بعد الساعة السابعة من مساء هذا اليوم، بدأت شوارع المخا تخلو تدريجيًا من الحركة، إلا من خُطى متسارعة يسابق أصحابها الوقت لحجز مواقعهم بين الجموع الهادرة التي اكتظت بها ساحة إيقاد شعلة الـ26 من سبتمبر، وسط أجواء وطنية صاخبة رافقت الفرحة السبتمبرية. 

 
وترددت الهتافات الوطنية في ساحة العرض، على أنغام الأهازيج والأغاني الثورية المتنوعة، قبل أن يصطف الجميع وقوفًا على معزوفة النشيد الوطني، ثم شرعت الفرقة الكشفية بتقديم عرضها المذهل بمستوى عالٍ من التنظيم والتنسيق والحركة الديناميكية.
 
وتحت حراسة أمنية مشددة لتأمين أجواء حفل إيقاد شعلة ثورة الـ26 من سبتمبر في ذكراها الـ60 وتهيئة الأجواء لتجديد وإحياء الفرح الثوري؛ اضطر جمع غفير ممن لم تتسع لهم ساحة الاستقبال إلى الاحتشاد على الشارع العام لمتابعة العروض المقدمة؛ لكن صوتًا واحدًا بدا مسموعًا كهدير الرعد عندما امتزجت الأصوات في صوتٍ واحدٍ تردد صداه في أرجاء المدينة "تحيا الجمهورية اليمنية".
 
كل من تحدثت معهم وكالة "2 ديسمبر" أكدوا أنهم عاشوا طوال ساعة ونصف الساعة، مساءً استثنائيًا وفرحة غامرة أعادت إنعاش الروح الوطنية السبتمبرية؛ إذ توافدت العديد من العائلات مصطبحة الأطفال لمطالعة حفل إيقاد الشعلة عن كثب، والابتهاج بالعروض الكشفية وعروض الزهرات التي رافقت الحفل.
 
وبقدر ما شكّل المهرجان الثوري دافعًا حماسيًا لتجذير قيم الثورة وأهدافها الراسخة؛ أكد من خلال الجموع الغفيرة في احتشادها طوعًا، تمسك أبناء الساحل الغربي والتفافهم حول مبادئ الثورة التي كانت ولا تزال مشعلًا للحرية والإباء الوطني.
 
وبعد انتهاء فقرات العرض بحضور رسمي وشعبي كبير، تقدّم رئيس عمليات المقاومة الوطنية عبدالرحمن نعمان، لإيقاد شعلة الـ26 من سبتمبر، ومعه أضاءت سماء المخا بألوانٍ برّاقة ناتجة عن إطلاق الألعاب النارية من أبنية مرتفعة، تزامنًا مع اشتعال جذوة الحماس لدى المشاركين الذين أعادوا تكرار الهتاف الوطني المعهود "تحيا الجمهورية"، بإيقاع مستمر وصوتٍ ردّدت صداه الآفاق والأرجاء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية