وتكشف هذه العمليات أن إيران مستمرة في انتهاك القرارات الدولية، وأن تهريب الأسلحة للحوثيين لا يزال أحد أبرز تحديات الأمن البحري في المنطقة.