بعد أيام قليلة من زيارته للقيادات الإيرانية في طهران، ظهر ناطق مليشيا الحوثي المدعو محمد عبدالسلام فليته، ومعه وفد حوثي في لقاء مع حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني شريك طهران في تحديد قرار مليشيا الحوثي. 
 
وكان حزب الله سابقاً هو حلقة الوصل بين مليشيا الحوثي وطهران وتم تكليفه بتدريب القيادات الميدانية الحوثية ومساعدة المليشيا في تشكيل هيكلها التنظيمي وصولاً إلى تشارك حزب الله وطهران القرار الحوثي، حيث لا قرار مستقل للمليشيات ما لم يمر من ضاحية بيروت الجنوبية وصولاً إلى طهران.  
 
وفي آخر ظهور له قبل لقاء فليته ومن معه، اليوم، قال نصر الله على قناة الميادين إنه طرف في أزمة اليمن وليس محايداً لكي يتحرك كوسيط، وهو بهذا الموقف أراد أن يعلن بشكل صريح أن له قرارا نافذا على مليشيات الحوثي وأن له خبراء يشاركون في إدارة حرب المليشيات ضد اليمنيين.
 
وتشير تقارير مخابراتية عديدة إلى أن خبراء حزب الله هم من يدير وحدة الصواريخ والطيران المسير للمليشيات، إضافة إلى أن خبراء نصر الله يقومون بتدريب مليشيات الحوثي في مجالات مختلفة تقنية وإعلامية وعسكرية.
 
وكشفت مقاطع مصورة نشرها إعلام التحالف العربي سابقاً عن وجود خبراء عسكريين من حزب الله يقومون بتدريب عناصر المليشيات على مهام عسكرية والإعلام العسكري، فيما أظهرت فيديوهات خبيراً عسكرياً من حزب الله يوجه قيادات حوثية كيف تتصرف وتدير خلافاتها باعتباره صاحب القرار النافذ.
 
وفيما أشارت تغطية المليشيا للقاء وفدها بزعيم حزب الله إلى بحث مفاوضات الهدنة القائمة، والتطورات الميدانية، ‏وآفاق الحلول المطروحة، فقد تزامن اللقاء مع تصريحات إيرانية تطالب بشرعنة الانقلاب الحوثي كشرط للدخول في مفاوضات سلام.
 
وقال الرئيس الإيراني، في حديث لقناة الجزيرة القطرية، إنه يجب رفع ما سماه الحصار عن اليمن للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتعزيز المفاوضات بين اليمنيين.
 
ويجدد الرئيس الإيراني موقف بلاده القديم والذي يشترط الاعتراف بالانقلاب الحوثي كواقع قائم والتعاطي مع المليشيا كطرف حاكم للمناطق التي تسيطر عليها.
 
ويأتي الظهور الجديد لمحمد فليته ومن معه مع زعيم حزب الله ليؤكد أن المليشيا تتلقى التعليمات والتوجيهات للتعاطي مع التحركات الدولية الرامية إلى تمديد الهدنة والدخول فى مفاوضات سلام شاملة.
 
وتؤكد المليشيات بإذعانها المخزي لطهران وحزب الله ارتهانها الكامل لأطراف إقليمية تستخدم الملف اليمني ورقة لابتزاز المجتمع الدولي وتحسين شروط التفاوض حول الملف النووي الإيراني.
 
وكان زعيم حزب الله قال الشهر الماضي، إنه يربط مواقف حزبه بدول مثل السعودية والإمارات بعلاقتها بالحرب في اليمن، معتبراً الملف اليمني شأناً خاصاً لحزبه، ما يؤكد مدى الابتزاز الذي يمارسه حزب الله وطهران باسم حرب اليمن.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية