انتهاكات حوثية متزايدة.. " 2 ديسمبر" ترصد واقع الحياة في إب منذُ بداية رمضان
"لقد باتت ثنائية الخوف، والرعب مشهدًا يوميًا نعيش كل تفاصيله، كل لحظة وسط تزايد فوضى الجرائم في جميع المديريات بالمحافظة إذ لا يكاد يمر يوم واحد إلا ونحن نعيش جريمة قتل هنا، وسرقة واعتداء هناك"، هكذا يتحدث مواطنون في محافظة إب، عن الوضع في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
ولا تزال هذه المحافظة منذُ أن سيطرت عليها المليشيا الحوثية في عام 2014م، تشهد تزايدًا لافتًا وارتفاعًا في منسوب الجريمة، لاسيّما القتل، وأعمال السرقة، بالإضافة إلى الاعتداءات المسلحة التي يتعرض لها المواطنون.
وتعد محافظة إب - وفق مصادر محلية تحدثت لـ"وكالة 2 ديسمبر" - من أكثر المحافظات اليمنية التي يعاني المواطنون في مختلف مديرياتها من صنوف الجرائم الجنائية والانتهاكات التي ترتكب معظمها عناصر المليشيا الحوثية، للعام الثامن تواليًا.
وبحسب مصادر محلية، فإن هذه المحافظة، والتي كانت يومًا ما رمزًا للمحبة والألفة، باتت ومنذُ أن سيطرت عليها المليشيا مسرحًا للجريمة والفوضى وبشكل مرعب.
ومنذُ مطلع شهر رمضان المبارك، تزايدت في المحافظة - وفق المصادر - الفوضى الأمنية، فكانت واحة لعشرات الجرائم والانتهاكات التي طالت عشرات المواطنين من قبل عصابات مسلحة، وكذلك من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا.
وتابع فريق الرصد في "وكالة 2 ديسمبر" نحو 11 جريمة قتل حدثت في المحافظة منذُ بداية الشهر الكريم، مؤكدًا أن من بين جرائم القتل، قيام أحد المواطنين بقتل طفلته بعد تعذيبها، وكذلك حالة انتحار.
وفي ذات السياق، شهدت المحافظة قيام المليشيا باقتحام 3 إذاعات محلية، ثم إغلاقها ونهب محتوياتها، وهي إذاعات "سماء إف إم، يمن ميوزك، اللون إف إم".
إلى ذلك، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، على اختطاف العشرات من المواطنين منذُ بداية شهر رمضان، من بينهم أئمة مساجد، وتجار رفضوا الاستجابة لها في دفع إتاوات وجبايات مالية، تحت مسميات مختلفة تختلقها المليشيا لنهب المواطنين والتجار من أجل رفد جبهاتها القتالية.
كما أغلقت المليشيا مئات المحال التجارية في المحافظة من بينها 82 محلاً و6 مراكز خلال يوم واحد رفض مالكوها دفع الإتاوات المالية والجبايات المفروضة عليهم من قبل المليشيا.
إلى ذلك، شهدت المحافظة تزايدًا كبيرًا في عمليات سرقة ممتلكات عشرات المواطنين، من محلات تجارية ومنازل وسط فوضى عارمة تشهدها المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، وانتشار لافت للعصابات المسلحة التي تقوم بنهب وسرقة المواطنين بحماية من المليشيا.
وتأتي هذه الجرائم والانتهاكات، امتدادا لعشرات الآلاف من الجرائم شهدتها المحافظة خلال السنوات الماضية، إذ يؤكد تقرير حقوقي ارتكاب مليشيا الحوثيين نحو 3419 جريمة وانتهاك بحق المدنيين في المحافظة، وذلك خلال الفترة 1يناير 2020م، وحتى 31 ديسمبر 2021م.
وأكد التقرير الصادر في فبراير/شباط الماضي عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إن من بين الجرائم والانتهاكات الحوثية في المحافظة خلال العامين الماضيين نحو 213 جريمة قتل مدنيين بينهم أطفال، ونساء، وكبار في السن، وإصابة 189 آخرين، واختطافها ما لا يقل عن 482 مواطنًا فيهم أطفال ونساء.
