تكليف المشاط برأب الصدع..خلافات حادة بين داخلية الحوثيين ومخابراتهم على أموال أممية
"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى"، آية قرآنية نزلت في اليهود خلال العهد النبوي، وهي اليوم تكاد تنطبق حرفيا على مليشيا الحوثي، التي تتسع في أوساطها الشروخ والصراعات بوجوه ومستويات عدة، دون أن تستثني قيادات الصف الأول، كما هو الحال بين رئيس ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات المدعو عبدالحكيم الخيواني، و المدعو عبدالكريم الحوثي وزير داخلية المليشيا وعم زعيمها المدعو عبدالملك الحوثي.
على خلفية صراع الأجنحة، تفاقمت الشهور الأخيرة الخلافات بين عبدالكريم الحوثي والخيواني، بسبب مساعي كل طرف في الاستحواذ على مئات آلاف الدولارات تسربها الأمم المتحدة إلى مناطق سيطرة المليشيا تحت يافطات عديدة، هذه المرة لحراسة مقرات مكاتبها ووكالاتها العاملة في اليمن.
أمس السبت، عقد المدعو مهدي المشاط رئيس ما يوصف بالمجلس السياسي الأعلى (رئاسة الدولة الحوثية غير المعترف بها)، لقاء ضم الخيواني والحوثي، ناقش سير أداء الأجهزة الأمنية وخططها وإنجازاتها، كما أورد الخبر في وسائل إعلام المليشيا التابعة لإيران.
مصادر خاصة ومؤكدة، دحضت الرواية الحوثية عن اللقاء، مشيرة إلى أنه جاء في سياق تنفيذ المشاط توجيه زعيم المليشيا للقيام بمصالحة بين عبدالكريم الحوثي وعبد الحكيم الخيواني.
وتعود الخلافات بين الاثنين في إطار صراع الأجنحة الحوثية، حيث سبق لعبدالكريم الحوثي الإطاحة بالخيواني بعد شهور من توليه حقيبة الداخلية، العام 2019، عندما كان الثاني نائبا لوزير الداخلية، في حكومة الحوثيين غير المعترف بها.
وطبقا لمصادر أخرى وثيقة الاطلاع فإن بارود الصراع الأخير اشتعل نتيجة سعي كل من الخصمين المتنازعين إلى الاستيلاء على ما يتجاوز 300 ألف دولار، قيمة مناقصة أنزلتها بداية العام الجاري الأمم المتحدة لحماية مقراتها ومساكن كوادرها.
وأردفت المصادر، بأن المناقصة رست على شركة العريش للخدمات الأمنية التي يديرها المدعو إيهاب محرم، المقرب من الخيواني.
حيال ذلك قام عبدالكريم الحوثي من خلال ما يعرف بالحارس القضائي المدعو صالح الشاعر، بإغلاق الشركة وسجن ملاكها من بيت محرم، بحجة عدم حيازتها ترخيص مزاولة نشاط وأنها مازالت تحت سيطرة الحراسة القضائية.
وأضافت المصادر، أن تلك الخطوة بوجه الخيواني لحقتها خطوة أخرى، بإيكال مهمة حراسة المقار الأممية إلى شركة يمن أرمورد الأمنية، العاملة لحساب عبدالكريم الحوثي.
وسيطرت المليشيا الحوثية على "يمن أرمورد" قبل عدة سنوات وعينت حارسا قضائيا لها ورئيسا لمجلس إدارتها المدعو عبدالله الشاعر، قريب صالح الشاعر الذي ولاه عبدالملك الحوثي إدارة الأموال والممتلكات المصادرة من قبل المليشيا على المعارضين. ومنذ نحو شهرين عزل صالح الشاعر من إدارة الشركة علي سيعد دبيشة المحسوب على الخيواني، واستبدله بأنيس السنفي.
وتعد شركتا العريش ويمن أرمورد، أهم الشركات الأمنية المتعاقدة مع المنظمات الدولية وبينها الأمم المتحدة، فيما يقعان وغيرهما من الشركات في ذات المجال تحت سيطرة المليشيا الحوثية، التي تستخدمها في مهام استخباراتية تتعلق بموظفي المنظمات وتحركاتهم ومحاولات الاستقطاب لأفراد الشركات العاملين في مناطق الحكومة الشرعية.
تجدر الإشارة إلى أن عبدالكريم الحوثي، وعبدالحكيم الخيواني، وصالح الشاعر، هم من قيادات الصف الأول في المليشيا، ومطلوبون على القائمة السوداء التي أعلنها التحالف العربي أواخر العام 2017.