من 44 صفحة مفصلة، أوردت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، تقريرها المتعلق بالوضع في اليمن. تقريرٌ أضاع بوصلة الحقيقة مما يحدث في البلاد، وروج للمليشيات الحوثية بمنطق التدليس، مفصحاً عن "مصداقية" الأمم المتحدة في التعاطي "المحايد" مع القضايا الدولية وقضايا النزاع حول العالم.

 

بالاطلاع والتفحص لكل ما ورد في تقرير لجنة الخبراء المهتمة بالتحقيق في أحداث الحرب في اليمن، تبدو الحقائق كاملةً منتزعة من لبنات هذا التقرير الرسمي، ويتجلى فيه انحياز فاضح لصف الكهنوتيين الحوثيين، ومحاولةً بائسة من قبل المنظمة الدولية  لابتزاز الشعب اليمني والتحالف العربي الذي يسانده لاستعادة دولته المنهوبة بأيدي مليشيات الإرهاب، فلم يبدِ التقرير حتى الحقائق التي يعلمها اليمنيون جميعاً كحوادث القتل اليومية التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق اليمنيين على أقل تقدير، وإن عرج عليها برأ منها المليشيات وقال إنها ما تزال بحاجة إلى "مزيد من التحقيق".

 

أشير في التقرير الأممي إلى أن لجنة الخبراء لم تصل إلى أبرز معتقلات المليشيات الحوثية مثل "الأمن السياسي" وكذا إلى مدينة تعز، حيث المذابح اليومية التي ترتكبها مليشيات الإرهاب، وبدون خجل ذهب التقرير ليصف قوات الإرهاب الحوثي بـ "قوات الحوثيين وصالح" في إشارة حاقدة إلى الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح، الذي دفع حياته في سبيل إنقاذ اليمن من هذه الجماعة الإرهابية، ويواصل اليوم أبناؤه وأقاربه مسيرة هذه الثورة، وعلى رأسهم العميد طارق محمد عبد الله صالح، الذي يقود جحافل المقاومة  الوطنية في طريق العودة إلى حضن الجمهورية ودحر أذناب الإمامة الحوثيين، بينما يقبع آخرون من أقارب الزعيم في سجون المليشيات انتقاماً منهم لأنهم رفعوا راية الوطن في الثاني من ديسمبر الماضي، يوم أن كانت الثورة في مهدها تسحق مليشيات الإمامة الباغية.

 

في التقرير تصف المنظمة الدولية جماعة الكهنوت الإرهابية بـ "سلطة الأمر الواقع" تماهياً وتعاطفاً مع المليشيات، بينما تنبري في مجموعة من المواد لوصف مقاتلي المقاومة في ربوع البلد بـ "الجماعات المسلحة" أحياناً و"المليشيات" في أحيان أخرى، وهو زور في إثبات الحقائق وتقديمها كما هي للعالم، بل تنصلٌ عن المسئولية وسقوط في وحل الانحياز إلى صف جماعة لا تعرف إلا القتل وإهدار المزيد من دماء اليمنيين.

 

بالنظر إلى "تحديد الأطراف الفاعلة" في التقرير، ثم إلى سرد مسميات مجدولة ورد فيها أسماء القيادات الحوثية المسئولة على الجرائم، تطرق التقرير إلى ذكر اسم قائد العصابة الكهنوتية عبد الملك الحوثي، واصفاً إياه بـ "قائد الثورة" وقبل ذلك راح التقرير ليصف عملية تحرير الحديدة بـ "العدوان" الذي شنه التحالف. أمر أثار السخرية لدى اليمنيين وجعل بعضهم يقول إنه لا يستبعد أن يكون قائد العصابة الحوثية هو من صاغ التقرير أو أملاه لكتاب الأمم.

 

وصف قائد عصابة المليشيات بقائد الثورة، إنما هو تهويل فاضح لثيوقراطي ألمَ في الإجرام والاعتداء على اليمنيين، عوضاً عن كونه استفزازاً لليمنيين الذين يقاتلون هذا الإرهابي وجماعته المدعومة من إيران منذ ما يربو عن أربع سنوات ويزيد. عدا ذلك فقد تعمدت لجنة الخبراء تشويه الدور الريادي للتحالف العربي، وبالذات الشريك الفاعل في التحالف –دولة الإمارات العربية المتحدة- للصق تهم باطلة بحقها، متناسياً ما يجود به الإماراتيون في اليمن، إلى درجة الدماء الإماراتية التي سكبت على أرض اليمن دفاعاً عنها وشعبها، وسعياً منها لمشاركة الشعب في استعادة دولته المسلوبة.

 

اليوم صارت الحقائق منكشفة على ذاتها، وأصبحت جلية واضحة وفي متناول اليمنيين أجمعهم، والكل يعي جيداً أن مليشيات الكهنوت هي السبب الذي أضاع اليمن في بوتقة الفوضى هذه، وحولها إلى بلدٍ تعمه الحرب، وتبث فيه إيران عبر جناحها الإرهابي فوضى ودمار.

 

تناست لجنة الخبراء دور إيران الإرهابي في اليمن، وأنها السبب الرئيس فيما يحدث في اليمن، مكرسةً اهتمامها لاستغلال اليمنيين والتحالف العربي، عبر ادعاءات كاذبة وواهية أصرت على تكرارها في التقرير وسردها دون الاعتماد على معايير صادقة وحقة، يمكن من خلالها تصديق ما ورد من ادعاءات.

 

بدوره لم يدع التحالف العربي هذه "المهازل الأممية" تمر دون تعليق، اليوم يؤكد التحالف أن التقرير حمل الكثير من "المغالطات" ووزع التهم على التحالف العربي بشكل باطل. مشدداً مع الأسف على ذلك التجاهل المتعمد لما يبذله التحالف في مجال الدور الإنساني والإغاثي، وكمية الضخ للمساعدات الإنسانية المقدمة لليمنيين في عموم البلاد. نافياً ما ذكره التقرير من عدم تعاون من قبل التحالف العربي مع أعضاء الفريق، الذين حصلوا على كافة التسهيلات سواء في مركز العمليات المشتركة بالسعودية أو في اليمن.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية