محاولات حوثية فاشلة لدفن مذبحة الأطفال المصابين بالسرطان
انتدبت المليشيا الحوثية الإرهابية ممثلين عنها لزيارة أهالي أطفال مرضى السرطان الذين قضوا إثر حقنهم بجرع فاسدة في مستشفى الكويت؛ في مسعى حثيث وسباق مع الزمن لتجفيف منابع الغضب العام ودفن تفاصيل الجريمة عبر "ورقة الإغراء" التي رفضها ذوو الضحايا جملةً وتفصيلًا.
وحتى الآن، ارتفع عدد الأطفال الذين قُتلوا بحُقن الدواء الفاسد أثناء ترقيدهم في مستشفى الكويت الجامعي إلى 18 طفلًا، من أصل 48، بينما لا زال 30 طفلًا في غرف العناية الفائقة بحالةٍ يُرثى لها تنتظر أسرهم بصيص أمل في نجاتهم، لا سيما وأنه طوال الأيام الماضية كان يؤتى بطفل متوفٍ بين الحين والآخر من داخل تلك الغُرف بعد أن يعجز جسده على مقاومة تأثيرات الدواء السُمّي.
وأفاد مصدران متطابقان يعملان في المستشفى الجامعي، بأن عددًا من أسر الأطفال المتوفين تحدثت عن تلقيها عروضًا من مسؤولين حوثيين في وزارة الصحة للتنازل عن القضية، والخروج بتسجيلات مصورة للرأي العام تبرئ المليشيا الحوثية من هذه الورطة؛ إلا أن الأسر رفضت العروض الإغرائية.
وقال أحد المصدرين إن المسؤولين الحوثيين تعهدوا لأهالي الأطفال الضحايا بدفع مبلغ 40 مليون ريال لكل أسرة فقدت ابنًا في هذه المجزرة الجماعية، مقابل التوقف عن أي مطالبات قانونية أو اللجوء إلى القضاء، والظهور على الرأي العام بالرواية التي تحددها وزارة الصحة التابعة للمليشيا الإرهابية.
والأطفال الضحايا من مرضى اللوكيميا (سرطان الدم)، كانوا يتلقون جرعًا دورية من الأدوية في مستشفى الكويت الجامعي، غير أن دواء فاسدًا تم تهريبه من الخارج عبر مسؤولين حوثيين كبار يمتكلون شركات أدوية مستحدثة، تسبب في وفاة 18 منهم- ولا زال العدد مرشحًا للارتفاع- بعد أيام من حقنهم به.
وخرجت مليشيا الحوثي ببيان هزيل عبر وزارة صحتها اتهمت فيه أحد الصيادلة بالمسؤولية؛ إلا أن نقابة الصيادلة والمهن الطبية أشارت إلى أن المليشيا سعت إلى "اصطياد الحلقة الأضعف" في القضية، بهدف صرف الأنظار عن المتسببين الرئيسيين، وهم المسؤولون عن شركات الأدوية التي استجلبت هذا الدواء الذي سبق وأن اعترفت ما تسمى هيئة الدواء بعلم وزارة الصحة التابعة للمليشيا بتهريبه وتسجيله لديها برقم تشغيلة محدد.
ويوجد في اليمن زهاء 60 ألف مريض بالسرطان، أضحوا مهددين بالموت؛ نظرًا لإفراغ المراكز المتخصصة في مناطق الحوثيين من الأدوية الموثوقة ودس أدوية بديلة مهربة تكون تأثيراتها قاتلة في الغالب؛ إذ بات الآلاف من مرضى السرطان في اليمن يضطرون للبحث في السوق السوداء عن الأدوية ذات الأهمية لصحتهم، والتي كانوا يحصلون عليها في الماضي بشكل مجاني وسلس.
وبحسب تقارير سابقة، تتزعم 5 قيادات حوثية، على رأسها المدعوان دغسان أحمد دغسان وصالح مسفر الشاعر أكثر من 20 كيانًا صحيًا بين شركات ومشافٍ خاصة، مسؤولة عن توريد وبيع منتجات الدواء المزيف والسام والمسرطن بعد أن أجهزت على العديد من الشركات المعنية باستيراد وبيع الأدوية في السوق المحلية.