تتحدث لـ" 2 ديسمبر".. "سكون" اتكأت على الإصرار لمقاومة التحديات ومضت بالعزيمة نحو الطموح
على سفح جبل صبر الشاهق، ووسط أجواء شديدة البرودة مع بداية الشتاء، تخوض الشابة سُكون أحمد تجربةً عملية استثنائية في مجال التمثيل الدرامي، بين عشرات الممثلين المحليين رجالاً ونساءً، متخطيةً عقبةً كبيرةً لطالما كانت تقفُ حجرة عثرة بينها وبين حلمها في تسجيلِ حضورٍ واعد على شاشات التلفزة المحلية.
لم تتذمر سكون، طالبة المستوى الثالث في قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة تعز، وهي تتحدث لوكالة "2 ديسمبر"، من سلوكيات الممانعة والرفض المجتمعي لمشاركة الفتاة في التمثيل الدرامي، طالما وأنها تؤدي دورًا الغرض منه "الإسهام في عرض مشكلات المجتمع وتدبر الحلول الوسطية لمعالجة قضايا مختلفة من منظور درامي هادف". على حد تعبيرها.
وقالت سكون، إن والدها المتوفى منذ أشهر كان يسندها بقوة لتكون "رقمًا استثنائياً في المجتمع"؛ كونها ابنته الوحيدة، لكن التقييم القاصر من قبل المجتمع لدور الفتاة في الحياة يدفع والدتها أحيانًا -بدافع حنان الأم- إلى حجب إبداء الدعم تحت تأثير الكثافة الدعائية المغلوطة، لكنها ورغم هذه المفارقات التي تصادفها في الحياة لم تيأس للاستمرار في شق طريقها وتحديد أولوياتها بحسب ما تراه يحقق طموحها في النهاية.
بدأت سكون مشوارها في مجال التصوير، ثم خطت خطواتها الأولى في تأدية أدوار محدودة في أفلام توعوية أُعدّت لمشاريع تخرج في جامعتها، ومع الأيام اكتسبت ما يكفي من المهارة للقفز إلى ساحة المنافسة الدرامية حتى حجزت في أكتوبر الماضي لنفسها موقعًا في مسلسل رمضاني يُجهز للعرض في شهر رمضان القادم.
قالت سكون، بينما كانت تضعنا في صورة الإشكالات التي أصابتها أحياناً بالإحباط، إن هذا الرفض لا يقوم على أي منطق، وما الغاية منه إلا إلحاق الصدمة وتحطيم معنويات الفتاة التي تحاول جاهدة أن تصنع لنفسها اسمًا في دوامة من المتناقضات المجتمعية، وتقدم ما بوسعها لمكاشفة المجتمع بمشكلاته وإسداء النصائح والحلول بشكل درامي يؤدى لغرض وغاية نبيلة.
في العام 2017، صُنِّف اليمن في ذيل القائمة لمؤشر الفجوة بين الجنسين، حيث جاءت في المرتبة 144 من أصل 144 دولة؛ وبحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن ثمة كثيراً من التحديات التي تواجه المرأة في اليمن، أبرزها تسجيل مستويات منخفضة من المشاركة في العمل الرسمي مدفوع الأجر.
وبحسب مراكز دراسات ؛ فإنه بسبب الظروف الاستثنائية التي ولّدتها الحرب، كسرت المزيد من النساء القالب النمطي لأدوارهن المجتمعية التقليدية، استخدمت بعض النساء وسائل تقليدية، مثل الأعراف القبلية، لشغل الأدوار التي كانت حكرًا على الرجال، وذلك في قيادة مبادرات أسهمت في تحقيق عوائد إنسانية وفيرة في ظل الحرب.