كان واضحًا ما ورد في بنود الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، بداية أبريل/نيسان الماضي، فيما يخص الحصار الحوثي الجائر على مدينة تعز؛ غير أن مليشيا الحوثي الإرهابية فسّرت الهدنة وما ورد فيها من التزامات بشكلٍ آخر مثيرٍ للسخرية.
 
وفي الوقت الذي كان يُنتظر من مليشيا الحوثي إعلان رفع الحصار عن المدينة من منافذها الرئيسة كالتزامٍ مُوجِب وفق ما تقتضيه التزامات الهُدنة ذاتها يثبت حسن نواياهم المُبيّتة أصلًا، راحت المليشيا تعزز قبضة الحصار على المدينة وتقدم، في ذات الوقت، عروضًا مضحكة تثير السخرية على طاولة التفاوض في الأردن.
 
في الساعات الماضية لجأ صحفيون وناشطون إلى آلية العودة بالزمن وتتبع منافذ الحصار من خلال "جوجل ارث"، وهي خدمة عبر الأقمار الاصطناعية يقدمها محرك البحث العالمي مجانًا لتتبع صور ثابتة للكرة الأرضية يتم توثيقها وتحديثها بين الحين والآخر فضائيًا لملاحظة الفارق.
 
الصور، التي اطلعت عليها "2 ديسمبر"، أظهرت كيف كان الحصار الحوثي على المدينة في منفذها الشرقي في شهر يناير الماضي، إذ تظهر سواتر ترابية متوزعة بشكلٍ أقل من السواتر التي وضعت في مايو الجاري، أن الحصار كانت أدواته أقل من أدواته الجديدة من حيث الكثافة والاستعداد.
 
والسواتر الترابية والتحصينات التي وضعها الحوثيون الشهر الجاري ترافق وضعها مع سريان الهدنة الأممية، والمطالبات الدولية الداعية لرفع الحصار الحوثي عن المدينة فوراً وفق ما تقتضيه بنود الهدنة والالتزامات الواردة فيها.
 
وكان وفد التفاوض الحكومي في الأردن، أعلن في وقت سابق اليوم عزمه التوقف هذا المساء عن التفاوض؛ بسبب تعنت المليشيا ورفضها رفع الحصار عن المدينة من منافذها الرئيسية، وأولها منفذ المدينة الحوبان الذي شملته عمليات الاستحداث من قبل مليشيا الحوثي.
 
وقال الوفد الحكومي، في بيان وُجه للرأي العام والمجتمع الدولي، إن وفد المليشيا الحوثية يصر على فتح منفذ فرعي كان يستخدم قديمًا طريقاً لمرور القوافل من الإبل والحمير ولا يتسع لمرور السيارات، وهو ما يعدُ تهربًا وخروجًا كاملًا عن نص الهدنة، ومحاولةً جديدةً لتسعير الحرب بعد شهرين من الهدوء الحذر.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية