تقرير| ارتياح مجتمعي.. ما الذي فعلته إنسانية المقاومة الوطنية في تعز؟
في الوقت الذي كانت محافظة تعز تصارع الحميّات وحيدة، في ظل شحة الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعاني الخذلان؛ بادرت الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية بمفردها، ومدت يد العون بمساعدة سخية؛ تنفيذًا لتوجيهات العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية.
هكذا لسان الشارع التعزي، خلال حملة مكافحة حمى الضنك التي تم تدشينها منتصف الأسبوع الماضي، بدعم من قِبل الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، والتي تستهدف دعم القطاع الصحي بالمدينة المحاصرة بالأوبئة والأمراض من جهة، وبحرب وحصار مليشيا الحوثي من جهة أخرى.
يقول الدكتور خليل العبسي، مدير الإمداد الدوائي بمكتب صحة تعز، لـ"2 ديسمبر": وجهنا الكثير من نداءات الاستغاثة للحكومة ووزارة الصحة والمنظمات الدولية والمحلية ذات العلاقة بقطاع الصحة لكن لم نتلقَّ أي إمدادات دوائية، والجميع تجاهلنا، وتُركت المدينة تعاني الأوبئة والحميّات وحدها.
ويؤكد العبسي أن المقاومة الوطنية كان لها لفتة إنسانية مهمة، إذ بادرت بتوفير كمية من أدوية مكافحة حمى الضنك، والحميات بشكل عام، من أجل تغطية العجز الذي يعاني منه القطاع الصحي في تعز، مشيرًا إلى أن الحملة تضمنت علاجات ومحاليل ومستلزمات، جرى توزيعها على ثلاثة مراكز متخصصة باستقبال مرضى الحميات وهي: هيئة مستشفى الثورة، والمستسفى الجمهوري، ومستشفى المظفر.
يضيف العبسي: هذا الدعم يجسد الاهتمام الذي توليه المقاومة الوطنية وقيادتها بأبناء المحافظة المحاصرة، وكافة المناطق المحررة؛ للتخفيف من المعاناة الناتجة عن حرب الحوثيين العبثية ضد المواطنين.
ارتياح مجتمعي
الناشط المجتمعي محمد الفقيه هو الآخر، يرى أن تدخل الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية قوبل بارتياح مجتمعي واسع لدى أبناء تعز.
وفي حديثه لـ"2 ديسمبر"، يقول الفقيه: الدعم الطبي يعبّر بوضوح عن إنسانية العميد طارق صالح، وإحساسه بمعاناة الناس وقربه منهم، ومدى اهتمامه بمدينة تعز، والوقوف إلى جانب أبنائها المدنيين، وحرصه على تخفيف معاناتهم".
يتابع: "تابعنا عمليات الرش الضبابي الذي نفذته إنسانية المقاومة الوطنية بالشراكة مع مكتب الصحة، إضافة إلى ردم البؤر والمستنقعات للبعوض، والتخلص من الإطارات المتراكمة، والتقصي الحشري، وتوعية المدنيين.. وفي الجانب العلاجي، قامت بإيصال الكثير من المساعدات العلاجية إلى مراكز ومستشفيات المدينة".
وخلال النزول الميداني لوكالة "2 ديسمبر" إلى هيئة مستشفى الثورة العام،أحد المرافق الطبية، كان إيهاب السامعي شاردًا، عند مدخل قسم الطوارئ، وتبدو عليه ملامح القلق، بينما في الداخل، يأتي صوت الطبيب المعالج، وتوجيهاته للممرضين بعمل اللازم لإنقاذ حياة المريضة.
وبنبرة حزينة يقول السامعي: "ابنتي مصابة بحمى الضنك، ولها يومين لا تتكلم، والصفائح الدموية نزلت عندها إلى 50".. مضيفًا: "جميع أفراد أسرتي أُصيبوا بالضنك؛ ورقدنا في مستشفى الثورة لمدة خمسة أيام، لكن ابنتي "ود" حدثت لها مضاعفات".
ليست ودّ السامعي وحدها من تعاني تبعات الحميات؛ فالكثير من النساء، والرجال، الشباب والأطفال بمدينة تعز يعانون الأمر ذاته، وعلى سرير المرض يشكون التعب والإجهاد، والإسهال الحاد، وآلام البطن.
وفي الصورة التي التقطتها "2 ديسمبر"، يبدو ضياء أحمد، مفترشًا سرير المرض، لا يستطيع الجلوس أو الاعتدال، ومنذ ثلاثة أيام، والشاب يعتمد على التغذية الوريدية، والمغذيات فقط.
تفيد الممرضة المشرفة على ضياء أحمد أن حالته بدأت تستقر بعد حصوله على الرعاية الطبية الكاملة، بفضل المنحة العلاجية التي قدمتها الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية للمحافظة.
تنوه الممرضة: "الفترة الماضية كان قسم الطوارئ يعاني من نقص في المحاليل والعلاجات الخاصة بالحميات، مقابل زيادة عدد حالات المصابين، مما شكل لنا ضغطًا كبيرًا، أما اليوم فغالبية الأدوية التي يحتاجها المصاب بالضنك أو الحميات تتوفر في الطوارئ بعد وصول دعم الخلية الإنسانية، وأصبحنا على استعداد تام لاستقبال كل المصابين بالحميات".
حالات حرجة
بحسب بيانات هيئة مستشفى الثورة، فإن قسم الطوارئ يستقبل يوميًا ما يقارب 40 حالة تعاني الحميات الفيروسية، غالبيتهم من كبار السن، وهم الفئة الأشد ضعفًا وتعرضًا للأمراض.
الدكتورة لبنى سلام، رئيسة قسم الباطنية بمستشفى الثورة العام، تؤكد أن بعض الحالات الإسعافية تصل إلى المستشفى بعد دخولها مراحل خطيرة من المرض.
تقول سلام لـ"2 ديسمبر"، مشددة على أهمية الدعم المقدم من الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية "لشعب فقير، لا يملك تكاليف الأدوية والتطبيب، خصوصًا مع ارتفاع أسعار العلاجات وتأتي حالات مصابة بالحميات أو الضنك، وأعراضها متطورة، وتعاني من نزيف، أو يحدث عندها احتباس السوائل في البطن أو الرئتين، أو القلب، مما يؤدي إلى فشل عمل القلب والموت".
وتوضح سلام أن المضاعفات الخطيرة ناتجة عن تعاطي المريض علاجات بدون استشارة الطبيب، أو إهماله وتأخره عن الفحص والعلاج، ما يتطلب القيام بحملات توعية، وإنشاء مراكز مؤهلة تستطيع مواجهة الوباء في المدينة".