محافظة شبوة من أكثر المحافظات اليمنية في تعقيداتها الأمنية، لا سيما في السنوات الأخيرة، لأسباب منها ما هو سياسي، ومنها ما هو عسكري ناجم عن تعرضها لغزوتين من مليشيا الحوثي، قبل تحريرها الثاني أوائل العام الراهن على أيدي قوات العمالقة، إحدى فصائل القوات المشتركة، بجانب أسباب أمنية في مقدمتها محاولة تنظيمات إرهابية الإطلال برأسها في المحافظة.
 
ومنذ شهرين تم تعيين العميد ركن فؤاد محمد النسي، مديراً عاماً لشرطة شبوة والذي أجرت وكالة "2 ديسمبر" حواراً صحفياً معه هو الأول منذ تعيينه، لتخرج بحصيلة عن التحديات والأنشطة الأمنية، وطبيعة العلاقة بين الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية المرابطة في المحافظة.. فإلى ما أدلى به العميد النسي:
 
 
في مفتتح المقابلة الصحفية سأله مراسل "2 ديسمبر" عن أنشطة شرطة المحافظة منذ توليه إدارتها؟ فرد النسي: تم تكليفي من قِبَل القيادة السياسية ووزارة الداخلية في هذا الموقع المهم في ظل ظروف صعبة، ونحن نعتبر ذلك مغرماً وليس مغنماً. لكن بعون الله وتوفيقه وإلى جانبنا كل الخيرين والشرفاء لن نألو جهداً في سبيل تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة. سنعمل جاهدين على تفعيل العمل الأمني في جميع أقسام وإدارات شرطة المحافظة بما يؤدي إلى القيام بدورها ومهامها بكل جدارة لحفظ أمن واستقرار المواطن وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ومكافحة الجريمة قبل وقوعها وتعقب وضبط مرتكبيها في حالة وقوعها.
 
وأوضح مدير شرطة شبوة أن إدارته وضعت قائمة من الأولويات، ذكر منها إجراء تقييم شامل لعمل جميع الإدارات المختصة وأقسام الشرطة، "وذلك لمعرفة مكامن الخلل تمهيداً لمعالجة وتلافي أي قصور".
 
وتابع: "عند استكمال تقييم العمل في إدارات وأقسام الأمن والشرطة، نستطيع تحديد مستوى الأداء في كل قسم أو إدارة، على ضوء نسب النجاح أو الإخفاق في إنجاز المهام، والقدرة على ضبط الجريمة، وحسن التعامل مع المواطنين، وكذا مدى تنفيذ التوجيهات بعيداً عن التخاذل أو الاتكالية أو المحاباة".
 
وشدد على أنه نتيجة العملية التقييمية ستتخذ الإدارة العامة لشرطة المحافظة ما يلزم، إذا استدعى الأمر، بما في ذلك إعادة هيكلة بعض الإدارات أو عمل التدوير الوظيفي "بل سنطبق مبدأ الثواب والعقاب".
 
وأشار إلى أن من الأولويات أيضاً تطبيق خطة أمنية شاملة لتأمين عاصمة المحافظة، مدينة عتق، وكذا عواصم مديريات المحافظة وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار فيها.
 
وحول معالجة آثار أحداث مؤسفة، قبل شهرين، بين وحدات أمنية وعسكرية في عاصمة المحافظة، قال النسي "عملنا إلى جانب السلطة المحلية واللجنة الأمنية على تطبيع الحياة في مدينة عتق عاصمة المحافظة، وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من الإجراءات والتدابير لتأمين المدينة بالتنسيق مع الوحدات العسكرية والأمنية المرابطة فيها".
 
وفصّل التدابير المتخذة بتقسيم عاصمة المحافظة إلى قطاعات أمنية "وإيكال مسؤولية تأمين كل قطاع إلى واحدة من هذه الوحدات بهدف الحفاظ على السكينة العامة وأمن المواطن وحماية الممتلكات العامة والخاصة من أي أعمال تخريب أو استهداف"، مؤكداً أن "الأجهزة المختصة استطاعت خلال أيام لا تتجاوز عدد أصابع اليد بعد الأحداث وبتكاتف الجميع واهتمام محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية الشيخ عوض الوزير، إعادة الاستقرار، وهو ما شجع المواطنين للعودة لممارسة أعمالهم وأنشطتهم وهم آمنون مطمئنون".
 
وأكد مدير عام شرطة محافظة شبوة، أن مدينة عتق تمثل أولوية أمنية لحمايتها من أي أعمال إرهابية، أو جرائم جنائية أو تخريبية، "ولذا اتخذت اللجنة الأمنية قراراً بمنع حمل السلاح والتجول به داخل المدينة، وتم نشر نقاط تحزيم للمدينة وكذا داخل الشوارع، ومن يخالف تتم مصادرة سلاحه. وفي الحقيقة، لقد استطاعت الحملة تحقيق نجاحات جيدة منذ انطلاقها تتجلى في اختفاء المظاهر المسلحة داخل عتق التي كانت هاجساً يؤرق رجال الأمن ويقلق سكان المدينة ومرتاديها، ونتمنى من جميع المواطنين أن يكونوا عوناً وسنداً إلى جانب رجال الأمن من خلال التقيد بالنظام والتعليمات، وحتى لا نفتح مجالاً للمخربين والإرهابيين من خلال التستر بالمظاهر المسلحة لارتكاب أفعالهم الإجرامية في عاصمة المحافظة التي تعد مركزاً إدارياً وتجارياً يقصده الناس لمتابعة معاملاتهم والتسوق ومعالجة مرضاهم".
 
وعن سؤال لمراسل الوكالة بشأن طبيعة العلاقة بين أجهزة الشرطة والأمن مع الوحدات العسكرية في المحافظة، مثل قوات دفاع شبوة، والعمالقة، وصف العميد فؤاد النسي العلاقة بأنها "ممتازة" مع جميع الوحدات العسكرية بكافة مسمياتها وتشكيلاتها.
 
مؤكداً أن "هناك تنسيقاً خلال تنفيذ المهام والعمل، وما يميز هذا التنسيق أنه مبني على أرضية صلبة أساسها الثقة والتعاون للسير معاً نحو تحقيق هدف مشترك عنوانه الحفاظ على أمن واستقرار شبوة باعتبار ذلك مسؤولية مشتركة تعني الجميع".
 
وفي الحوار تطرق النسي إلى صعوبات وعراقيل تعترض العمل الشرطوي بمقدمتها شحة الإمكانات، إلا أنه عبر عن أمله "في دعم قيادة المجلس الرئاسي بقيادة الرئيس الفريق الركن رشاد العليمي، ووزارة الداخلية ممثلة باللواء إبراهيم حيدان، وقيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ عوض محمد بن الوزير العولقي، والأشقاء في دول التحالف العربي، من خلال سرعة توفير الإمكانات اللازمة لعمل شرطة محافظة شبوة لتتمكن من القيام بواجبها الوطني والأمني على أكمل وجه ووفق التوجهات والتوجيهات الرسمية".
 
وحدد من بين أهم احتياجات الجهاز الأمني في المحافظة، توفير الآليات والأسلحة، "وكذا تقديم الدعم المادي حتى نتمكن من تنفيذ برامج تأهيلية لرفع قدرات رجال الشرطة بما يمكنهم من تأدية مهامهم وواجباتهم بأكثر فاعلية". 
 
وفي ختام المقابلة أهاب العميد فؤاد النسي "بكل العقلاء توحيد الصف والكلمة وزرع الثقة للحفاظ على محافظة شبوة وأبنائها".

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية