تدرك مليشيا الحوثي الإرهابية الدور السياسي والاجتماعي الذي تمثله محافظة تعز في معركة استعادة الجمهورية وتحرير صنعاء، انطلاقًا من الأدوار التاريخية التي جسدتها حقبٌ مختلفة، خصوصًا خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وكذا دورها في ترسيخ الثوابت الجمهورية، الأمر الذي دفع المليشيا إلى إطباق حصار خانق على المدينة وعزلها عن بقية المحافظات بهدف إسكات صوتها الحر وتحجيم تأثيرها الكبير.
 
وعلى مدى ثماني سنوات، فرضت المليشيا الإرهابية حصارًا خانقًا على مدينة تعز، في مسعى لتحييد دورها المحوري في المعركة الوطنية؛ لكن الدور الكبير للعميد طارق صالح، من خلال تبنيه مشروع طريق الكدحة- البيرين وإنجاز ميناء ومطار المخا وكذا التوجه نحو توحيد الصف، خلق الذعر لدى مليشيا الحوثي قلقًا من استعادة تعز دورها الريادي في المعركة.
 
وكان استهداف المليشيا الحوثية محافظ تعز، يوم أمس، وتحديدًا في طريق الكدحة، أثناء عودته من المخا، محاولة تحمل رسائل واضحة لكنها عبثية؛ إذ قصدت المليشيا من وراء الجريمة إرسال تلميحات بتعزيز سطوة الحصار، وتكريس استهداف تعز من خلال الهجوم على رأس السلطة المحلية؛ غير أن محاولاتها باءت بالفشل وانتهت باللا شيء.
 
تلك الجريمة الحوثية، دفعت ناشطين وسياسيين إلى إدانة العملية الإرهابية، وتكرار الدعوة لتوحيد الصف الوطني، بهدف تعزيز عوامل القوة في مواجهة هذه التهديدات التي تتعمد المليشيا الحوثية من ورائها استفزاز أبناء تعز والنيل من حقهم في كسر حصارها الغاشم.
 
الكاتب السياسي عادل الأحمدي، اعتبر الاستهداف الحوثي على محافظ تعز، محاولة من المليشيا لإفراغ حقدها على أبناء المحافظة، والنيل مما شهدته تعز على مستوى كسر الحصار وتوحيد الصف الوطني والتقارب بين المكونات السياسية برعاية العميد طارق محمد عبدالله صالح.
 
وأضاف الأحمدي، في تصريح لوكالة "2 ديسمبر"، أن مليشيا الحوثي تهدف إلى اغتيال أي جهد صادق في تعز، وتنفيذ عمليات غادرة متى ما أُتيح لها ذلك، مؤكدًا أن الرد على تلك الجرائم الحوثية يكون بالعمل على توحيد الصف وتلاحم تعز والساحل الغربي واستكمال تحرير المحافظة.
 
من جهته، يقول الصحفي أدونيس الدخيني لوكالة "2 ديسمبر"، إن الاستهداف الحوثي على محافظ تعز، لا يمكن النظر إليه إلا كجزء من تصعيد استأنفته المليشيا في أعقاب انتهاء الهدنة، إلى جانب استهداف موانئ نفطية وهجمات في جبهات متفرقة بعموم اليمن.
 
وأشار الدخيني، إلى أن الاستهداف الحوثي يطال أي جهد لإعادة ترتيب الوضع، ويرمي الحوثيون من خلاله إلى تهديد الطريق الحيوي الذي يكسر الحصار عن مدينة تعز، مؤكدًا على ضرورة الخيار العسكري كأداة ناجحة وحل أخير للتعامل مع المليشيا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية