الطفلةُ روان في مساء سبتمبري بالمخا.. حضور مذهل وشغف لتوثيق تفاصيل المهرجان الثوري
كطفلةٍ وسط حشدٍ هادر، من الطبيعي أن تتوارى خجلًا أو تحتجبَ فزعًا، اختارت الطفلة روان (7 أعوام) أن يكون حضورها مذهلًا ومختلفًا ومقدامًا في مراسم حفل إيقاد شعلة الـ26 من سبتمبر في مدينة المخا، حتى غدت محل أنظار الكثير من المتفرجين خلال المهرجان.
ومنذ اللحظة الأولى لبدء العروض، ظلت روان توثق تفاصيل المهرجان بهاتف أبيها، قبل أن تخترق قواعد التنظيم المعمول بها، بحماس ناشئ، وتقف في قلب ساحة العرض دون وجل توثق لحظات إيقاد شعلة الثورة السبتمبرية الخالدة، في ذكراها الـ60.
قالت روان لـ"2 ديسمبر" على عُجالة، إنها تحب الثورة؛ وغير ذلك لم تضف شيئًا أو تُردف، رغم إلقاء مجموعة من الأسئلة الفضولية عليها بإلحاح، سوى أنها بدت منشغلة بتوثيق تفاصيل المهرجان، دون أن تدع أي شيء آخر يشغل بالها في خضم الفرحة الصاخبة.
واصطحبت العائلات أطفالها إلى الحفل، بما يشير إلى استغلال الحدث، كمناسبة وطنية تعوِّد الصغار على الانحياز إلى قيم الثورة منذ بواكير أعمارهم؛ وبرغم أن الأطفال لن يستوعبوا مهابة الحدث بكل أبعاده وتفاصيله وما يرمز له المهرجان في سياق الولاء الوطني والتشبث بالجمهورية؛ إلا أنهم يفتقون أذهانهم وأسماعهم منذ الصغر على صورٍ وإيقاعاتٍ كل دلالاتها ثوريةٌ بامتياز.
وحمل أطفال الأعلام الوطنية، بينما ارتدى بعضهم ثيابًا متناسقة بألوان العلم الوطني، وشوهد كثيرون يتسمّرون في الصفوف الأولى للمطالعة والاندهاش، وهو حضور، وإن كان للفرجة والترويح، إلا أنه يغذي فكرهم الطري بقيم الثورة وأهدافها.
وتقع مسؤوليات كبيرة على العائلات اليمنية لتثبيت أفكار التسامح والولاء الوطني في أذهان النشء، حتى يتم تحصينهم من أي أفكار هدامة، خاصة وأن المليشيا الحوثية الإرهابية تعمد إلى استدراج الأطفال والإيقاع بهم من خلال استغلال براءتهم وتعبئتهم بسمومها الطائفية والمتطرفة لتحويلهم إلى وقود لحربها الغاشمة.