المرض وقلة الكلأ وألغام الحوثي.. ثالوث يهدّد الثروة الحيوانية في موزع (تقرير)
في مديرية موزع، غربي تعز، يشتكي عمر زيد (75 عاماً) -القادم من مديرية مقبنة هرباً من هجمات المليشيا الحوثية الإرهابية على المدنيين هناك- من فقدان أغلب قطعانه من الأغنام خلال رحلة الهرب قبل أربعة أعوام، منها ما فقد أثناء رحلة النزوح وضاع بين الشعاب، وآخر وصل معه إلى مخيم نزوحه في عزلة العوشقي؛ لكنه فقده خلال مواسم الأمطار، أو من خلال أوبئة أصابت الحيوانات في المخيم.
كان عمر، الذي بلغ من العمر عتياً، يعتمد على قطيع أغنامه كثيراً في مواجهة متطلبات الحياة حيث لا يملك أي وظيفة حكومية أو خاصة غير ما يجده من منتجات ما تبقى من أغنامه العشر.
عمر يشكو تعرض مخيمات النزوح لشيء من الإهمال في السنوات الأولى من الحرب تحديدا ، أعمال من قبل الحكومة والمنظمات، ما دفع النازحين لبيع ثروتهم الحيوانية لعدم المقدرة على شراء الأعلاف أو الحركة للرعي مخافة وجود الألغام في الجبال والطرق.
ووفق صالح الروضي، رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين في مديرية موزع، فإن الأسر النازحة في عُزل المديرية تبلغ 690 أسرة نازحة تقيم في 13 مخيماً في المديرية وتعتمد على الرعي كمصدر وحيد لغذاء الحيوانات؛ لكن شح الإمكانات دفع الكثير من النازحين لبيع حيواناتهم للاستفادة من مردود البيع في توفير السلع الغذائية، داعياً المنظمات إلى تكثيف جهودها في رفع معاناة النازحين.
من جانبه قال أحمد سالم، أحد الرعاة، إن الحيوانات تمثل مصدر العيش للسكان والنازحين في موزع، ومثلت عاملاً وسنداً مساعداً لهم في ظروف الحرب مع توقف المرتبات وانقطاعها ولهيب الأسعار التي شملت المواد الأساسية الغذائية.
وأضاف سالم لوكالة "2 ديسمبر"، الكثير من النازحين وغيرهم يعتمدون على الماشية في البيع أو الاستفادة من لحومها وألبانها، والبعض يقوم بصناعة الجبن منها، حيث وفرت الكثير من احتياجات الناس خلال فترة الحرب؛ لكن الأعلاف هي المشكلة الأكبر أمام الاستمرار في تربية الحيوانات.
وذكر سالم أن أكبر ما يعيق الرعاة حالياً هو قلة المراعي بسبب شحة الأمطار هذا الموسم، بالإضافة إلى الخوف من الرعي في بعض المناطق الخطرة التي تنتشر بها الألغام الحوثية، وقد نفقت الكثير من الماشية بسبب الألغام، ناهيك عن بعض الأمراض التي فتكت ببعض الحيوانات مع عدم قدرة الأهالي ومالكي الحيوانات على جلب العلاج.
ويذكر تقرير لإدارة الإحصاء الزراعي بوزارة الزراعة اليمنية، أن اليمن تنتج سنويا 186 ألف طن من اللحوم البيضاء، بيد أن هذه الكمية من اللحوم الحمراء المنتجة محلياً لا تغطي الطلب الاستهلاكي المحلي، الأمر الذي خلق فجوة غذائية يتم سدها عن طريق استيراد اللحوم الحمراء المجمدة والحيّة ومشتقاتها لتلبية احتياجات السوق المحلية.
ووفقاً لكتاب الإحصاء الزراعي، فإن الثروة الحيوانية في اليمن تبلغ 21 مليون رأس منها 9.6 مليون رأس من الأغنام و9.3 مليون رأس من الماعز و1.7 مليون رأس من الأبقار و454 ألف رأس من الإبل.
من جهتها قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن اليمن تستهلك 370 ألف طن من اللحوم وتحتل المرتبة 13 عربياً و138 عالمياً في استهلاك اللحوم وبمعدل 16 كيلوجراماً استهلاك الفرد سنوياً من إجمالي استهلاك اللحوم؛ لكنه مع تردي الأوضاع المعيشة التي خلفتها الحرب الحوثية تراجع استهلاك اليمنيين للحوم التي كانت تقدر سنوياً في السابق بما قيمته 200 مليون دولار سنوياً.