الأسرى الحوثيون من غير السلالة.. حطب حرب لخرافة الولاية
عادةً ما كانت صفقات تبادل الأسرى التي تتم بوساطة محلية منافذَ تعبر من خلالها مليشيا الحوثي للوصول إلى قياداتها السلالية؛ في حين تترك الآلاف من أسراها في طي النسيان على سبيل المفاضلة السلالية التي تدفع المليشيا للتخلي عن أي أسير تابع لها ليس له امتياز سلالي مزعوم.
منذ فجّرت حربها في وجوه اليمنيين، رفضت المليشيا المدعومة من إيران التعاطي مع مبادرات عدة للإفراج عن الأسرى، وكان جُل تركيزها يصب على الإفراج عن قيادات مأسورة، أو جثامين لقيادات أخرى هالكة، طبقاً لمعايير سلالية بحتة، في حين يُترك المغرر بهم من أبناء القبائل دون إعارتهم أي اهتمام رغم المناشدات المتكررة منهم لضمهم في قوائم التبادُل.
في الإنجاز الكبير الذي حققته استخبارات المقاومة الوطنية والأجهزة الأمنية في الساحل الغربي لدى الإطاحة بـ7 خلايا مرتبطة بما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" الحوثي، ظهرت العناصر المتورطة أثناء إدلائها باعترافات حول المهام والأنشطة التي كانت تقوم بها، وهم يبثون نداءاتهم ويطلقون مناشداتهم لرفع أسمائهم ضمن كشوف تبادل الأسرى، غير أن المليشيا الحوثية، حتى الآن، لم تعر هذه الأصوات أي اهتمام بعد أن ورطتها في أنشطة خطيرة ومزعزعة ثم تركتها لمصيرها.
تضمّن اتفاق ستوكهولم المبرم بين الحكومة ومليشيا الحوثي في ديسمبر 2018، إطلاق الأسرى والمعتقلين الكل مقابل الكل ، إلا أن المليشيا الإرهابية نكثت الاتفاق، ولم يتم إطلاق سوى ألف أسير ومعتقل برعاية الصليب الأحمر الدولي عام 2020م، حيث أغلب من أفرجت عنهم المليشيا في الصفقة إما عاملون في الحقل الإنساني أو صحفيون أو مواطنون اختطفتهم المليشيا من الطرقات.
وتقف المقاومة الوطنية من ملف الأسرى على "مبدأ الكل مقابل الكل" الذي يتمسك به العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، باعتبار ملف الأسرى والمعتقلين ملفاً إنسانياً بحتاً لا يتطلب استغلاله في أغراض سياسية ولا تكسب مادي كما تفعل المليشيا الإرهابية.
وقال مصدر حقوقي، إن المليشيا الحوثية ترفض تخليص هذا الملف، لتستمر في استغلال أهالي المعتقلين ومقايضتهم بالمال، إذ أجبر كثيرون على دفع فدى مالية طائلة لإطلاق سراح أقاربهم برغم أنهم مدنيون أبرياء اختطفوا من الطرقات والمنازل ومقار أعمالهم دون ذنب؛ في الوقت الذي تقف فيه القوى الوطنية على استعداد كامل لتبادل الكل مقابل الكل حتى يتمكن جميع الأسرى والمعتقلين من العودة إلى أسرهم ووضع أولى لبنات بناء الثقة.
وعن تخلّي المليشيا الحوثية عن أسراها ورفضها الإنصات لمناشداتهم، أشار المصدر إلى أهمية أن تدرك القبائل المآل الذي يصل إليه أبناؤها الذين يجندون بالتغرير والوهم من قبل المليشيا الحوثية، مؤكداً أن هذه الجماعة "لا يعنيها أحد وتستخدم الجميع حطباً متقداً لإنضاج مشروعها الطائفي وفق الأجندة الإيرانية، وينبغي على القبائل والأسر المُجهّلة أن تدرك هذه الأمور ولا تسمح للمليشيا بإرسال أبنائها إلى التهلكة".