في واقع مغمور بالفقر.. مليشيا الحوثي تواصل النهب المنظم لقوت اليمنيين بمزاعم "الزكاة"
بينما يطغى الفقر والفاقة على اليمنيين في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، لا تتورع الأخيرة عن ابتداع أساليب النهب المنظم من خلال طرق متعددة، أبرزها ما تسميه"الزكاة" وهو مصطلح حوّرته المليشيا بما يتسق مع أطماعها، وتندرج تحته العديد من الممارسات الجائرة التي تستهدف قوت اليمنيين بدرجة رئيسية.
تقول مصادر محلية في محافظة إب، إن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، استأنفت نهب أموال المواطنين والتجار بزعم دفع الزكاة، مستغلة هذا الفرض الإسلامي لشرعنة جبايات مالية جديدة.
وتضيف المصادر أن المليارات من أموال الزكاة التي تؤخذ من المواطنين في محافظة إب تذهب إلى خزائن قيادات المليشيا الحوثية، فيما غالبية السكان في مناطق سيطرتها يعيشون تحت حافة الفقر.
وتعاني شريحة واسعة من سكان المحافظة والنازحين، الفقر وغياب أبسط الخدمات والسلع الضرورية، حتى المساعدات الغذائية التي تمنحها المنظمات الأهلية والأجنبية تم منعها أو مصادرتها، والتلاعب بها لصالح أسماء جديدة؛ إما وهمية كجانب من جوانب الفساد، أو ترتبط ارتباطا وثيقا بمليشيا الحوثي.
وشكا مواطنون من الظلم في جباية الزكاة وباقي المسميات التي تفرضها المليشيا عليهم من وقت لآخر، مشيرين إلى أنها استغلت أسماءهم في الكشوفات التي تم تسجيلها ضمن المساعدات الغذائية.
وأوضح المواطنون أن قيادات المليشيا استخدمت طريقة جديدة لنهبهم، حيث "أصبحت تحصي كم لدينا من الأبناء، حتى إنهم يطالبون العقال والمشايخ في القرى والأرياف والمشرفين الذين قاموا بتعيينهم لأغراض عديدة، أن يشجعونا على إرسال أبنائنا إلى الدورات الطائفية وجبهات القتال".
وحسب مصادر مطلعة، فإن عائدات الزكاة التي يتم جمعها من أكثر من 20 مديرية تتجاوز مليارات الريالات، مبينة أنه أحد يستطيع أن يعرف مصارفها الحقيقية أو البيانات المتعلقة بها، وكذلك أين تذهب وكيف يتم توريدها ومن يستفيد منها.
وقالت المصادر إن أموال الزكاة يتم تحويلها إلى صنعاء بالطريقة التي يختارها مشرفو المليشيا، وأن ما يجري من توزيع لبعض المعونات المادية والعينية، وملابس لبعض الأيتام ممن توفي آباؤهم في المعارك الحوثية أو لأسباب أخرى، ما هي إلا أعمال تهدف لمغالطة الرأي العام والمواطنين عن مصير تلك الأموال.
ولفتت المصادر إلى أن هناك آلاف الأسر المحتاجة التي هي بأمس الحاجة لعوائد الزكاة، وكذلك عشرات المعسرين ممن يقبعون في السجون منذ سنوات، وهناك مهمشين وعمال نظافة وفئات وشرائح تستحق الزكاة، في الوقت الذي قطعت المرتبات عن موظفي الدولة وجعلتهم في دائرة الفقراء.
وأشارت إلى أن الأعمال التي تقوم بها المليشيا للادعاء بأنها تصرف الزكاة، تصاحبها هالة إعلامية مبالغ فيها يتم من خلالها تلميع قيادات المليشيا ومشروعها الإمامي.
وكانت مليشيا الحوثي قد اعتدت على عدد من تجار مدينة إب وهددت آخرين، بعد أن فرضت عليهم رسوما مبالغا فيها يتم تقديرها من قبل المعنيين بشكل افتراضي ما يسبب لهم كثيرا من المشاكل.
الجدير بالذكر أن المليشيا الحوثية حولت شهر رمضان من كل عام لشهر جباية ونهب أموال المواطنين والتجار تحت مسمى الزكاة في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.