تشهد مدينة عتق القديمة بمحافظة شبوة، هذه الأيام، المهرجان السنوي لتسويق العسل، الذي يقام بصورة تقليدية، حيث تزدحم الساحة المحاذية لقصر ذيبان التاريخي في قلب المدينة بالباعة والنحالين والتجار والمستهلكين الذين يتوافدون من مختلف مناطق المحافظة والمحافظات الأخرى.
 
ويبدأ إنتاج العسل الطبيعي مع حلول فصل الخريف من كل عام، ليبدأ موسم العرض والتسويق بعد منتصف شهر أكتوبر.
 
في هذا السوق الرائج تعرض أنواع مختلفة من العسل، مثل: عسل السدر وعسل المراعي وعسل السمرة، ويباع بطريقتين إما كسائل مصفى من الشمع ومعبأ في عبوات بلاستيكية في عملية تسمى الدبيس، أو بيعه على شكل أقراص خلايا داخل أوانٍ معدنية تسمى قروف، في حين تتفاوت أسعار كل نوع بحسب درجات الجودة والصنف ومنطقة إنتاجه.
 
ويعد عسل السدر أو ما يسمى (البغية) من أجود أنواع العسل الطبيعي في شبوة لجودته وخاصيته العلاجية والطبية، ويتميز هذا النوع بطعمه ومذاقه ونكهته الفريدة وهو الأكثر إقبالاً في السوق.
 
وعلى خلاف المواسم الماضية يقول نحالون لوكالة "2 ديسمبر"، إن هذا الموسم أكثر وفرة من حيث كميات العسل المنتجة في مناطق المحافظة بفضل الأمطار والسيول التي ارتوت منها أشجار السدر التي تعد ثمرتها الغذاء المفضل للنحل ويخرج من بطونها أجود أنواع العسل الطبيعي والنقي ويسمى العسل البغية وهو الأغلى سعراً.
 
ورغم الوفرة في محصول العسل هذا العام، إلا أن أسعاره ارتفعت بنسبة 10% عن العام الماضي، في ظل بروز فجوة بين العرض والطلب، إذ يعزو تجار العسل ضعف الإقبال على شراء العسل إلى الواقع المعيشي المرير والظروف الاقتصادية المتردية التي يمر بها أغلب المواطنين، بالإضافة إلى عزوف تجار الجملة والمصدرين بسبب العراقيل التي يواجهونها خلال عملية تصديره إلى بعض الدول بفرض عدة شروط.
 
وقد وصل سعر الجالون سعة 5 لترات من عسل السدر ما يزيد عن 1500 ريال سعودي.
 
يفيد تجار التصدير أنهم يواجهون صعوبة وعراقيل في عملية تصدير العسل إلى السعودية ودول الخليج؛ بسبب أن النحالين في شبوة ما زالوا يتبعون الطرق التقليدية في عملية التصفية والتعبئة والتصدير بدون إجراء فحوصات.
 
وقال المهندس فهد مبروك العتيقي مدير عام مكتب الزراعة بشبوة متحدثاً لوكالة "2ديسمبر"، إن محافظ المحافظة عوض الوزير وجه بإنشاء مختبر لفحص جودة العسل، وقد وضعت لجنة المناقصات مناقصة لتوريد أجهزة ومعدات للمختبر، كما أقر المكتب التنفيذي بتولي مكتب الزراعة تنظيم مهرجان العسل السنوي بشكل رسمي ومنظم بعد تجهيز وتشغيل المختبر.
 
ويرى أن هذا المختبر سيقدم خدمات للنحالين وتسهيل تصديره إلى الخارج، فيما يقوم مكتب الزراعة بالبحث عن منظمات مانحة لدعم النحالين من خلال تدريبهم على الأساليب الحديثة في تربية النحل واستخدام الخلايا الحديثة التي بدورها ستسهم في زيادة إنتاجية كمية العسل في الخلية، وكذا تعريفهم على الأمراض التي تصيب النحل وطرق علاجها مع استخدام التقنيات الحديثة في تصفية العسل.
  
وبحسب تقديرات مكتب الزراعة بالمحافظ، فإن معدل الإنتاج السنوي للعسل يصل إلى 680 طناً، في حين يشكل النحالون في محافظة شبوة نسبة 30%  من سكان المحافظة، كون مهنة تربية النحل تعد من أهم مصادر الدخل التي يعتمد عليها الكثير من السكان المحليين في محافظة شبوة لكسب لقمة العيش الكريمة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية