الانتهازية الدولية في مهمة إنقاذ فاشلة لمليشيا الحوثي الإرهابية
تشهد ساحة المواجهات العسكرية في اليمن تطورات ميدانية غير مسبوقة في مسار الحرب ضد ذراع إيران -مليشيا الإرهاب الحوثية -وتحرير بقية المناطق والمحافظات اليمنية من قبضتها في وقت تناور فيه إيران وقطر في ملعب الانتهازية الدولية والأممية السياسي والإنساني المكرس لاستثمار الحرب في اليمن وإنقاذ الحوثيين من مصيرهم المحتوم وتجميل وجههم القبيح والتغاضي عن جرائمهم الوحشية اليومية بحق اليمنيين بل دعمها للمزيد.
وتزداد المفاجآت في جبهة الساحل الغربي حيث يحقق أبطال المقاومة الوطنية -ألوية حراس الجمهورية ، والمقاومة الجنوبية -ألوية العمالقة ، وألوية المقاومة التهامية ، وبإسناد من التحالف العربي انتصارات متتالية مع تمشيط واسع لتحرير بقية مديريات تهامة والتأهب لانطلاق عمليات واسعة لتحرير مدينة الحديدة التي حولتها مليشيا الحوثي وميناءها لمنصة انطلاق لتنفيذ الهجمات الإرهابية ضد السفن التجارية وضرب الملاحة الدولية لاسيما مع تزايد الانتكاسات المتوالية للمليشيا في جبهات القتال وتكبدها خسائر كبيرة وفرار مقاتليها الناجين مخلفين أسلحتهم وألغاما زرعوها في كل حدب وصوب وبشكل عشوائي انتقاما من المدنيين في تلك المناطق.
وإزاء هذه المفاجآت الصادمة والتصاعد في العمليات قالت مصادر وثيقة الاطلاع إن قيادات مليشيا الحوثي تعيش حالة ارتباك وهلع ما جعلها تناور في البحث عن تعاطف دولي عبر نفوذ قطر الداعم للمليشيا الإرهابية بالمحافل الدولية والمكرس سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وبإيعاز من إيران لترميم الوجه القبيح للحوثيين في اليمن والمتاجرة بالوضع الإنساني لتخفيف الضغط العسكري اليمني بإسناد التحالف العربي الماضي في تحرير بقية المحافظات اليمنية من قبضة مليشيا الإرهاب والتخريب الحوثية ونظرائها من التنظيمات الإرهابية.
وانعكست هذه التداعيات في حالة الهلع التي تسود قيادة ومليشيا الحوثي مع تضييق الخناق على معقل تهريبهم للأسلحة ومنصة تهديد الممرات الدولية محافظة وميناء الحديدة ، وكذا معقلهم الرئيسي -محافظة صعدة- حيث خمس جبهات منها البقع وباقم ورازح وبرط الجوف ومواقع استراتيجية على الطريق المؤدي إلى جبال مران، أحد أهم المعاقل التي انطلقت منها مليشيا الإرهاب والإجرام الحوثية .
ويؤكد مراقبون سياسيون وعسكريون أنه وبرغم تحركات قطر ودعمها اللا محدود للحوثيين واللعب على انتهازية المواقف من قبل المنظمات الدولية وعدد من دول الغرب المكرس لاستثمار الحرب في اليمن والتماهي مع مليشيا الحوثي الإرهابية وتجاهل جرائمها الوحشية اليومية البشعة التي ترتكبها بحق اليمنيين بما يضاهي تنظيم داعش الإرهابي في أفعالها الإجرامية ، إلا أن ذلك كله لا يغير الحقائق على الأرض في كون الحوثيين يتجهون سريعا نحو نهايتهم المحتومة، فجبهاتهم تتساقط، ومعنويات مقاتليهم تنهار، وهذا ما يدفع العشرات منهم لتسليم أنفسهم ورمي السلاح، كأنما يتخلصون من حمل ثقيل جثم على صدورهم، وأوثقته أكاذيب المسيرة، وتلفيقات إعلام المليشيا الذي ما فتئ ليل نهار يصنع الانتصارات الوهمية.
ويشير المراقبون إلى أنه وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، خسرت مليشيا الحوثي العشرات من القيادات الرفيعة في الصف الأول والثاني، كما خسرت مناطق شاسعة وهامة في الساحل الغربي وصعدة وحجة والبيضاء، وتعز، وفي المقابل تشعر المليشيا بأنها أصبحت في مأزق حقيقي، في ظل ضعف تجاوب أبناء القبائل في الدفع بأبنائهم للالتحاق بجبهات القتال معها.
وطبقا للمراقبين فإن هناك وجها آخر لخسارة الحوثيين المرتقبة، يتمثل في ظهور حالة من التململ والرغبة المجتمعية في التخلص من سلطات المليشيا الكهنوتية، فالجميع في مناطق سيطرتها باتوا ينتظرون زوال هذا الكابوس، مؤكدين أنه وحتى إن أظهر إعلام الحوثيين المدعومين من إيران عكس ذلك، من واقع أن الناس مجبرون لا مخيرين، ولو حانت لحظة الصفر سينقلبون جميعا.