المعركة فعل طيب وحميد، وخُلق رفيع، وهذا التصرف الإنساني من جندي في المقاومة الوطنية يوضح أدبيات وأبجديات الفعل المقاوم؛ فقتالنا الكهنوت ليس نزعاً للوحشية أو دموية متجذرة بل دفاع عن روح البلاد، عن الناس، عن كل فعل طيب ولطيف؛ فالعمق في معركتنا الوطنية هو الخُلُق والمبدأ الذي نحميه هو صون الروح وهذا الذي يسقي كلباً من هجير الشمس في الساحل، هو يسقي معركتنا بالقيمة الرفيعة، ويؤكد أن نصر الجمهورية آتٍ وأن جمهوريتنا تعني الرفق بالحي على هذه الأرض، أكان إنساناً أو حيواناً.
 
في المقابل نجد الكهنوت يقتل كل شيء، لا يرفق بالناس الذين يقتلهم بقناصاته وبدباباته وقذائفه وألغامه وبالذين يدفع بهم إلى الجبهات ويسقي هذا الشعب كؤوس المنون، هذه سقايته التي يسقينا إياها هذا الحوثي المتعجرف، وعلى مقربة من الكلب والمقاتل زرع الحوثي الأرض بالألغام، سقط أحدهم، مات، وبعضهم جُرحوا؛ فالإنسان يفقد نفسه بشريعة الكهنوت، والكلب يجد ملاذه بشريعة الحراس، حراس الجمهورية الثانية، البواسل..
 
سأذكِّركم بشيء: طفلة الماء.. لا أحد ينسى طفلة تعز والتي كانت تجلب الماء لأسرتها وبيدها القنينات البلاستيكية وقُنصت في الشارع وسال دمها القرمزي الطفولي ليحكي أرعب وحشية حدثت عبر الوقت!
 
هذه المقاربة توضح جمالية هذا المقاتل الذي لا أعرف اسمه؛ فنحن حياة والحوثي موت، نقيضان إلى الأبد.. 
 
سأحكي لكم أخرى: مدينة تعز، ماؤها يصل من شمال المدينة، حيث الحوثي، ومنذ سنوات وتعز بلا مياه؛ لأن الحوثي يستأثر بالماء ويرفض مروره إلى المدينة، وهذه الصورة توضح الفارق الجوهري؛ ففي الساحل الغربي الجندي يروي الكلب بالماء والحوثي يمنع الماء عن الملايين، ملايين الناس، الذين أنهكهم الحصار المميت.
 
هناك فرق بين أن تسقي كلباً وأن تُميت شعباً، هذا الفرق يجده الحارس في حقول الكرامة، حارسنا الماجد.
 
العطف قدر الشجعان، وكل عظماء التاريخ تميزوا بسمة العطف؛ إذ إن هناك فرقاً بين العطف والضعف، والجبناء في كل زمان ومكان هم أناس يظنون أن العطف مسبة ونيلٌ من شجاعتهم وهم في الحقيقة يبينون مدى ضعفهم، وهوانهم.. ستتحدث الوسائل عن هذه الصورة؛  فمشاغل المقاتل وتفكيره بمصير بلاده وبندقيته ولحظات التفكير بين الحياة والموت لم تمنعه أن يسقي كلباً كاد يموت من العطش، وهذه الحالة انعكاس جلي لأدبيات وأبجديات وقيم المقاومة الوطنية، جنداً وقائداً وفكرة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية