تتعرض العملية التعليمية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة إيرانيًا، إلى أبشع الانتهاكات، والتسييس الممنهج، والعبث بمحتوياتها، لتفخيخ عقول الأجيال بأفكار إرهابية طائفية رجعية متخلفة. 
 
بجانب الفعاليات والأنشطة والمراكز الصيفية التي تنفذها، توجهت المليشيا، من أجل تحقيق أهدافها في تطييف عقول طلبة المدارس، إلى العبث بالمحتوى العلمي للمنهج الدراسي العام، وبموجهات النصوص لتلك المناهج التي يتلقفها أكثر من 3 ملايين طالب يعيشون في مناطق سيطرتها. 
 
تفخيخ العقول 
 
منذُ انقلابها على الدولة واستيلائها على السلطة أواخر العام 2014م ومليشيا الحوثي الإرهابية ترتكب سلسلة من الانتهاكات والجرائم، لعل أهمها وأخطرها هي تلك المتعلقة المجال التعليمي، وإصرارها على تفخيخ المناهج التعليمية بأفكارها الطائفية والسلالية من خلال تحريفها لمحتويات الكتب المدرسية، لاسيّما الدينية والتاريخية والوطنية منها. 
 
تقديس وتكفير
 
ترى مصادر تربوية في حديث لـ"وكالة 2 ديسمبر" توجه المليشيا إلى العبث بالتعليم، محاولة منها لتدمير المنظومة التعليمية، وإنشاء جيل جديد جاهل ومفخخ بالإرهاب والكراهية، ومتعصب لسلالة إجرامية مزعومة، وغريب عن عصره. 
 
وتذكر أن المليشيا قامت بتحريفات وتغييرات واسعة في تلك المناهج وفق موجهات أيديولوجية وسياسية تهدف لتغيير وقائع التأريخ وتزييفه، وتسييس الرواية التاريخية، وكذا تأويل الآيات القرآنية والأحاديث لتكفير الآخرين، وإضفاء قدسية دينية على سلالتها.
 
توليد الفوضى
 
وكانت نقابة المعلمين اليمنيين درست، في وقت سابق من العام الماضي، مضامين المنهج الدراسي المحرف في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية أظهرت نتائجها بأن محتوى هذه التغييرات سيولد حالة من الفوضى لا يمكن التكهن بنتائجها، والتي تميل التوقعات إلى أنها قد تكون كارثية. 
 
وأكدت الدراسة أن مليشيا الحوثي تتعامل مع التعليم وفق موجهات سياسية بهدف توظيفه لأغراض عسكرية، وجعلت نصوص المنهج الدراسي تخدم بالدرجة الأولى أجندتها وبما يعزز أفكارها الهدامة ويضفي هالة من القداسة الدينية على السلالة. 
 
اغتيال العقيدة 
 
وكان أبرز ما رصدته الدراسة التربوية، تمجيد المناهج الدراسية لطلبة مرحلة التعليم الأساسي لزعماء وقيادات المليشيا الإرهابية، التي أوغلت في الدم، حيث تقدم هذه المناهج زعماء المليشيا كقادة ورموز، وهو الأمر الذي وصل بها إلى توصيف زعيمها الإرهابي، حسين بدر الدين الحوثي بـ"النبي". بحسب ما يظهر درس في مادة اللغة العربية للصف الخامس. 
 
وفي دروس تفسير القرآن الكريم لأحد مناهج التعليم في المراحل الأساسية الأولى، عمدت مليشيا الحوثيين الإرهابية إلى تفسير الآية القرآنية "صراط الذين أنعمت عليهم".. بقولها بأنه: "طريق المهتدين، كالأنبياء، وأعلام الهدى" وذلك في إشارة منها إلى زعمائها وقادتها الذين أوغلوا في دماء وقتل اليمنيين. 
 
على غرار إيران 
 
وأشارت الدراسة إلى أن تعديلات المليشيا الحوثية على المناهج الدراسية تأتي على غرار نظام الملالي في إيران، وتشبه تلك التي في المنهجين الإيراني والعراقي، وتهدف لفرض تعليم يتبنى فكر وعقيدة ما تسمى بـ"ولاية الفقيه" ويؤيد "حصر الولاية" في البطنين وأحقية الحوثي وسلالته في الحكم من دون غيرهم. 
 
وقالت إن تلك التعديلات تحمل توظيفًا مكشوفًا، وتسييسًا واضحًا، لكونها ترتبط بجعل مسألة "السلطة والحكم" حصرية لمنتسبي سلالة الحوثي الإجرامية. 
 
تغيير للهوية
 
وفيما حذر أكاديميون وتربويون من مخاطر تحريف المليشيا للمناهج الدراسية والتعليمية، بمناطق سيطرتها، واعتبروا ذلك سعيًا منها لتغيير الهوية اليمنية، وتأريخ وعقيدة وثقافة المجتمع اليمني، أكدوا أن مخاطر التغيير للمناهج الدراسية سوف تنعكس سلبًا على حاضر ومستقبل اليمن والمنطقة. 
 
 وأشاروا إلى أن خطورة تلك التغييرات تكمن في كونها مشروعًا طائفيًا سلاليًا أسريًا، تسعى مليشيا الحوثي من خلاله لتغيير القيم العقائدية والعبادية وكذا الأخلاقية في المجتمع اليمني، مع تعميقها العصبيات وإيجاد الفتن والنزاعات ومن ثم ظهور الكراهية في المجتمع وغياب قيم التصالح والتسامح، فضلاً عن تزوير وتشويه التأريخ العربي والإسلامي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية