نيويوركر: زيارة ابن سلمان لأمريكا محاولة لإعادة بناء الشرق الأوسط
اختصرت مجلة نيويوركر، الأمريكية النافذة، حيثيات ونتائج زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، والتي دامت ثلاثة أسابيع، بوصفها أنها “محاولة من الأمير السعودي لإعادة بناء الشرق الأوسط”.
وتحت هذا العنوان نشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، اليوم، تقريرًا استقصائيًا يتتبع الرؤية التي اعتمدها الأمير محمد بن سلمان في إعادة بناء المملكة من الداخل وبما يضمن لها قوة الاستقرار والاستدامة من جهة، وقوة إحداث التغييرات الإقليمية بزخم محاربة الإرهاب بمختلف أشكاله اليابسة والناعمة.
كوشنر وبانون
وتكشف الدراسة الاستقصائية أن واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا على الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، كانت إعادة قراءة أوضاع الشرق الأوسط باعتبارها المنطقة التي استعصى استقرارها على كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
فبعد أيام قليلة من دخول ترامب للبيت الأبيض عقد اثنان من كبار مستشاريه وهما جاريد كوشنر وستيف بانون ورشة مراجعة لوضع برنامج للإدارة، انتهيا فيه إلى ثلاثة أهداف رئيسة وهي الإجهاز على تنظيم داعش الإرهابي، وكبح جماح الخطر الإيراني على الشرق الأوسط، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب.
الخروج من إرث أوباما
وتنسب الدراسة إلى مراجع من داخل إدارة ترامب أن فريق العمل الاستشاري انتهى أنه لا بديل للإدارة الأمريكية من التحالف مع السعودية خصوصًا، وأنها الآن تخضع لإعادة تشكيل يتولاه أمير يمتلك من المواصفات الشخصية والفكرية والثقافية، ما يجعله شريكًا متكافئًا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، كلاهما، كما قالت نيويوركر، كانا يعتمدان مبدأ الخروج القوي من إرث إدارة باراك أوباما، ومواجهة معضلات الشرق الأوسط بمنهجية جديدة، هي التي استدعت مواجهة إيران في برنامجها النووي وفي اليمن وسوريا ولبنان.
أوراق قوة بن سلمان
ويعرض التقرير لأوراق القوة التي امتكلها الأمير محمد بن سلمان، بدءًا من قدرته على محاربة الفساد الداخلي والخروج من وطأة التطرف في السلوكيات الدينية والاجتماعية، مرورًا بالتفاهم الوثيق بينه وبين ولي عهد أبوظبي القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد، ومعهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفي هذا التفاهم بين القيادات والدول الثلاث، ما ييسّر تنفيذ رؤية بن سلمان في إعادة بناء الشرق الأوسط.
الانطلاق من مؤتمر الرياض
الدراسة الاستقصائية عرضت لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض من أسس محاربة الإرهاب وكيف كانت المقاطعة العربية لقطر جزءاً من هذا البرنامج في محاربة التطرف، والدور الذي اضطلع به السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في فتح قنوات الاتصال مع مختلف مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة من أجل توضيح الرسالة التي ينهض بها ولي العهد السعودي وتوفير الدعم أو على الأقل عدم معارضتها، وهو ما يؤمن به كبير معلقي نيويورك تايمز توماس فريدمان الذي يرى في بن سلمان قوة تغيير كبرى ليس فقط في المملكة والمنطقة باتجاه الاستقرار، وإنما لتغيير الصورة السلبية عن الإسلام كما شاعت في مختلف أنحاء العالم.
وينتهي التقرير الذي أعدّه ديكستر فلكنز إلى القول بأن التقاء المصالح الأمريكية والسعودية في الحاجة إلى إعادة بناء الشرق الأوسط على قواعد محاربة الإرهاب ولجم التمدد الايراني، تتوفر له قوة تنفيذ متمثلة بشخص الأمير محمد بن سلمان الذي يجمع بين “الرؤية المستقبلية وقوة الإرادة”، مضافًا إليها كفاءة البناء على النجاحات المتتالية، كما قالت صحيفة نيويوركر.