قرار بإلغاء كل ما تصرفت به المليشيا من أراضي الأوقاف بعد إحراق ونهب وثائقها وتحذير المواطنين من التعامل معها
أقدمت مليشيا الحوثي الإجرامية، الأربعاء، على إحراق مخازن وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسلطة الحوثيين في العاصمة صنعاء والذي يحتوي على الكثير من الوثائق والملفات المهمة والمخطوطات.
والتهم الحريق الوثائق والأرشيف الوطني للأوقاف بالإضافة إلى مستندات خاصة بقطاع الحج والعمرة، لتقوم المليشيا الحوثية بعد إطفاء الحريق المفتعل من قبلها بنهب ما تبقى من الوثائق والملفات والمخطوطات والمستندات المهمة التي لم يطلها الحريق بعيداً عن أي رقيب وحسيب.
ووفقاً لمصادر أمنية لـ "وكالة 2 ديسمبر"، فإن سيارات تابعة للدفاع المدني تمكنت من إطفاء الحريق وقامت عناصر مليشيا الحوثي الأمنية بالتحفظ على ما تبقى من الوثائق والملفات والمستندات المهمة التي لم يطلها الحريق.
وتأتي جريمة إحراق الوثائق الوطنية وممتلكات الدولة المختطفة في سياق مواصلة مليشيا الحوثي التدمير الممنهج للدولة ومؤسساتها، والتغطية على قضايا فساد وعبث قيادات المليشيا ومواصلة بسطها على أراضي وممتلكات الدولة في مناطق سيطرتها دون عوائق تذكر، وخلق مشكلات لعقود قادمة قد تؤدي إلى الاقتتال بين المواطنين في مناطق مختلفة.
وقال مراقبون إن إحراق مليشيا الحوثي أرشيف وثائق وزارة الأوقاف دليل واضح على إخفاء عملية نهبها أراضي الأوقاف وبيعها وتمليكها لقيادات الجماعة وتغييب الأصول والممتلكات الهائلة للأوقاف والحرص على جعل عملية استعادتها مهمة صعبة للغاية بعد زوال الكهنوت.
مطالبين وزير الأوقاف أحمد عطية باتخاذ الإجراءات الحازمة لإنقاذ الوضع وتحذير الناهبين من غيهم والمطالبة باسترداد أموال وعقارات الأوقاف.
اتهام قيادي حوثي بالوقوف وراء إحراق مخازن وأرشيف وزارة الأوقاف والإرشاد
وأثارت جريمة إحراق مخازن وأرشيف وزارة الأوقاف والإرشاد في العاصمة صنعاء ضجة إعلامية واسعة وترتبت عليها تداعيات بعد اتهامات ألقتها قيادات أمنية حوثية صوب وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق -أمين العاصمة حمود عباد، المعين من قبل الحوثيين بالوقوف خلف مرتكبي جريمة إحراق مخازن وزارة الأوقاف في العاصمة صنعاء الأربعاء الفائت.
إدانات حكومية وتحذير للمواطنين
وعلى صلة، أدانت الحكومة، الجمعة 24 أغسطس 2018، إتلاف وإحراق ميليشيا الحوثي الإرهابية لمبنى وزارة الأوقاف والإرشاد بعد أن قامت سابقاً بنقل أغلب وأهم الوثائق والمسودات والمخطوطات، وتعدي تلك الميليشيا على أموال الأوقاف وأملاك الدولة العقارية.
وأوضحت الحكومة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن إحراق المبنى جاء بعد أن عَمِدت الميليشيا في أوقات سابقة إلى التصرف في ممتلكات الأوقاف، ونهبها ونهب كافة الوثائق، في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ووجهت الحكومة وزارة الأوقاف "بإلغاء كل ما تم التصرف به والانتفاع من خلاله بأراضي الأوقاف، سواءً بالبناء أو بأي صورة من صور الانتفاع لجهات أو شركات أو أفراد واعتبرته لاغيًا وباطلًا قانونًا ودستورًا وشرعًا، وإن القرارات المتعلقة بأموال الأوقاف بعد 21 سبتمبر 2014 لا يترتب عليه أثر قانوني في مواجهة إدارتي الأوقاف والهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني".
كما وجهت الحكومة نداءً إلى المواطنين بأن "أي وثائق تمليك أو تأجير أو انتفاع لأملاك الأوقاف من أراضٍ وعقارات وغيره، جرت بأي صورة من الصور التي جرى إبرامها مع عناصر الميليشيا تعتبر لاغية وغير ملزمة للحكومة".
ودعت الحكومة المواطنين للتراجع عن تلك الاتفاقات، محملة "كل من قام بهذا التصرف بشخصه وبأمواله الخاصة تبعات ذلك".
وأكدت عزمها على ملاحقة ومحاكمة كل المتسببين في جريمة نهب وإحراق وإتلاف وثائق وأرشيف وزارة الأوقاف بالعاصمة صنعاء، وتشدد على أن هذه الجرائم لن تمر دون عقاب، ويسري ذلك على كل من حرّض وأمر وسهّل للغير الاستيلاء على المال العام.
وقالت الحكومة "إنها ماضية في إنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على الحكومة الشرعية، واستعادة أموال الدولة.
وكانت وزارة الأوقاف والإرشاد قد حذرت المليشيات الحوثية من المساس بما تبقى من المخطوطات والمستندات وتحميلها كامل المسئولية عن هذه الأفعال الإجرامية، كما طالبت الأمم المتحدة والجهات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة والضغط على هذه المليشيات لوقف العبث بملفات ووثائق الأوقاف وكل الممتلكات الوطنية التابعة للوزارة في مقرها في صنعاء
وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ):" إن عملية إحراق الوثائق والأرشيف الوطني للأوقاف يحمل في طياته نوايا سيئة لخلط الأوراق بعد إقدام قيادات هذه المليشيات المتخلفة على البسط على أراضي وممتلكات الأوقاف في مناطق مختلفة وبالتالي تأتي عملية إحراق مخازن الوزارة للتغطية على هذه الجرائم التي تمس بالوثائق الوطنية وممتلكات شعب".
معتبرة هذه الجرائم تضاف إلى رصيد المليشيات الحوثية التي تحاول العبث بممتلكات الأوقاف بطريقة ممنهجة هدفها التغطية على انهياراتها المتسارعة في مختلف الجبهات وخصوصا في صعدة حيث يطوق الجيش الوطني كهوف المليشيات لضرب رأس الأفعى ورفع العلم الوطني في أعالي جبال مران".