كواحدة من أقدم المدن في العالم، ظلت صنعاء القديمة علامةً فارقة في التاريخ اليمني، وشاهدًا على أصالة اليمن وتاريخه الضارب في أعماق الماضي، وحافظت على طابعها الخاص في كل الحقب كرمزٍ يضع اليمن في مقدمة الدول المرتبطة بتاريخ عريق يمتد لمئات آلاف السنين.

المدينة التي حملت اسم "مدينة سام" نسبة إلى سام بن نوح، وهي كما تقول المرويات التاريخية أول مدينة بُنيت بعد الطوفان الذي حدث في عهد النبي نوح، واستوطنها ابنه سام حتى حملت اسمه ولا تزال إلى اليوم، إلى جانب اسمها المتداول "صنعاء القديمة"؛ هذه المدينة تواجه الآن تهديدات حقيقية أمام رغبات مليشيا الحوثي الجامحة التي تسعى إلى تحويلها لمزار طائفي.

وبحسب مصادر متطابقة، فإن المليشيا الحوثية تعتزم تدمير أربعة أسواق تاريخية تضم مباني ومحال تجارية، في مدينة صنعاء القديمة، لبناء حوزة ومزار طائفي، في خطوة تهدد المعالم الأثرية بالمدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو".

وذكرت المصادر ذاتها، أن مليشيا الحوثي تسعى إلى إزالة أربعة أسواق في صنعاء القديمة تضم نحو 500 محل تجاري، وتحويل الأماكن تلك إلى قباب ومزارات على غرار الطريقة الإيرانية في "قُم".

طبقًا لذات المصادر، فإن المليشيا تسعى إلى بناء مزار وحسينية، بهدف تدمير الهوية التاريخية والرمزية التي تمثلها مدينة صنعاء القديمة لدى اليمنيين، الأمر الذي أثار حالة سخط في أوساط الرأي العام الرافض لهذه الممارسات التي من شأنها الإضرار بواحدة من أهم المدن التاريخية على وجه الكوكب.

وأدان البيان الذي تداوله صحفيون وكُتاب وناشطون بعريضة مطولة من الأسماء الرافضة، تصرفات ما أسماها "دولة المشرفين" الساعية إلى "تدمير عدد من البيوت والأسواق في مدينة صنعاء القديمة من أجل عمل مزار".

يشار إلى أن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح كان قد رفض إبان فترة حكمه مقترحًا لتوسيع الجامع الكبير، تضمن إزالة بعض الأبنية في محيطه؛ حيث أصر على إبقاء الطابع الحالي لصنعاء القديمة دون تغيير، واستبدل فكرة التوسيع ببناء مسجد الصالح وترميم المسجد الكبير، حتى لا تتعرض المدينة التاريخية لأي ضرر.

وتشكل التصرفات الحوثية الرعناء امتدادًا لسلسلة من الانتهاكات المقصودة لطمس الهوية التاريخية والثقافية لليمن؛ إذ سبق ودمرت المليشيا المدعومة إيرانيًا، العديد من المواقع التاريخية في البلاد خلال فترة الحرب، التي أشعلتها وما زالت تذكي جحيمها، لنفس الغرض
.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية