ليس أمام اليمنيين من خيار للخلاص من مشروع الكهنوت سوى التعاضد والتجاسر والعمل الصادق على إيجاد صيغة تُقرّب الجميع وتعمّق الأخوة نحو الهدف المشترك.
 
لقد قادت التجارب التي مرّ بها البلد طيلة أكثر من عقد، بكل ما انطوت عليه، إلى نتائج مخيّبة ما كانت لتحدث لو أن الجميع أيقظ بصيرته وأعلى المصلحة الوطنية؛ وقد تمخّضت الأحداث في هذا العقد الزمني العصيب عن برهانٍ قاطع ينفي صحةَ الكثير من الادعاءات والمغالطات والأحداث المؤسفة، برهان آمن به الكثير لكن بعد فوات الأوان.
 
بات الكل ملزمًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، بمراجعة مواقفه والاتعاظ من تجارب الماضي بما حملته من سلبيات وإيجابيات؛ وأما الإصرار على التمترس خلف مواقف غير صائبة بطريقة تنم عن المكابرة، فليس إلا مقامرةً تكشف جهلًا بالحقائق مهما غُمرت بالحُجج المستهجنة.
 
في فبراير -وهو شهرٌ يعيد التذكير بالأحداث المؤسفة التي وقعت فيه قبل 12 عامًا، في 2011 تحديدًا- من المهم التوقف عند هذه المرحلة بروحٍ نقدية مملوءة بالمنطق مجردة من النقمة والازدراء والتحيّزات أيًّا كانت، ومراجعة ما حدث وما تبعه من أحداث، تحت عنوان تساؤلي عريض: ما الذي جناه اليمنيون من فبراير؟!
 
لن تخرج جُملة الأجوبة من وراء هذا السؤال إلا إلى حقيقة واحدة يدركها الجميع ويلمس أثرها إلى اليوم؛ وما دون ذلك من أجوبة ملتوية تعوزها الدقة والأمانة في القول والمنطق، لن تكون غير مغالطات ممزوجة بتفسيرات سطحية لا تخدم الهدف النهائي لليمنيين المتمثل باستعادة الدولة والجمهورية.
 
إن مستقبل البلاد وشعبها مرهون بتكاتف الجميع وترفعهم عن كل ما يقوّض وحدة صفهم، والانصهار في عمل وطني مخلص لا تنفصم عُراه.. ولا يُفهم من وراء الطيش الذي يندفع خلفه البعض اليوم لإثارة الماضي بغرض يُقصد من ورائه تعميق هوة الخلاف بدلًا من المراجعة برشد ومصارحة الذات، كل هذا ليس إلا ضرباً من قلة الحيلة وادعاء يفتقر إلى المنطق، سيتهاوى -كالكثير من الادعاءات- أمام اختبارات الزمن.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية