"سباق استراتيجي متزايد" في القطب الشمالي.. والناتو يحذّر
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم جمعة، أن "الناتو" لا يستطيع السماح بحصول فراغ أمني في القطب الشمالي حيث يرى الحلف "سباقاً استراتيجياً متزايداً".
وقال ستولتنبرغ: "لا يمكننا تحمّل فراغ أمني في القطب الشمالي. فذلك قد يغذّي الطموحات الروسية ويكشف الناتو ويؤدي إلى سوء التقدير وسوء الفهم".
وأضاف: "نرى أيضاً اهتماماً صينياً متزايداً في المنطقة. وصنّفت الصين نفسها بأنها دولة قريبة من القطب الشمالي، وتسعى إلى بناء حضور لها هنا".
وجاء كلام ستولتنبرغ خلال زيارته قاعدة باردوفوس في شمال النرويج حيث يقوم حلف شمال الأطلسي بتدريبات عسكرية واسعة النطاق باسم "الردّ البارد".
ولفت إلى أن موسكو عززت وجودها العسكري في القطب الشمالي في السنوات الأخيرة عبر تحديث قواعدها الحالية وبناء قواعد جديدة في إشارة واضحة إلى أنها تنوي أن تكون لاعباً مهيمناً في المنطقة المعنيّة.
وشبه جزيرة كولا الروسية المتاخمة للقطب الشمالي النرويجي هي موطن للأسطول الشمالي في الجيش الروسي، مع تركيزه الهائل للأسلحة النووية والعديد من المنشآت العسكرية.
وتابع ستولتنبرغ، الذي تمّ تمديد ولايته لعام إضافي بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أي عند الخاصرة الشرقية للحلف: "لكلّ هذه الأسباب، يُعدّ القطب الشمالي منطقة ذات أهمية بالغة لجميع أعضاء الناتو. لذلك عزز حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري في الشمال".
وتهدف تدريبات "الرد البارد" Cold Response إلى اختبار قدرات النرويج على استقبال تعزيزات حليفة في حال التعرض لعدوان خارجي، عملاً بالبند الخامس من ميثاق الحلف الذي ينص على الدفاع المشترك في حال تعرض إحدى الدول الحليفة لهجوم.
وأضاف ستولتنبرغ: "إن الرد البارد هو تدريب مهم، في ضوء الهجوم الروسي الذي لا معنى له على أوكرانيا".
وقال أيضاً: "نأسف طبعاً لرفض روسيا مراقبة تلك التدريبات، لكننا نأسف أكثر لأن روسيا لا تدعونا أبداً للمشاركة في المراقبة والتفتيش الإلزامي لمناوراتها".
وتابع: "عليكم أن تتذكروا أن الحرب التي يقودها الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين ضد أوكرانيا كانت مقنّعة على أساس أنها تدريبات.. ثمّ فجأةً تحولت التدريبات إلى حرب شاملة".
يذكر أنه بالإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية الكبيرة، تحتوي المنطقة القطبية الشمالية الهشة بيئياً على احتياطيات كبيرة من النفط والغاز والمعادن.