بسبب سوابق التلاعب الحوثي بالنتائج لرفد الجبهات.. مخاوف الآباء ترافق امتحانات الثانوية
لا تدخر مليشيا الحوثي التابعة لإيران، أي جهد أو حيلة، توقع الأطفال وصغار السن في شراك مصيدة الجر إلى جبهات القتال، وهذا ما فعلته في سنين ماضية، وتمارسه اليوم مع تدشينها اختبارات الشهادة الثانوية، مطلع هذا الأسبوع، زارعة مجددا مخاوف الآباء وأولياء الأمور من تلاعبها بنتائج الامتحانات، كأسلوب يضع أبناءهم أمام حالة إحباط تستغلها المليشيا في تقديم جبهاتها كتعبير وبديل عملي عن اليأس من المستقبل.
ووفق مصادر متابعة فإن الكهنوت الحوثي الذي داوم على مدى السنوات الماضية في ممارسة أبشع انتهاكاته بحق التعليم يقوم بإسقاط طلاب من عدد عائلات وأسر لا تنتمي إلى سلالة الكهنوت ومسيرته الشيطانية.
وذكرت أن أساليب المليشيا الحوثية مع الطلاب الذين لا ينتمون لها ولا يوالونها، تبدأ بإسقاطهم بمعدلات ضعيفة أو التعمد في رسوبهم، حتى لا يحصلون على النجاح الذي يساهم في جعلهم أعمدة المستقبل القادم.
وأشارت إلى أن كل الطلاب الذين يتخرجون من الثانوية العامة تجبرهم المليشيا الحوثية على الالتحاق بما يسمى "الدورات الثقافية" التي تداوم على إقامتها لإجبار الناس على الإيمان بمشروعها الطائفي الكهنوتي.
المصادر أوضحت أن غالبية الطلاب الساعين من أجل الحصول على نتائج تليق باجتهادهم باتوا يعيشون تخوفا كبيرا من المليشيا، لاسيّما عقب معرفتهم بأن مشرفيها في المدارس يرفعون كشوفات عن كل الطلاب، تصنفهم وفق ولائهم لها.
وأكدت أن الكهنوت الحوثي فرض في كل مدرسة تقع بمناطق سيطرته مشرفا تربويا مهمته الرفع بكافة المعلومات عن الطلاب، وأي منهم يجب إسقاطه، ومن منهم إذا سقط في الشهادة فسوف يلتحق بجبهاتها، وهو ابتكار جديد للمليشيا في التجنيد، واستقطابها لمقاتلين جدد.
العام الماضي صُدم عشرات الآلاف من طلاب الثانوية العامة الدارسين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثيين الإرهابية بنشر أسمائهم في قوائم الرسوب، وآخرون ظُلموا بنتائج مشوّهة - تؤكد مصادر - أنها لا تؤهلهم لدخول كليات مرموقة.
وكشفت نتائج الطلاب العام المنصرم عن إطاحة المليشيا بآمال 37 ألفا و316 طالبًا وطالبة تم إعلان أسمائهم في قوائم الرسوب، بينما أغلب الناجحين حصلوا على معدلات إجمالية لدرجاتهم بين 50% - 65%.
يأتي ذلك في وقت تقول فيه مصادر خاصة إن الطلاب الذين لم يحضروا قط أي مدرسة قد حصلوا على معدلات تفوق الـ80%، وهم جميعهم من الطلبة الموالين للمليشيا، أو من العائلات الحوثية، أو من مقاتليها في الجبهات.
ولفت تربويون إلى أن ذلك يأتي ضمن مخطط ترمي من خلاله المليشيا الحوثية إلى إيقاع طلبة المدارس اليافعين في فخ اليأس وكبح طموحهم نحو مستقبل أفضل ومن ثم وضعهم أمام أمر واقع، يدفعهم للانخراط في صفوف مقاتليها بحثًا عن معدلات مضمونة العام التالي، أو هربًا من اليأس الذي حل بهم.
وأضافوا أن الكارثة لم تعد تقتصر على المراكز الصيفية، والدورات الثقافية الكهنوتية بل بالتحكم بالنتائج وإسقاط نزعات الإبداع لدى الطلاب النشء.
وأكد التربويون أن الجريمة الحاصلة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية بحق الطلاب، والتي وصفوها بـ"المذبحة"، تسير بخطين متوازيين، الأول تربية النشء على مادة الخمينية والحاكمية والولاية، والثاني طمر الوجهات الإبداعية للطلاب، ومستقبل البلاد المرتهن بهم.
وأوضحوا أن ذلك النهج يبدأ من المدرسة، فنتائج الامتحانات، ثم في القبول بالجامعات، "وهكذا تخرج المليشيا جيلاً، بعضه معها، وبعضه قد خسرناه، وإلى الأبد".