تشهد مختلف مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، تصاعدًا ملحوظًا لجرائم قتل الأقارب التي يقوم بارتكاب معظمها عناصر من المليشيا الإرهابية، في ظاهرةٍ لم تكن معروفةً من قبل في المجتمع اليمني، إلا في زمن المليشيا، نتيجةً للتغذية الحوثية الممنهجة لأتباعها، وإقناعهم عبر دورات طائفية تحريضية بأن طاعة زعيم المليشيا مقدمة على طاعة الوالدين، لأنها تنبثق مباشرة من طاعة الله. 
 
وتشير المعلومات الواردة من مناطق سيطرة المليشيا إلى ارتفاع وتيرة جرائم قتل الأقارب من قبل عناصر المليشيا في الآونة الأخيرة، لاسيّما العائدين من الدورات العقائدية إثر الشحن الطائفي وتعاطي المخدرات، وكذا من الجبهات التي تعد بؤرة للتعاطي. 
 
وتؤكد مصادر حقوقية، بأن جرائم الاعتداء على الأهل وأولياء الأمور، من الأب والأم والإخوة وغيرهم، تحولت في ظل مواصلة التشجيع والتعبئة الطائفية الحوثية إلى ظاهرة متكررة.
 
أحدث الجرائم 
 
في السابع من شهر فبراير/شباط الجاري، كانت محافظة ذمار وسط اليمن، على موعد مع مجزرة وحشية كان ضحيتها ثمانية أفراد من أسرة واحدة على يد مجرم، هو رب الأسرة، في جريمة تعكس مدى ما وصلت إليه جميع المناطق تحت سيطرة مليشيا الحوثي من انفلات أمني وأخلاقي وتزايد نسبة الجريمة، لاسيّما تلك التي تطول الأقارب. 
 
تقول مصادر محلية في المحافظة التي شهدت العشرات من الجرائم المماثلة الأعوام السابقة، وأغلب مرتكبيها من عناصر المليشيا، إن مشرفا حوثيا يُدعى جمال الكبسي أقدم، الأحد، على قتل جميع أفراد أسرته الثمانية بمدينة معبر، شمالي مدينة ذمار، في جريمة تفصح عن مدى التغلغل للإرهاب الحوثي الذي لم يستثنِ حتى الأقارب لعناصر الجماعة. 
 
وأشارت إلى أن المدعو الكبسي قتل والدته وزوجته وأربعة من أطفاله، اثنين ذكور واثنتين إناث، وشقيقه، وزوجة والده، وذلك في ظل تزايد لافت لجرائم قتل الأقارب بشكل مخيف.
 
جريمة أخرى 
 
وتأتي هذه الجريمة الوحشية التي شهدتها ذمار، إثر أسابيع قليلة لارتكاب عنصر حوثي يُدعى عبدالوهاب يحيى القايفي جريمة قتل والدته وشقيقته، وكذا إصابة شقيقه رميًا بالرصاص في العاصمة صنعاء، بعد مطاردتهم ومحاصرتهم في المنزل. 
 
امتداد لجرائم مماثلة 
 
وتشير إحصائيات إلى رصد ما لا يقل عن 105 جرائم قتل ارتكبتها عناصر المليشيا الحوثية بحق أقارب لهم، خلال العام 2020 وذلك في "11" محافظة، واقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية، في وقت تقول تقارير وإحصائيات، بأن العام 2021 المنصرم، شهد أكثر من 100 جريمة قتل واعتداء على الأقارب بجميع مناطق سيطرة المليشيا منها أكثر من "13" جريمة تم رصدها خلال شهري يونيو ويوليو في ذات العام. 
 
ليست غريبة 
 
وتؤكد مصادر مطلعة أن مثل هذه الجرائم الوحشية ليست غريبة على جماعة إرهابية شعارها "الموت والقتل والدمار"، مؤكدةً بأن هذه الجرائم هي نتاج لغسيل العقول بالأفكار الهدامة للنسيج المجتمعي. 
 
وتقول إن ما يجري له من ترويج من أن هذه الجرائم هي نتاج للوضع المعيشي الذي انعكس سلبًا على المواطنين، ليس له أي صلة بالظاهرة، كون أغلب مرتكبي هذه الجرائم هم من عناصر المليشيا الإرهابية، الذين لا يعانون ما يعيشه المواطنون من حياة صعبة. 
 
مخيف ومفجع
 
الكاتب عبدالسلام القيسي، يلخص في مقال له نشره على صفحته في "فيسبوك": "كثٌرت هذه الحوادث، منذُ بدء الكهنوتية" في إشارة منه إلى المليشيا الحوثية، مضيفًا: "وتفاقمت بشدة ولا ينتبه لها أحد". 
 
وأضاف القيسي في مقاله الذي حمل عنوان "هل يمكنك قتل أمك؟": "بين فينة وأخرى تظهر جريمة، أحدهم يقتل أمه، الآخر يقتل أخته، وهناك أباه، وهنالك الجميع، في ظل نظام سلالي عنصري يقتل كل الناس بالجبهة"، متسائلاً في ذات الوقت "ولكن كيف يربي هؤلاء لقتل ذويهم؟". 
 
وأشار إلى أن كثيرا ممن "خضعوا للدورات الثقافية" التي تقيمها مليشيا الحوثي لعناصرها "خرجوا وارتكبوا جرائم كبيرة بحق ذويهم، وهي أن الجماعة تعلمهم فنون القتل، وأكبر اختبار له، للفرد الذي حضر دورتهم، هو القتل الذي يعتبر مستحيل الحدوث، قتل العائلة، نعم"، مردفًا "إلى أي حد يقومون بنزع قلب الرجل، نزعه، وغسل كل صور الإنسانية منه، ليغادر ويجرب قدرته على القتل بأمه!. شيء مخيف، مفجع". 
 
سخط واسع
 
ويثير تصاعد جرائم قتل الأقارب بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، سخطًا واسعًا في الشارع اليمني الشعبي والحكومي، حيث اتهم المئات من الحقوقيين هذه المليشيا بتفخيخ عقول مسلحيها بالأفكار الإرهابية، التي تجعلهم يقدمون على تصفية أقاربهم لمجرد معارضتهم في الرأي أو انتقادهم للمليشيا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية