عُقدت، اليوم الأحد، في مدينة الخوخة، العاصمة المؤقتة لمحافظة الحديدة، ندوة بيئية نظمتها الهيئة العامة لحماية البيئة بالتنسيق مع قوات خفر السواحل- قطاع البحر الأحمر، تزامناً مع اليوم العالمي لحماية البيئة من الحروب والصراعات المسلحة.
 
استعرضت الندوة، التي عُقدت برعاية وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي، ومحافظ المحافظة الدكتور حسن طاهر؛ محورين هامين هما: آثار الألغام على البيئة - آثار الحرب والصراع المسلح على القضايا البيئية.
 
وقال الدكتور عبدالسلام الجعبي، وكيل أول الهيئة العامة لحماية البيئة؛ إن اختيار محافظة الحديدة لعمل ندوة جاء لسببين رئيسين: الأول ما تعانيه المحافظة من ويلات الحرب الحوثية، والثاني من أجل الاستمرار في تعزيز التعاون والشراكة الحقيقية بين وزارة المياه والبيئة والسلطة المحلية. 
 
وتحدث محمد علوان، نائب قائد الفريق 26 التابع لمشروع مسام لنزع الألغام، عن محور الألغام، شارحاً حجم الكارثة التي تعاني منها محافظة الحديدة خاصة، جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي وبشكل عشوائي؛ مؤكدًا أنه على الرغم من تطهير بعض المواقع إلا أن آثار تلك الألغام لا تزال موجودة على التربة.
 
ولفت إلى أن الحديدة كانت خالية من الألغام قبل عام 2014، قبل أن تزرع مليشيا الحوثي مليون لغم في المحافظة من أصل مليوني لغم زُرعت في اليمن، مرجحاً أن تكون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا بالحديدة ملوثة بكميات هائلة من الألغام، خاصة وأنها لا تزال تزرع الألغام حتى اليوم.
 
ورغم ما حققته هندسة القوات المشتركة ومشروع مسام من نجاحات في تطهير مساحات واسعة، لا تزال حقول ألغام مليشيا الحوثي تشكل تحديًا كبيرًا وكابوسًا يؤرق أهالي الساحل الغربي، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون وقوع ضحايا في صفوف المواطنين.
 
وقدّم علوان عرضًا مصورًا كشف خلاله حجم الكارثة التي تعاني منها المناطق الزراعية بعد نزع تلك الألغام منها، وكذا أساليب التمويه التي تستخدمها المليشيا في صناعة الألغام والعبوات الناسفة؛ للإضرار بالمدنيين العزّل؛ كما توجد ألغام سامة زرعها الحوثيون تفتك بالأبرياء بشكل مزدوج.
 
وفي ختام حديثه، دعا علوان الحكومة إلى اعتماد المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام لتجنيب المحافظة والمواطنين كارثة لا تُحمد عقباها.
 
بدوره، تحدث المنهدس أمين الحمادي، مسؤول التخطيط والمعلومات البيئية في الهيئة، عن المحور الثاني الذي شرح فيه المشكلة الكبيرة التي تعاني منها اليمن جراء الحرب الحوثية الكارثية.
 
وقال الحمادي، إن الحرب الحوثية تسببت بتلوث العنصر البيئي الهام في الطبيعة الذي تعيش عليه الكائنات الحية، كما يُحدث ذلك تغييرات في خصائصها ومكوناتها.
 
وأشار الحمادي إلى انتشار الدخان والسموم والغبار والغازات المختلفة، وكلها ملوثات وسموم خطرة قد تؤدي إلى أضرار صحية جسيمة، لافتاً إلى أن انتشار هذه المواد واحتراقها يؤدي إلى تدمير النظام البيئي الطبيعي.
 
وتابع الحمادي: "تواجه الزراعة العديد من الإشكالات الناجمة عن الحرب الحوثية إما بشكل مباشر أو غير مباشر، وصولًا إلى تدهور حاد في التربة والغطاء النباتي بشكل عام".
 
وبيّن أن البيئة تواجه أيضًا مخاطر أخرى كالنفايات ومخلفات القذائف الحوثية والألغام والتي لا تزال متواجدة في أجزاء كبيرة في اليمن.
 
حضر الندوة أركان حرب خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر العقيد عبدالله الفخري، ومدير عام مديرية حيس مطهر القاضي، ومدير عام مديرية التحيتا حسن هنبيق، ومديرو عموم المكاتب التنفيذية والسلطة المحلية بالمحافظة وممثلو جمعيات خاصة متخصصة بالبيئة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية