لم يكن عبدالله معمر الحكيمي دكتور علم الاجتماع في جامعة صنعاء، يعتقد أنه سيُجبر ذات يوم على قيادة سيارة أجرة والتجوال في شوارع العاصمة صنعاء بحثًا عن الزبائن، باعتباره أحد أهم الكوادر العلمية في اليمن وواحداً من أعمدة جامعة صنعاء العلمية.
 
كثيرون ممن شاهدوا الدكتور الحكيمي يطوف شوارع صنعاء في مهمة لكسب الرزق بعد سنوات على مصادرة الحوثيين لراتبه، دُهشوا للحال الذي وصلت إليه قامة علمية بهذا المستوى تخرجت على يده أجيالٌ تلو أخرى.
 
وانتشرت صورة الدكتور الحكيمي وهو يقود باص أجرة كالنار في الهشيم، حتى أصبحت "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بتفاعل كثيرين مع قصته المأساوية. إذ يبدو الحال الذي آل إليه أنه جزاء من الحوثيين له بعد أن ألف 12 كتاباً في علم الاجتماع وأشرف على عشرات رسائل الدكتوراة والماجستير.
 
وبقدر التعاطف والتضامن الذي أحيطت به قصة الدكتور الحكيمي، حملت العديد من التدوينات تقديرًا وإشادة بالدكتور الجامعي الذي رفض بالتعفف الاستسلام لمشروع المليشيا الحوثية، وجابه سياسة التجويع والمنع باللجوء إلى بدائل، وإن كانت قاسية على مقامه العلمي، لمواصلة حياته بالعيش الكريم.
 
وترك الحوثيون دكاترة وأكاديميي جامعة صنعاء يواجهون مصيرًا مأساويًا بعد عقود من الخدمة في تخريج الأجيال، حيث صادروا رواتبهم وامتيازاتهم، وطردوا كثيرين منهم من السكن الجامعي، ما دفع البعض إلى تفضيل الموت بدلاً عن الانخراط في مشروع الجماعة الإرهابية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية