قطاع الاتصالات في اليمن.. من وسيلة للتواصل إلى أداة للقمع والتربح بيد المليشيا الحوثية بخبرات إيرانية (تقرير)
بالأمس، احتفل العالم باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، الذي يصادف 17 مايو من كل عام؛ بينما يعاني المواطنون في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن من انتهاكات جسيمة لحقوقهم في التواصل والحصول على المعلومات.
وسخّرت المليشيا المدعومة من إيران قطاع الاتصالات في اليمن، لخدمة أغراضها العسكرية والاستخباراتية والاستثمارية، بتدخل وإشراف إيراني مباشر يساعد المليشيا في توظيف هذا القطاع بما يخدم أنشطتها الإرهابية في تتبع ومراقبة المعارضين واستغلال اليمنيين.
وقالت مصادر في قطاع الاتصالات (يمن نت وتليمن)؛ إن المليشيا نفذت مشروعًا استثماريًا استخباراتيًا يشرف عليه خبراء إيرانيون من شركتي "الما" و"بي ار تل" الإيرانيتين، إلى جانب عدد من القادة والشخصيات الحوثية، من بينهم المدعو صالح مسفر الشاعر، المطلوب دوليًا بتهمة غسيل الأموال.
وبحسب المصادر، فإن هذا المشروع يهدف إلى إدارة قطاع الاتصالات في اليمن وتنمية استثماراته، كما تستخدم المليشيا شركة "فايبر فون" التي استحدثتها كشركة وسيطة مزودة لخدمات الاتصالات في اليمن مع ممثل الجانب الإيراني.
وطبقًا لمصادر حقوقية، فإن المليشيا الحوثية تستغل قطاع الاتصالات في ارتكاب جرائم ضد حرية التعبير والحق في المعلومات، وتقوم بالتجسس على اتصالات المواطنين ورصد تحركاتهم بغرض اختطافهم أو اغتيالهم أو ابتزازهم.
وتجني المليشيا أموالًا طائلة من قطاع الاتصالات، سواء من خلال فرض رسوم وضرائب على شركات الاتصالات أو من خلال تهريب المكالمات الدولية أو عبر استحواذها على شركات خاصة مثل شركات mtn التي قلبت اسمها إلى شركة اليمنية العمانية المتحدة، أو شركتي واي وسبأفون، وحتى شركة يمن موبايل التي تجاوز عدد مشتركيها مؤخرًا الـ10 ملايين مشترك.
وحذّر مختصون في قطاع الاتصالات وتقنيات المعلومات، مرارًا، من استمرار سيطرة المليشيا على قطاع الاتصالات، كما شددوا على ضرورة تحرير هذا القطاع من سطوة المليشيا، وتقديم دعم دولي لإعادة بناء هذا القطاع وإصلاحه وتطويره، إضافة إلى حماية حقوق المستخدمين في التواصل والحصول على المعلومات.
وكانت تقارير اقتصادية أشارت إلى أن حجم الأموال التي نهبتها المليشيا الإرهابية من موارد القطاع العام بما فيها الاتصالات، حتى العام 2021، بلغت نحو 14 مليار دولار، على شكل أرباح نقدية أو استثمارات خارجية وأصول عقارية، وشركات تجارية.
ووفق التقارير، يتجاوز عدد المشتركين في قطاع الاتصالات باليمن 18.6 مليون مشترك، بينما بلغت إيرادات الحوثي من قطاع الاتصالات أكثر من 5 مليارات دولار خلال الفترة (2014 – 2020)، حيث توظف المليشيا الحوثية هذه الأموال في دعم الأنشطة المسلحة ضد اليمنيين، وإثراء الطبقة السلالية على حساب الفقر المدقع الذي يعيشه أبناء البلد.