فكرة الإمامة التي حكمت بعض أجزاء اليمن في بعض الفترات التاريخية هي فكرة نقيض للمواطنة والانتماء اليمني.
 
أولاً هذه الفكرة تقوم على أن الحكم لسلالة على اعتبار أن أصولها تفوق العنصر اليمني، بحكم أنها مصطفاة ولها من الحقوق ما ليس لليمنيين. أن تحصر الإمامة في البطنين لكون المنتمين لهما من سلالة مغايرة غير يمنية في الأصل، فهذا بحد ذاته ينافي فكرة المواطنة والانتماء اليمني.
 
هذه نقطة، والنقطة الثانية أن هذا الفكر السلالي لا ينظر لليمن إلا كونه خانة في شهادة الميلاد، ولذا وردت عبارات من مثل "الإمام فلان الهاشمي نسباً اليمني مولداً".
 
ما الذي تبقى من فكرة المواطنة إذا تحول الوطن إلى مجرد خانة في شهادة الميلاد؟!
 
المواطنة تتنافى مع فكرة الاصطفاء والحق الإلهي، لأن الانتماء للوطن يعني المساواة في الحقوق والواجبات، لكن الإمامة تعني عدم المساواة، لأن الحقوق السياسية لسلالة دون غيرها، ولأن الخُمس لتلك السلالة دون غيرها، عندما تختلف الحقوق السياسية والاقتصادية يختل ميزان المساواة وإذا اختل ميزان المساواة اختلت المواطنة، واختلال المواطنة يعني أن من يرى نفسه مميزاً على بقية اليمنيين لا يرى نفسه منهم ولا يرى انتماءه انتماءهم، ولا وطنه وطنهم.
 
ثم إن الإمامة هي فكرة لا تؤمن بالوطن، هي ترى العالم كله ينبغي أن يخضع لها بحكم أن مدعيها سليل بيت النبوة.
 
وبالتالي لا وجود لفكرة الدولة الوطنية، ويمكن أن يرى اليمني الإمامي في الإيراني الإمامي قربى أكثر من قرابته لشريكه في الوطن؟
 
لماذا؟
 
لأن الإمامة لا تؤمن بالانتماء للوطن، ولكن تؤمن بالانتماء للسلالة والمذهب.
...
من مشاركة الكاتب في حلقة نقاش نظمتها وكالة "2 ديسمبر " بعنوان " معظلة الإمامة في اليمن "

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية