الإمارات إلى جانب اليمنيين.. يد سخية وعطاء لا يتوقف
في وقتٍ بلغت فيه الأزمة الإنسانية في اليمن حدًا شديد المعاناة، جرّاء الحرب العبثية الحوثية، نجد دولة الإمارات العربية المتحدة متواجدةً على أرض الواقع، وتضاعف من جهودها الإغاثية، عملًا على مواجهة ذلك الوضع الإنساني الفتّاك الذي حل بظلام بؤسه على اليمنيين واقعًا مأساويًا.
على قدم وساق تكثف دولة الإمارات العربية المتحدة عبر أذرعها الخيرية، من جهودها الإغاثية في عديد محافظات يمنية، ذلك تعبيرًا عن سياسة إمارات الخير التي يشهد لها وبخيرها الجميع على مدى السنوات الماضية عقب تفاقم معاناة اليمنيين جراء الحرب الدائرة التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا.
ولقد تجلّت إنسانية دولة الإمارات في توزيع المساعدات الضخمة التي قدّمتها، على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية، والصحية، والتعليمية، والإنشائية، استفاد منها ملايين اليمنيين، وذلك في صورةٍ تؤكد الحضور الإنساني للإمارات وقياداتها إلى جانب اليمنيين في كل الظروف.
أحدث جهود الأشقاء
السبت 19 مارس أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عن مساعدات إنسانية وإغاثية يستفيد منها قرابة الـ7 ملايين شخص في 6 محافظات يمنية، تنفيذًا لتوجيهات "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان" ولي عهد "أبو ظبي" نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة "الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان" ممثل الحاكم في منطقة "الظفرة".
الهيئة لفتت إلى ان برنامجها الإنساني الذي يأتي في إطار برامج الهلال الرمضانية يستهدف أكثر من 7 ملايين و35 ألف شخص في محافظات حضرموت، وشبوة، والحديدة، وتعز، وعدن وكذا جزيرة سقطرى، وذلك في إطار حرصها على ضمان الوضع المعيشي والعيش الكريم لليمنيين.
وأوضحت بأن 6 ملايين شخص و870 ألفًا سيستفيدون من الإغاثات الرمضانية، فيما سوف يستفيد قرابة الـ165 ألف شخص من كسوة العيد.
الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الدكتور محمد الفلاحي، قال: "إن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تجسد الأهمية التي تحظى بها الأوضاع الإنسانية في اليمن ومكانتها في سلم أولويات قيادة دولة الإمارات، التي اختطت نهجًا متفردًا في البذل، والعطاء، تجاه اليمن إنطلاقًا من مسؤوليتها الإنسانية تجاه الأشقاء هناك".
وأوضح بأن "توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تعزز دور الهلال الأحمر الإماراتي الإنساني والتنموي في اليمن".. مشيرًا إلى أن "الهيئة تمكنت بفضل دعم سموه لبرامجها من تحقيق مكتسبات إنسانية وتنموية عديدة على الساحة اليمنية".
وأكد أن "الهيئة شرعت فورًا في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتوفيرها متطلبات رمضان، وإيصالها إلى المستهدفين في مناطق سكنهم في المحافظات المعنية وذلك قبل حلول الشهر الفضيل بوقت كافٍ".
وقال أن "الهيئة ماضية في تعزيز جهودها ومبادراتها في اليمن، من خلال تبني المزيد من المشاريع، والبرامج التي تخدم قطاعات واسعة من أفراد الشعب اليمني الشقيق، وتساهم في تحقيق التنمية المنشودة، وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه سابقًا".
سنوات من البذل والعطاء
وعلى مدار السنوات الماضية، قدّمت الإمارات، مساعدات إنسانية، وتنموية تجاوزت قيمتها 22 مليار درهم إماراتي لليمن وهي جميعها مساعدات رمت إلى إنقاذ اليمنيين من براثن الإرهاب الذي أحدثته مليشيا الحوثي الإرهابية، إثر حربها الإجرامية التي تنفذها للعام الثامن تواليًا في البلاد، تنفيذًا لأجندة إيران في المنطقة.
وتوزعت المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن، والتي تبلغ 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015م، وحتى عام 2021 م، على الشكل الآتي: نحو 10.94 مليار درهم مساعدات لدعم كافة البرامج العامة، و4.54 مليار درهم للمساعدات السلعية، و2.67 مليار درهم مساعدات لقطاع الصحة، وقرابة 1.78 مليار درهم مساعدات لقطاع توليد الطاقة وإمداداتها و780 مليون درهم مساعدات الحكومة والمجتمع المدني، و670 مليون درهم، مساعدات لقطاع النقل والتخزين، و600 مليون درهم مساعدات الخدمات الاجتماعية، إضافة إلى 980 مليون درهم مساعدات في مجالات متعددة.
وشهدت الفترة ذاتها تعاونًا وشراكة إماراتية مع المنظمات الأممية والإنسانية الدولية، لضمان توحيد الجهود، وتأمين الوصول إلى الشرائح والمحافظات اليمنية كافة، حيث قد بلغت المساعدات الإماراتية المقدمة إلى اليمن، خلال تلك الفترة أكثر من 1.21 مليار دولار أمريكي.
وقفة أخوية للتأريخ
إن ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، في اليمن، وما تقدمه من دعم سخي لليمنيين - يقول عنه مراقبون - بأنه يجسد نهج الخير الراسخ منذُ عقود من الزمن، علاوة على كونه يكرس مفهوم المصير المشترك بين الأشقاء في البلدين، حيث وقد تجاوزت مساعداتها لليمنيين الإغاثات الإنسانية إلى تنفيذ مختلف المشاريع التنموية بهدف منها إعادة تطبيع الحياة والتخفيف من معاناة المواطنين التي خلفتها مليشيا إيران الحوثية.
ويجمع اليمنيون على ان أيادي الإمارات البيضاء نابعة من عقيدة الدولة الثابتة، وكذا إيمانها الكبير بوحدة الإنسانية، وضرورة نشر القيم والمبادئ الأصيلة في تنمية وإعمار اليمن، إذ إن بصماتها الإنسانية والتنموية في حياة اليمنيين، شاهدةً على وقفتها تلك التي سوف تظل عنوانًا للوقفة الإنسانية، والأخوية مدونةً في مجلدات التأريخ بأحرف من نور.