مع إعلان وفاة طفل لنقص الأكسجين.. غضب في أوساط أهالي حزم الجوف بسبب تردي الخدمات الطبية (تقرير إخباري)
أحدثت واقعة وفاة طفل في مديرية الحزم، عاصمة محافظة الجوف، بأحد المستوصفات الطبية لعدم وجود أكسجين، غضب الأهالي من استمرار تردي الخدمات الصحية التي أصبحت بمثابة أماكن للموت تعمل دون حساب وبتواطؤ من مليشيا الحوثي الإرهابية.
واعتبر مواطنون إهمال مليشيا الحوثي للمراكز الطبية الحكومية، فضلًا عن منحها تصاريح مزاولة المهنة للمراكز والعيادات الخاصة رغم عدم انطباق المعايير والشروط المحددة، مما أدى إلى وفاة عدد من المواطنين كان آخرهم طفلًا نتيجة عدم توفر الأكسجين في قسم الطوارئ.
ويشير الأهالي إلى أن المراكز الصحية بمديرية الحزم الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أصبحت أماكن لقتل الأطفال والنساء، نتيجة عدم توفر كوادر طبية مؤهلة، وكذا عدم وجود أجهزة مثل الإنعاش وأجهزة القلب والصدمات والأكسجين.
وواقعة وفاة الطفل "عبدالملك عبيد العبادي"، بمستوصف الحزم، واحدة من بين عشرات الجرائم الطبية التي وقعت في المديرية، منذ سيطرة مليشيا الحوثي على المحافظة.
مصادر طبية أكدت لوكالة "2 ديسمبر" شريطة عدم الكشف عن هويتها خشية على حياتها، أن أسباب تضاعف ضحايا الأخطاء الطبية في المراكز الصحية، يرجع إلى وجود ما يقارب 80% من المراكز التي افتُتحت من قِبل شخصيات حوثية، لا تمتلك تصريحات رسمية ولا كوادر طبية مؤهلة، مشيرًا إلى مغادرة الكوادر الطبية المؤهلة، فيما حلت محلها كوادر تعمل بدون مؤهلات وفق سياسة حوثية ممنهجة، ما يتسبب بحدوث وفيات.
وأضافت أن مليشيا الحوثي أقدمت على تنصيب عناصرها غير المتخصصة في مكتب الصحة، مؤكدة أن ذلك تسبب في غياب أي دور للمكتب في الرقابة على المراكز الصحية ووضع ضوابط للخدمات الطبية.
وقال أحد المصادر، إن كل ما يهم مليشيا الحوثي هو جلب الأموال وتمكين عناصرها اقتصاديًا، دون اكتراث لحياة المرضى الذين باتوا يفضلون عدم المجيء إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج.
ومن بين تلك المراكز، مركز طبي مملوك لقيادي من مليشيا الحوثي، كان يملك بقالة في مديرية الحزم، افتتحه مؤخرًا من دون أن يملك أي مؤهل طبي.. مضيفًا أن كوادره أيضًا تعمل دون مؤهل.
تسبب المركز، بحسب المصدر، بوقوع عدة جرائم، كان آخرها وفاة امرأة أثناء الولادة، نتيجة إعطائها دواء قاتلًا قضى عليها فورًا.
على الرغم من صدور أحكام قضائية تقر بمعاقبة مالك المركز وإغلاقه، إلا أن مليشيا الحوثي رفضت تنفيذ القرار، كونها تتحصل ضرائب ضخمة من المركز باتفاق وعقد بينهما.
لم تكتفِ مليشيا الحوثي بالتواطؤ مع المراكز الطبية في المحافظة، من خلال حماية جرائمها بحق المرضى والتستر عليها، إضافة إلى عدم توفير أجهزة طبية وأدوية، إنما تسببت أيضًا- بفعل أعمالها الانتقامية- بهجرة الكوادر الطبية المؤهلة عقب سيطرتها على المحافظة.