بعد سنوات من الركود جراء الحرب المفروضة من قبل مليشيا الحوثي تتجه محافظة شبوة بقيادة محافظها الشيخ عوض بن الوزير، إلى استعادة  مكانتها الزراعية سعيًا لزيادة الإنتاج، والمساهمة في خلق اكتفاء ذاتي.
 
وخلال العقود الماضية تبوأت شبوة موقعاَ مهماً في خارطة الجمهورية في مجال الإنتاج الزراعي، وتميزت بجودة عالية للمحاصيل المنتَجة قبل عزوف المزارعين عن مواكبة المواسم الزراعية نتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية التي أفرزتها الأزمة والحرب ونتج عنها ارتفاع اسعار الوقود ومتطلبات الحرث والزراعة.
 
استعادة المكانة
 
تركز الجهود الحالية على استعادة المكانة الحقيقية للمحافظة من خلال دعم القطاع الزراعي بتوزيع كميات من بذور القمح الذي تمتاز بزراعته عدد من المديريات، ودعم التنمية الحيوانية.
 
وبحسب ما أفاد به  فهد مبروك العتيقي، مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة شبوة، لوكالة 2 ديسمبر، فقد قدّم محافظ المحافظة عوض بن الوزير دعماً بكمية 2500 كيس من بذور القمح لإنتاج 60,000 كيس من القمح، وتم توزيعها في المديريات التي تمتاز بزراعته، كدفعة أولية تهدف للتشجيع والإسهام في توسيع زراعة القمح باعتباره المصدر الأساسي للأمن الغذائي بالإضافة إلى الأنواع الاخرى كالذرة والدخن والسمسم.
 
ويضيف العتيقي: "تم دعم مزارعي الخضار في المديريات التي تتوفر فيها المياه الجوفية مثل عين وبيحان ونصاب وميفعة، بتوفير بذور عبر وكالة المنشآت الصغيرة والصندوق الاجتماعي للتنمية".
 
مشاكل وحلول 
 
تصل نسبة المزارعين في محافظة شبوة إلى 70% من إجمالي عدد السكان، ما يتطلب من السلطة المحلية مزيدًا من الدعم لإنعاش هذا القطاع والعمل على وضع حلول للمشاكل التي تواجهه ومن أبرزها ارتفاع أسعار المحروقات والبذور المحسنة والأسمدة.
 
وفي هذا الصدد، يعكف مكتب الزراعة بالمحافظة على وضع العديد من المعالجات التي تساهم في رفع الإنتاجية الزراعية وتجاوز المعوقات.
 
يقول المعيقي: "لدينا طموحات وخطط كثيرة وعلى رأسها تأهيل الكادر البشري خاصة في ظل حاجة المحافظة إلى الفنيين البيطريين والمرشدين الزراعيين.
 
مشيرًا إلى أن  المحافظ وجّه  بتأهيل 20 طالبًا في معهد التقنية الزراعية بسيئون في شهادة الدبلوم ولمدة عامين في تخصص بيطرة وبستنة وإرشاد زراعي، وسوف يتم ترشيحهم من المديريات.
وتحتاج المحافظة، بحسب مدير مكتب الزراعة، إلى إعادة صيانة وتأهيل المنشآت المائية، وإلى مشروع طارئ لمعالجة أضرار السيول المتراكمة في الأودية الزراعية. 
 
حملة إلكترونية
 
بالتوازي مع المساعي الرسمية، نفّذ ناشطون حملة إلكترونية بقيادة انتصار صالح عبدالله،  أُطلق عليها "أسبوع المزارع الشبواني"، وكرست لعرض صور ونماذج للأنشطة الزراعية القائمة وجهود المزارعين وأصناف من المحاصيل الزراعية المنتجة في مختلف مناطق المحافظة، بالإضافة إلى تحديد طبيعة الصعوبات التي تواجه عمل المزارعين.
 
وقدّم الناشط محمد العولقي مقترحات لتطوير القطاع الزراعي أبرزها إنشاء مركز بحوث وإرشاد زراعي يقوم بإنتاج البذور على أسس علمية، ودعم وتشجيع المزارعين من خلال إنشاء جمعيات تعاونية تساهم في تشجيع الزراعة وتطويرها.
 
وتطرقت المقترحات إلى أهمية إعداد الدراسات والرؤى للمشاريع الزراعية وتشجيع الاستثمار من قبل القطاع الخاص في مجال الطاقة الشمسية ومجال التعبئة والتغليف والتبريد للحفاظ على توازن السوق، وبناء السدود.
كما تضمنت المقترحات إنشاء المراكز والمعاهد الزراعية وتشجيع إنتاج الأسمدة العضوية.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية