أهداف ممنهجة وراء تعمُّد مليشيا الحوثي إهمال كهرباء الكثيب في الحديدة
تنصلت مليشيا الحوثي- المدعومة إيرانيًا- من تزويد محطات الكهرباء الحكومية في محافظة الحديدة باحتياجاتها من الوقود والصيانة، بالموازاة مع تنشيط المحطات التجارية، الخاص أغلبها بقيادات من المليشيا، في ظل موجة حرّ شديدة تقارب الأربعين درجة مئوية.
ونقلت وسائل إعلام المليشيا، اليوم الأحد، خبرًا عن زيارة قيادات لمحطة كثيب، أهم محطات توليد الكهرباء الحكومية في عاصمة المحافظة، أكد إهمال الحوثيين توفير قطع غيار وإجراء الصيانة اللازمة للمحطة، إضافة إلى الامتناع عن تزويدها بالوقود، رغم تدفق مئات الآلاف من أطنان المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، لا سيما خلال الشهرين الماضيين مع تسهيلات الحكومة الشرعية، وفقًا لاتفاق هدنة ترعاه الأمم المتحدة في اليمن.
وسبق أن عرضت تلك الوسائل اجتماعًا قبل يومين، رأسه المدعو رشيد أبو لحوم المعيّن من المليشيا وزيرًا للمالية في حكومتها غير المعترف بها، ورئيسًا لصندوق مستحدث لدعم كهرباء الحديدة، أبان أن إهمال المليشيا الحوثية لمحطات الكهرباء الحكومية متعمد؛ لخدمة المصالح التجارية في هذا المجال الخدمي الأساسي.
وقال القيادي الحوثي المنتحل منصب وزير، إنه تعاقد مع ملاك المولدات الخاصة، لمدّ 1500 أسرة من سكان المدينة بالطاقة الكهربائية، بسعر 300 ريال للكيلو وات (نحو نصف دولار).
وأنشأت المليشيا- المدعومة إيرانيًا- في العام 2017 صندوقًا تحت مسمى دعم كهرباء الحديدة، تُقدّر إيراداته اليومية بين 30-40 مليون ريال، إلا أنه استُخدم كأداة جباية جديدة، وتحول على يد القيادي الحوثي النافذ المدعو عبدالغني المداني، إلى صندوق لدعم ما يُسمى "القوة الصاروخية" والعمليات العسكرية الحوثية.
وفيما تعاني أكثر من 100 ألف أسرة تقطن المدينة الساحلية الخاضعة لسيطرة المليشيا، تردي كافة الخدمات، بما فيها الكهرباء؛ قال الصحفي بسيم الجنابي- من أبناء الحديدة- إن هناك منطقة مغلقة في المدينة لما يُسمى "بيوت المجاهدين"، وهو التوصيف الذي تطلقه المليشيا على عناصرها، تنعم بالكهرباء على مدار الساعة، 500 كيلو وات منها مجانية من المحطات الحكومية. مضيفًا في تغريدة على تويتر: "حتى تعلموا دناءة ووساخة هذه الجماعة أين وصلت، قياداتهم يتنعمون بالكهرباء والمواطن يتجرع الويلات".
وتحوي مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، تسع محطات كهربائية حكومية، أكثرها معطلة، وما يتم تشغيل بعض طاقتها، يتراوح سعر الكيلو وات الواحد منها ما بين 250-400 ريال (40-66 سنتًا)، بينما سعره من المحطات التجارية بين 420-500 ريال.
الجدير ذكره، أن الكهرباء الحكومية كانت تغطي معظم استهلاك الطاقة في البلاد إبّان عهد الرئيس الراحل الشهيد علي عبدالله صالح، بسعر يقل عن عشرة ريالات (أقل من خمسة سنتات حينها) للكيلو وات المستهلَك منزليًا.