في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، وجع وحسرة يسكنان ديار الكثير من الأُسر اليمنية، التي باتت عاجزة عن إدخال الفرحة إلى قلوب أطفالها بينما هم يبكون في وجوه آبائهم مطالبين بملابس يتذوقون بها فرحة العيد.
 
يأتي عيد الفطر هذه السنة واليمنيون يعيشون أوضاعا اقتصادية ومعيشية قاسية، في ظل الغلاء وانعدام فرص العمل ومتاجرة المليشيا بحاحة الناس، ومنعها مبادرات الخير التي تعمل على توفير كسوة العيد لدعم الأسر الفقيرة.
 
يقول أحد المواطنين في العاصمة صنعاء لـ "وكالة 2 ديسمبر" : في زمن ميليشيا الحوثي لم يعد للفرح وجود، لم نقدر على تلبية متطلبات العيش، الأكل والشرب، كل يوم الأسعار ترتفع، والخدمات معدومة، حتى الغاز أصبح بعيد المنال.
 
وأضاف: للسنة الثامنة على التوالي منذ انقلاب الميليشيا على الدولة، اختفت مظاهر فرحة العيد التي تتجسد في ارتداء الملابس الجديدة وزيارة الأقارب وتناول الحلويات المتنوعة "جُعالة العيد" والمعروفة في العاصمة صنعاء والعديد من المناطق اليمنية.
 
وأوضح بالقول: سيأتي العيد دون أن أفرح أطفالي بكسوة العيد، فقد صادرت ميليشيا الحوثي رواتبنا وغابت فرص العمل، حتى نصف الراتب كل سنه تأخذه الميليشيا زكاة.
 
وكانت الميليشيا الحوثية قد وجهت نهاية مارس الماضي، عبر هيئة الزكاة المستحدثة، المكاتب التنفيذية وشركات القطاع الخاص والمختلط في أمانة العاصمة وجميع المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بتحقيق زيادة في موارد الزكاة، وخصم زكاة الفطر على الموظفين ومن يعولون، من رواتبهم.
 
منذ انقلاب الميليشيا على الدولة بقوة السلاح أواخر 2014، تجاوز الفقر مستوى الخطوط الحمراء، وانزلق 78 بالمائة من إجمالي السكان إلى دائرة الفقر المدقع، وحرم مليون و250 ألف موظف من رواتبهم، وتوقفت الخدمات العامة الأساسية.
 
تشير خطة الاحتياجات الإنسانية لليمن 2022، التي تقودها الأمم المتحدة، إلى أنّ عدد المحتاجين في البلاد بلغ 23.4 مليون شخص في عام 2022، بزيادة قدرها 13٪ مقارنة بالعام الماضي. 
 
ورجحت أن يصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات جديدة مقلقة هذا العام، متوقعةً أن يواجه 19 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول يونيو 2022، بزيادة تقارب 18٪ منذ بداية عام 2021.
 
وفي المقابل، سيواجه ما يصل إلى 161 ألف شخص ظروفاً شبيهة بالمجاعة خلال النصف الثاني من العام الجاري، حسب خطة الاحتياجات الإنسانية.
 
قتلت ميليشيا الحوثي كل شيء جميل وأوصدت كل أبواب الفرح وفتحت أمام الشعب أبواب الموت والحزن، فإلى جانب إغلاق الجمعيات الخيرية، ومنعها وصول مساعدات المنظمات الإنسانية إلى المحتاجين، قامت بمنع التجار من توزيع الزكاة على الفقراء والمحتاجين.
 
وكانت تقارير الأمم المتحدة أكدت في وقت سابق أن الزكاة والصدقات التي يقدمها رجال الأعمال والتجار للأسر الفقيرة، خففت عن هذه الأسر وطأة الفقر والحرمان، إلا أن ميليشيا الحوثي منذ ثلاث سنوات قامت بإغلاق هذا الباب أمام الفقراء.  
 
وحذرت الميليشيا رجال الأعمال في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها من توزيع أي أموال أو مواد عينية كصدقات أو زكاة أو مساعدات بصورة مباشرة للفقراء والمحتاجين، مشترطة أن تمر عبر مشرفيها أو إحدى جمعياتها المستحدثة وفق معايير طائفية.
 
وأكد مصدر في الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة، أن ميليشيا الحوثي أبلغتهم أنها ستتخذ إجراءات عقابية رادعة ضد كل من يخالف أوامرها فيما يخص توزيع أموال أو مواد عينية كصدقات أو زكاة في شهر رمضان.
 
وفوق ذلك، شكا التجار في مناطق سيطرة الميليشيا، من الركود الذي يعيشه السوق خصوصا في هذا الموسم الذي ينتظرونه كل سنة، مؤكدين أن حركة إقبال المواطنين على الشراء ضعيفة، حيث تخلت غالبية الأسر عن شراء متطلبات العيد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية