الدجال الحوثي وسياسة الخداع في قضية غزة!
تستخدم مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن سياسة الخداع والتلبيس لتحقيق أهدافها، ولم تقف أساليبها عند حد؛ بل وصلت للمتاجرة بمعاناة أبناء غزة والقضية الفلسطينية لتعزيز سيطرتها على اليمنيين وتبرير أفعالها، وخاصة الأحداث الأخيرة المتعلقة بغزة.
كيف يستغل الحوثيون القضية الفلسطينية؟
أولاً: توظيف العواطف: تقوم مليشيا الحوثي باستخدام قضية غزة كوسيلة لاستنفار المشاعر الوطنية والدينية لدى اليمنيين، من خلال تصوير نفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية، لكسب الدعم والتعاطف الشعبي الداخلي معها.
ثانياً: توجيه العداء واللوم: تروج مليشيا الحوثي لفكرة أن القوى الخارجية، وخاصة الأنظمة العربية، هي المسؤولة عن معاناة الفلسطينيين. بهذه الطريقة، تحاول المليشيا تحويل الأنظار عن الأوضاع الصعبة في اليمن وعملياتها الإجرامية والعسكرية ضد اليمنيين.
ثالثاً: طمس وإعادة تشكيل الهوية: تسعى المليشيا إلى إعادة تشكيل الهوية الوطنية لليمنيين لتكون مرتبطة بهوية الحوثي الإيرانية ومعركته الوهمية ودفاعه المزعوم عن القضية الفلسطينية، ما يكسبه ولاء الشعب بدلاً من الولاء للدولة اليمنية.
طبعاً، أسلوب الخداع الحوثي له تأثيرات كبيرة من حيث الآتي: أولاً: تأجيج الصراع الداخلي؛ فهذه السياسات تؤدى إلى تأجيج الصراع الداخلي وتعميق الانقسامات بين اليمنيين، حيث يتم استخدام القضية الفلسطينية كأداة لتبرير العنف ضد الشعب والقمع والسيطرة التامة.
ثانياً: تغييب الوعي؛ إذ تسهم هذه الاستراتيجيات في تغييب الوعي العام لدى المواطن حول القضايا الحقيقية التي تواجه اليمن واليمنيين، والتي يتحمل مسؤوليتها الحوثيون أنفسهم، مثل الفقر والفساد والحرب المستمرة.
ثالثاً: تثبيت سلطته؛ فمليشيا الحوثي تسعى إلى شرعنة انقلابها من خلال تقديم نفسها كقوة تدافع عن القضايا العربية، ما يساهم في تعزيز سلطتها على الأرض.
هنا سأورد بعض النقاط التي تسلط الضوء على استخدام الحوثيين قضية غزة كوسيلة للتضليل والخداع والتلاعب بالوعي العام:
أولاً: الخطاب الإعلامي؛ فقط لننظر إلى التصريحات الرسمية، فغالباً ما تصدر عن قادة الحوثيين تصريحات تندد بالعدوان الإسرائيلي لكن بنفس اللحظة تتهم العرب بالتواطؤ وخيانة غزة، ومثل هكذا تصريحات تهدف إلى تعزيز صورتهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية، وتهميش دول المحيط العربي.. هذا الخطاب يتكرر في المناسبات الاجتماعية والسياسية والمظاهرات وفي أبسط فعالية يقيمها الحوثيون، أيضاً في مقابلات مع وسائل الإعلام، يتحدث الحوثيون عن "التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني كجزء مما يسمونه محور المقاومة "ويعتبرونها نموذجاً للصمود والمقاومة في المنطقة، ما يعكس استخدامهم للقضية لتعزيز موقفهم الداخلي وموقف محور إيران.. وهناك الكثير من التصريحات تعكس كيفية استغلال الحوثيين لقضية غزة لتعزيز سلطتهم واستقطاب الدعم الشعبي، وتكشف سياستهم في استخدام الخطاب السياسي كوسيلة للسيطرة.
ثانياً: الدفع تحت مبدأ القوة والتهديد بالخروج للمظاهرات والفعاليات والتحشيد الشعبي؛ إذ يقوم الحوثيون بتنظيم فعاليات ومظاهرات بستار التضامن مع الفلسطينيين، ولكن الحقيقة أن هذه المظاهرات لا فائدة منها للفلسطينيين؛ ولكنها تساعد الحوثيين على استقطاب الدعم الشعبي وتحويل الأنظار عن الأوضاع الصعبة في اليمن، ضمن استغلال سياسي.
ثالثاً: حرف الأنظار.. دائماً في أوقات الأزمات الداخلية، ونوايا تصعيدهم العسكري أو القضايا الاقتصادية، يروج الحوثيون لقضية غزة ويبرزون وهم نصرتهم لغزة بأسلوب الإغراق الإعلامي لتشتيت الانتباه عن مشاكلهم المحلية.
رابعا: استراتيجية البقاء؛ فالحوثيون يستغلون القضية الفلسطينية كجزء من استراتيجيتهم للبقاء في السلطة.
خامساً: يستغل الحوثيون القضايا الإقليمية لتعزيز سلطتهم، ويعتمدون في هذه الاستراتيجية على تكثيف الخطاب الإعلامي لديهم وتوجيهه للتأثير على الوعي العام في اليمن.
سادساً: استراتيجية البقاء؛ فالحوثيون يستغلون القضية الفلسطينية كجزء من استراتيجيتهم للبقاء في السلطة.
الخلاصة: كل هذه الأدلة تؤكد أن الحوثيين يستخدمون قضية غزة كأداة للتلاعب بالوعي العام وتبرير أفعالهم وجرائمهم في اليمن؛
فسياسة الخداع والتستر التي تتبعها مليشيا الحوثي في سياق قضية غزة تعكس كيفية استغلال القضايا الكبرى لتحقيق مصالح ضيقة. ومن المهم أن يدرك اليمنيون هذه الاستراتيجيات التي تمارسها المليشيا الحوثية، ويفهموا الأبعاد الحقيقية للأحداث التي تؤثر في حياتهم... وعليهم النظر إلى مستقبلهم بعمق.. ويجب أن يعلم اليمنيون أن لا مجال أمامهم للخروج من هذا المستنقع سوى العمل على توحيد الصفوف والمتارس والبندقية والتوجه إلى ميادين الشرف وخلع هذا الكابوس الجاثم على صدورهم بأي ثمن كان.