ترك إسماعيل سعيد، حلمه الدراسي في كلية الطب جامعة صنعاء، وهو يشعر بالألم نتيجة عدم قدرة أسرته على تحمل نفقاته الدراسة، إذ إن رسوم التحويلات المالية الباهظة إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي حالت دون قدرة أسرته على تحملها.
 
يقول سعيد لوكالة "2 ديسمبر"، أشعر بالألم بعدما غادرت مكرهاً كلية الطب، ذلك الحلم الذي كنت أتمنى تحقيقه طيلة حياتي، وهو حلم يتمناه أغلب الطلاب، لكن سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء، وما نتج عن ذلك من فرض المليشيا  رسوم التحويلات الباهظة الناجمة عن الانقسام المصرفي، أحرمتني والكثير من الطلاب تحقيق حلمنا الدراسي".
 
يضيف، استطاع الحوثي عزل صنعاء عن بقية المحافظات التي هي خارج سيطرته برفضه قبول العملة المطبوعة الجديدة، مما دفع إلى فرض رسوم تحويلية يعجز المواطن عن تحملها، الأمر الذي يدفع الكثير من الطلاب لمغادرة جامعة صنعاء والتوجه إلى المناطق المحررة للالتحاق بالكليات والجامعات، بعد أن كانت صنعاء موطن أحلام جميع الطلاب.
 
العودة إلى تعز
 
شادي القاسمي، هو الآخر غادر صنعاء بعد أن كان قد اجتاز اختبار القبول في المعهد العالي للعلوم الصحية - قسم الصيدلة، ليعود إلى مدينة تعز وقرر بدء دراسته الجامعية في المعهد الصحي، بعد أن وجد نفسه عاجزًا عن مواصلة الدراسة في العاصمة المختطفة.
 
يعود سبب مغادرة القاسمي صنعاء، كما يقول، إلى عدم قدرة أسرته على تحمل رسوم التحويلات المالية، إضافة إلى سياسة الجبايات والآثار السلبية التي خلفتها حرب المليشيا في مختلف جوانب حياة الناس، حتى أصبح العيش تحت سيطرة مليشيا الحوثي غير آمن، خصوصاً وأن أسعار السلع أصبحت باهظة وترتفع بشكل متواصل، فيما يستقر سعر الصرف بشكل زائف لا ينعكس على حياة المواطنين.
 
لم تكتف المليشيا بسياسة فرض رسوم التحويلات المالية ، إنما سعت أيضًا إلى سياسة فرض الجبايات على ملاك المحال التجارية.
 
تسببت تلك السياسة العدمية في خلق أزمة اقتصادية وأزمة معيشية للمواطنين المقيمين تحت سيطرتها، الأمر الذي أدى إلى مغادرة الكثير من الطلاب الجامعات واللجوء إلى المناطق المحررة في سبيل البحث عن حياة آمنة.
 
تراجع 
 
مارست مليشيا الحوثي، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، سياسة تضييق على الشعب اليمني في المجالات كافة، بما في ذلك العملية التعليمية، التي شهدت في السنوات الأخيرة تراجعًا كبيرًا في عدد الملتحقين في الجامعات الحكومية، خصوصاً في جامعة صنعاء، التي انخفض هذا العام 2022/2021 عدد الطلاب فيها إلى ما يقارب 50٪، مقارنة بعدد الملتحقين قبل انقلاب المليشيا على الدولة أواخر العام 2014.
 
ويرجع الكثير من الخبراء التربويين، أسباب التسرب التعليمي فضلاً عن تدني الإقبال على التعليم الجامعي في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، إلى الأساليب التي تستخدمها المليشيا من فرض رسوم عالية، والجبايات، وسياسات التجويع، والنهب المتواصل للمؤسسات التعليمية، وارتفاع تكاليف السفر والإقامة، وهي أساليب ممنهجة أدت إلى عزوف آلاف الطلاب عن مواصلة التعليم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية