بالأمس نفّذت مليشيا الحوثي التابعة لإيران عرضًا عسكريًا بالعاصمة المختطفة صنعاء، لتشكيلات وزارة داخليتها في حكومتها غير المعترف بها، جامعة كالعادة في عروضها من كل حدب وصوب، مدنيين، ومتقاعدين من الأمن والجيش السابق استبعدتهم ثم أجبرتهم على المشاركة في استعراضاتها المسرحية السمجة.
 
كان مقررًا أن يكون العرض موحدًا في يوم النكبة 21 سبتمبر؛ غير أن خلافات داخلية دفعت بوزير داخليتها عبدالكريم الحوثي، ليقيم عرض ما تسمى الداخلية أمس الخميس.
 
اللافت في الأمر، ليس استعراضاتها التي يعرف هزالها السياسيون والعسكريون جيدًا؛ وإنما حرص زعيمها المدعو عبدالملك الحوثي، بين فينة وأخرى، على عرض سخفه وجهله وكذبه، والتأكيد على حالة الغباء لقطعانه، طالما وصاحب هذه العقلية المتخلفة والانتهازية يقودهم ويقدسونه، ليذكّرونا بتقديس أمم بائدة للأصنام والأزلام.
 
 المختبئ دائمًا حتى عن أتباعه، يتحدث عن الأمن لليمنيين ولشعوب المنطقة العربية والإسلامية، ليتبين بجلاء أنه لا يستطيع فهم الأمن بأكثر من بزة عسكرية يرتديها، زورًا، أتباعه المعاقين فكريًا.
 
لو كنت تعتقد حقًا بالوضع الأمني المستتب والمستقر في المناطق الخاضعة لمليشياتك، لرأيناك كل يوم في مقدمة صفوف أنصارك، وتتجول في الشوارع والطرق والمدن والقرى "الآمنة"، وإنْ من باب إيصال رسالة للداخل والخارج عن بسطة الأمان التي تدعيها، من جانب، وعن مدى تلاحمك مع الشعب الذي تزعم تمثيله وحبه لك ولمليشياتك، بل ولِنقل صورة عن مدى أمنك بين أتباعك، من جانب آخر.
 
بالنسبة لليمنيين، أيها القادم من كهوف التاريخ المظلمة، كيف لك أن تتحدث عن أمنهم وأنت من دمّر مؤسساته الأمنية، واستبدلتَ رجالها من ذوي الكفاءة والخبرة بأطفال من قطعانك؛ فقط لأنهم يؤمنون بخرافاتك وسخافاتك، فأعطيتهم الرتب العالية مخالفًا بذلك القوانين والأعراف والتقاليد في هذا الشأن.
 
كيف لك أن تلوك "الأمن" بلسانك وقد جعلت من قطعانك، المجمّعين من مرتادي السجون وشذاذ الآفاق وقطاع الطرق، آلة قمع متوحشة لا ترعى حرمات لدين أو عرف، أو سِن أو جنس، صانها اليمنيون منذ القدم.
 
عن أي أمن تتكلم، وقد زرع قطعانك مئات الآلاف من الألغام في البر والبحر، على الطرقات وفي الشوارع والبيوت والمزارع والمنشآت المدنية، والمصائد السمكية والسواحل، وعن أي أمن تتحدث ومسؤولون في أعلى هرم سلطاتك، الحكومية والقضائية، يُقتّلون في شوارع العاصمة.
 
ثم، أيها المعاق فكريًا ، أوَصل بك الجهل إلى أن تحصر الأمن في بزة وبندقية، بينما مليشياتك دمرت أمن اليمنيين الاقتصادي والمعيشي والسياسي والاجتماعي والثقافي، ولم يعرفوا الموت والدماء المراقة مشهدًا يوميًا اعتياديًا إلا في عهدك المشؤوم!!
 
أما بالنسبة لأمن المنطقة؛ فبالتأكيد أن اليمن جزء مهم في المنظومة الأمنية العربية والإقليمية والدولية، خصوصًا مع موقعها المتميز، لولا أن عمالتك لأسيادك في طهران، أخرجتها من وضعها الطبيعي إلى حالة من الضعف في جميع المجالات وحوّلتها إلى مجرد خنجر إيراني تخريبي ليس له من مهمة إلا السعي لخلخلة الأمن العربي، في الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية وفي البحر الأحمر.
 
كيف لك أن تتحدث عن أمن الشعوب العربية، فيما شغلك الشاغل أنت وقطعانك، التأكيد الذي لا ينقطع على تبعيتك لإيران واستعراض أسلحتها في وقت هدنة، دون أي اعتبار لأهمية السلوكيات المنضبطة للدول والجماعات في إطار مفاهيم قانونية عالمية أصبحت جزءًا من النظام الأخلاقي لهذا العصر، وما يجره ذلك من تكوين صورة عن الدولة أو الجماعة، ستعزلها عن عالم متشابك ومتكامل المصالح، كما هم، معزولون، أسيادك في طهران وبعض مليشياتها، حتى صارت الدولة المثالية لك ولقطعانك حبيسة الفقر والتخلف رغم إمكاناتها.
 
اصمت، واكتفِ بـ"محاضراتك" الداخلية لقطيعك المغيّب عن الزمان والمكان، فهو الوحيد الذي يصدق سخافاتك ويتلذذ بها، في حين أنك بنظر اليمنيين لست أكثر من مهرج غارق في جهله ونرجسيته حد الثمالة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية