من موقعه كعضو مجلس القيادة الرئاسي، يخوض رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية مهمةً وطنية وغمارًا فارقًا لإعادة لملمة الصف الوطني في محافظة تعز، وجمع القوى السياسية والعسكرية على صعيد واحد، وتكييف الجهود وفقًا لتحديات المرحلة، مع التأكيد على طي صفحة الماضي ووقف دوامة الخلافات والبناء على جسر الاتفاق ووحدة الصف، وهذه القناعة التي كانت لدى العميد طارق صالح منذ الوهلة الأولى، أصبحت اليوم قناعة جمعية لدى كل القوى لضمان مواجهة المشروع الحوثي بمنتهى العزم والقوة.
 
وكان لافتًا حجمُ الحفاوة والاستقبال اللذين حظيت بهما زيارة العميد طارق صالح إلى محافظة تعز في أول أيام عيد الأضحى، قبل أن تنعكس مفاعيل الزيارة الأولى من نوعها على المستوى الشعبي داخل المحافظة التي ينظر إليها العميد طارق صالح على أنها "صاحبة الطلقة الأولى في وجه الكهنوت الحوثي".
 
وفي هذا السياق، نظمت وكالة " 2 ديسمبر" الإخبارية حلقة نقاش بمشاركة عدد من مشايخ وأعيان تعز، حول "دلالات زيارة العميد طارق صالح إلى تعز".
 
المسار الطبيعي
 
في البداية، تطرّق الدكتور عبدالقوي المخلافي وكيل أول محافظ تعز، إلى وجهة نظر السلطة المحلية، مؤكدًا أن الزيارة "في مسارها الطبيعي ولها دلالاتها في المضي نحو توحيد كافة مكونات قوى الشرعية ورص الصفوف؛ لتوحيد المعركة السياسية والعسكرية والإعلامية، وتلافي سلبيات الفترة الماضية، خاصة بعد تشكيل المجلس الرئاسي".
 
 وأكد أن زيارة العميد طارق "تعكس جديةً في تفعيل كل الطاقات لخدمة التحرير واستعادة الدولة".
 
وأضاف: "إن زيارة عضو مجلس الرئاسة العميد طارق صالح لتعز جاءت في لحظة تاريخية فارقة مع استمرار معركة التحرير الوطنية ضد مليشيا الانقلاب الكهنوتية المدعومة من إيران، ويجب أن تُمثل هذه الزيارة منطلقًا لتعزيز وحدة الصف الوطني ودحر مليشيا الانقلاب من المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها في محافظة تعز، ثم الانطلاق لتحرير كل البلاد".
 
رؤية المحور
 
وعن رؤية قيادة محور تعز، تحدث النقيب وثيق العبسي عن أهمية الزيارة التي أشار إلى كونها تتويجًا لجهودٍ قادها العميد طارق صالح مع قيادة المحور وقيادة السلطة المحلية في المحافظة لتعزيز وحدة الصف الوطني بما تقتضيه المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب اليمني لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية.
 
وقال العبسي: "الزيارة يمكن وصفها بأنها زيارة النجدة التي أصبح المواطن يتمناها ويطمح في توسُّعها في الساحل و الداخل التعزي؛ فلا يمكن فصل المعركة الوطنية بين الساحل الغربي وتعز ضد المشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي).
 
وأضاف: "التقارب يمضي في طريقه الصحيح لطي صفحة الماضي، وهناك الكثير من الرجال الشرفاء في قيادة محور تعز المرحِّبين بالعميد طارق والقوات المشتركة، الكل يعي أهمية المرحلة وأنه لا غنى لتعز عن الساحل الغربي، ولا غنى للساحل الغربي عن تعز في سياق هذه المعركة".
 
أهمية التوقيت
 
الشيخ عبدالكريم حيدر، من جانبه، عزّز منطق المخلافي بأهمية توقيت الزيارة.
 
يقول حيدر: "في الوقت الذي لا تزالُ مدينة تعز في طوق الحصار الحوثي، وتتعنت المليشيا المدعومة من إيران بشأن  رفع هذا الحصار وفق ما نصت عليه الهدنة الأممية؛ تزداد الحاجة إلى تقوية ائتلاف القوى الوطنية، السياسية منها والعسكرية، لإعادة بلورة الموقف وتعزيز عوامل القوة بين المقاومة الوطنية ومحور تعز تحضيرًا لمواجهة كل الاحتمالات في حال مضى الحوثيون بهذا النهج في التعامل مع ملف تعز واستحقاقاتها المطلبية والإنسانية المؤيَّدة بالمواقف الدولية.
 
وتابع: "أصبح الشارع التعزي يُدرك حجم التحديات التي تواجه المدينة الحالمة، ويعي جيدًا أن 7 سنوات من الحصار الجائر ما لم تنتهِ بقبول الحوثيين تنفيذ بنود الهدنة طوعًا، ستنتهي حتمًا بخيارات القوة، والقوة هنا تتطلب إعادة النظر في الماضي وما تحقق فيه من قِبل الجميع، وترتيب المشهد وفقًا للمسوّغات المنطقية في ظل الوفاق السياسي غير المسبوق، الذي يمثله مجلس القيادة الرئاسي".
 
 
رسالة لمليشيا الحوثي 
 
بدوره، اعتبر الشيخ محمد عبدالولي الشرجبي زيارة العميد طارق صالح رسالة قوية وواضحة للمليشيا الحوثية بالدرجة الأولى، والحالمين بحرف بوصلة النضال الوطني. 
 
ووفق الشيخ الشرجبي، فقد "مثلت زيارة العميد طارق صالح رسالة واضحة للمليشيات الحوثية الإجرامية بأنه تم توحيد الصف لمعركة القادسية الثالثة في كل الجبهات في محافظه تعز خاصة، والمحافظات الأخرى عامة".
 
مؤكدًا "أن التحرير من المليشيات الكهنوتيه قاب قوسين أو أدنى، مالم تلتزم بتنفيذ بنود الهدنة وتجنح للسلام العادل والشامل والمستدام". 
 
وأشار إلى الأثر الإيجابي لدى الشارع في تعز وأحرار اليمن قاطبة، قائلًا إن هذه الزيارة "مثلت أثرًا كبيرًا في نفوس أبناء تعز والحجرية خاصة، حيث أبدوا ارتياحهم وثقتهم به وأكدت لهم هذه الزيارة مدى اهتمام وحرص العميد طارق بتعز وأن تعود الحجرية إلى دورها النضالي وبالحجم الذي تتطلبه تعز والمعركة الوطنية".
 
وتابع: "كما أثبتت الأيام لأبناء تعز بأن العميد طارق يحمل قضية وطنية، ويحمل لأبناء تعز كل الحب والحرص، وقد شاهدنا ذلك في حرصه على الالتقاء بوجهاء المحافظة وأعيانها مباشرة بدون أي حواجز، وأداء شعائر صلاه العيد الأضحى المبارك في مدينة التربة، وتبادل التهاني والتبريكات مع جميع المواطنين والأطياف السياسية".
 
وأضاف الشرجبي: "ستظل هذه الزيارة عالقة في الأذهان؛ لأنها تُعتبر زيارة تاريخية في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها محافظه تعز جراء الحصار الجائر عليها من المليشيات الحوثيه الإجرامية".
 
أهمية التقارب 
 
وتطرق عضو البرلمان الشيخ علي الوافي إلى أهمية تعزيز التقارب بين المقاومة الوطنية ومحور تعز العسكري، مؤكدًا أن "كفة القوة وكفاءة الأداء أكثر نضوجًا مع هذا التقارب الذي يجمع القوى الوطنية في محافظة تعز".
 
ولفت الوافي إلى أن اللقاءات التي عقدها العميد طارق صالح مع قيادة محور تعز، تجسِّد مدى اهتمامه بتعز وضرورة تصحيح الأوضاع وتعزيز وحدة الصف الوطني ورفع الجاهزية لمعركة لا بد منها، وأن مليشيا الحوثي لن ترفع حصارها دونما قوة حقيقية تجبرها على ذلك.
 
موضحًا: "وهذا ما يعمل عليه عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح الذي نزل في حُجرية تعز، وأقام هنالك استقبالًا للقادة الأمنيين والعسكريين وقيادات الأحزاب والمشايخ والأعيان، قبل أن يعقد اجتماعًا مع القيادات الأمنية والعسكرية في المحافظة على هامش الزيارة".
 
حراك إيجابي
 
أما الشيخ عبدالسلام زامط، فقد تحدث عن الأثر الإيجابي للتقارب بين المقاومة الوطنية ومحور تعز العسكري.
 
وقال: "الحراك الدؤوب للعميد طارق صالح ستتحقق مفاعليه وتُؤتى ثماره في المدى القريب؛ إذ كانت قضية تعز- وهي المدينة الأكثر تأثرًا من جرائم الحوثيين واتتهاكاتهم- تتكرر في مضامين خطاب العميد طارق صالح في أكثر من مناسبة، ولطالما كانت دعواته لتوحيد الصف تنبع من حرص واستشعار للمسؤولية وفهم للواقع، وهذا ما يتجسد اليوم بوضوح".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية