منذُ سيطرتها على العاصمة وأجزاء من البلاد بقوة السلاح في العام 2014م، عمدت مليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران، إلى نشر أفكارها الطائفية والمذهبية في المجتمع، مستخدمةً في ذلك كافة أشكال القوة لفرضها، وذلك في إطار سعيها في تحويل اليمنيين إلى مجتمع طائفي. 
 
ومن أجل تحقيق ذلك الهدف تنفيذًا لأجندة إيران بالمنطقة عمدت المليشيا إلى فرض شعائر دينية ممزوجة بالأفكار الطائفية التي لم يكن يعهدها اليمنيون من قبل في حياتهم، كان آخرها طقوس صلاة توافق المنهج والفكر الإيراني فُرضت على المصلين في صلاة عيد الفطر بمركز محافظة إب، وسط اليمن. 
 
ويأتي ذلك امتدادًا للآلاف من الانتهاكات، والجرائم الماسة بالمعتقدات والشعائر الدينية الإسلامية، ارتكبتها المليشيا الحوثية بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، منها "منع إقامة صلاة التراويح، تأخير موعد أذان المغرب في شهر رمضان المبارك، فرض خطباء موالين وتابعين لها في المساجد. 
 
 
آخر الإرهاب 
 
في أول أيام عيد الفطر، تفاجأ المواطنون في مدينة إب، بقيام مليشيا الحوثيين الإرهابية بإغلاق كافة المساجد، خلال ذهابهم لأداء صلاة العيد، وإجبارهم على التوجه إلى أحد المصليات، للاستماع إلى خطبة طائفية ألقاها خطيب فرضته بالقوة.
 
َواليومين الماضيين، أوضح سكان محليون في المحافظة ذاتها، بأنهم فوجئوا، فجر الأربعاء، برفع أذان صلاة الفجر من الجامع الكبير الواقع في المدينة القديمة، على طريقه المذاهب الشيعية في منطقة تصنف دينيا على المذهب الشافعي السني، وذلك في إطار مساعي المليشيا الحوثية لتطييف المجتمع. 
 
وبحسب السكان في أحاديث لـ"وكالة 2 ديسمبر" فإن المليشيا فرضت على إمام مسجد الجامع الكبير في رفع الأذان بصفته "الشيعية"،  مشيرين إلى أنهم فوجئوا بسماع عبارة "حيّ على خير العمل" خلال الأذان. 
 
 يقول السكان الذين يرفضون محاولات المليشيا فرض أفكار دخيلة على المجتمع لاسيّما تلك التي تختص بالأفكار والمعتقدات الدينية، إن ذلك يأتي ضمن المساعي الحوثية الحثيثة الهادفة إلى تطييف المجتمع وصبغه بالصبغة الشيعية الصفوية. 
 
 
نشر السموم 
 
محاولات المليشيا تطييف المجتمع بفكر متطرف استقته من ملازم مؤسس الجماعة الهالك حسين بدرالدين الحوثي، وشقيقه زعيم الجماعة الحالي المدعو عبدالملك الحوثي، والممزوج بالمعتقدات الصفوية الإيرانية وتحديثاتها الخمينية. 
 
ومنذُ الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثيين الإرهابية على الدولة اليمنية، وهي تنظم "الدورات الثقافية" لمختلف شرائح المجتمع، وتدرس فيها ملازم زعيمها الهالك، كما تجبرهم على الحضور وترديد الصرخة وقسم الولاء لزعيم الجماعة بدلاً عن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية.
 
مليشيا الحوثي، ومنذُ بداية حركتها في تسعينيات القرن الماضي، وهي تقوم بتوزيع هذه الملازم وتدريسها لأتباعها وعناصرها في معقلها بمحافظة صعدة، مستهدفةً نشر أفكارها الضالة في المجتمع. 
 
 وتواجه المليشيا صعوبات كبيرة في فرض معتقداتها الطائفية المستوردة من إيران، على المجتمع اليمني.
 
 
أرقام تتحدث 
 
وتشير تقارير حقوقية إلى أن مليشيا الحوثيين الإرهابية من أجل تحقيق أهدافها الطائفية في المجتمع، ونشر تلك الأفكار والسموم المستوردة، ارتكبت خلال أربعة أشهر فقط، 2158 انتهاكًا بحق المساجد ودور العبادة، مؤكدة أن ذلك أظهر البعد العقائدي والفكري والثقافي لحروب هذه المليشيا المدعومة إيرانيًا. 
 

التقرير الصادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، قال إن هذه الانتهاكات الحوثية ارتكبت في نحو 14 محافظة يمنية خلال الفترة من 1 يناير وحتى 30 أبريل 2022م.
 

وحسب التقرير فإن الانتهاكات توزعت بين القتل المباشر للأئمة والخطباء، وجرائم الإصابة الجسدية، والاعتداء بالضرب على المصلين، واختطاف الأئمة والمصلين، وكذا الإخفاء القسري للأئمة والخطباء، وممارسة أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم، ومنع إقامة صلاة التراويح في شهر رمضان، وفرض خطباء تابعين لفكر مليشيا الحوثي الإرهابية، والإغلاق الكلي لعدد من المساجد وتحويلها إلى مراكز للتعبئة الفكرية والطائفية وتفخيخ عقول الأطفال.
 
ولفت إلى توثيق قرابة (109) حالات قتل لخطباء وأئمة مساجد ورجال الدين، ومصلين، منها (62) حالة قتل نتيجة الإطلاق المباشر للرصاص، و(17) من القصف العشوائي، و(19) نتيجة استخدام قوة مفرطة والضرب، و(11) حالة قتل نتيجة الطعن باستخدام السلاح الأبيض.
 
 و خلال ذات الفترة، بلغت الإصابات الجسدية(132) حالة، فيما (376) حالة اختطاف من لأئمة وخطباء مساجد ومصلين. 
 
وأشار التقرير إلى ارتكاب مليشيا الحوثي (52) حالة تعذيب جسدي ونفسي للأئمة والخطباء وبعض العاملين في المساجد، منها (6) حالات تعذيب حتى الموت بعدد من المعتقلات الحوثية.
 
وسجلت (760) حالة انتهاك حوثي طالت المساجد ودور العبادة في اليمن خلال الفترة، بينها أكثر من (80) حالة تفجير وتفخيخ للمساجد، و(162) حالة قصف، و(45) حالة إحراق، ونحو (137) حالة اقتحام ونهب وعبث بمحتويات المساجد.
 
كما حولت مليشيا الحوثيين الإرهابية خلال ذات الفترة (175) مسجدًا إلى ثكنات عسكرية يتناولون فيها عناصرها القات والشيشة والشمة والرقص - بحسب التقرير - الذي أوضح تحويل المليشيا أيضًا (94) مسجدا إلى مركز لغسل عقول الأطفال، ونحو (54) مسجدًا إلى غرف عمليات لأعمالها الحربية، (35) حالة إغلاق مساجد، و(256) حالة فرض خطباء وأئمة، و(467) حالة إغلاق مدارس لتحفيظ القرآن.
 
 
قمع ديني 
 
أواخر شهر أبريل الماضي، كشف تقرير دولي، صادر عن مؤسسة (ACLED) الأمريكية، المتخصصة بجمع وتحليل بيانات الصراعات المسلحة، عن ارتكاب المليشيا الحوثية الإرهابية نحو 90% من حالات القمع الديني في اليمن خلال 27 شهرًا، وذلك خلال الفترة بين شهري يناير 2020م ومارس 2022م. 
 
وقالت إن قمع مليشيا الحوثي، وبشكل أساسي اشتمل على أحداث قمع المعتقدات والممارسات الدينية، ذات الميول السنية في اليمن، وذلك لأسباب طائفية، لاسيّما خلال شهر رمضان 2021م. 
 
وفي وقت لاحق من ذلك العام، استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية - بحسب التقرير - المساجد السلفية، والحركات الدعوية، وكذلك فرض أيديولوجيتها على القطاعين الديني، والتعليمي، وفرضها الضرائب الدينية.
 
وتنوعت تلك الانتهاكات بين اقتحامات للمساجد، ومنع إقامة صلاة التراويح، وتحويل العديد من هذه المساجد لمقرات لعناصرها لتناول القات، بالإضافة إلى اعتداءاتها على المصلين بالقتل والاختطاف، ومحاولة فرض فكرها الطائفي والمذهبي على المجتمع. 
 
كما حاولت المليشيا الحوثية وبقوة السلاح فرض أجندة طائفية ذات صبغة إيرانية على المواطنين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، مثل تأخيرها المتعمد لموعد أذان المغرب خلال شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى محاولة استبدالها صلاة التراويح بملازم زعيمها الهالك حسين بدر الدين الحوثي، وخليفته زعيم المليشيا الحالي المدعو عبدالملك الحوثي.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية