وسط حالة من الحزن الشديد قضى أحد الآباء نحبه في صنعاء في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء متأثرا برصاص نجله العائد قبل ساعات من جبهة القتال مع العصابات الإجرامية، في مشهد مأساوي يختزل مخاطر التعبئة الفكرية السيئة على الأجيال لسنوات قادمة.

 

وباغت وائل عبده صبر، والده بعدة طلقات بعد عودته من جبهة الساحل الغربي إلى منزل الأسرة في ضواحي صنعاء مما أدى إلى وفاته على الفور.

 

وسجلت حوادث قتل مشابهة خلال النصف الأول من العام الجاري راح ضحيتها العشرات من الآباء والأمهات برصاص أبنائهم في وقائع تعكس التعبئة الفكرية الخاطئة لمليشيات الحوثي.

 

وفي مطلع العام الحالي فتح مسلح حوثي النار على عدد من أهالي بلدته الريفية بمحافظة ريمة مما أدى إلى مقتل وإصابة نحو 7 أشخاص.

 

وقبل أسبوعين انتحر مقاتل حوثي وهو يحتضن طفلته الوحيدة قفزاً من أعلى قمة جبل في حراز بعد ساعات من عودته من جبهة القتال.

 

وقد رفض الشاب المنتحر كل الدعوات المقدمة من الأهالي لإثنائه عن ذلك، حيث تركت عملية الانتحار حالة من الحزن الشديد بين سكان المنطقة كون الأب وطفلته ضحايا الإجرام الحوثي.

 

وقبل إقدامه على الانتحار لاحظ المواطنون أعراضاً مرضية غريبة، منها الشرود وعدم الانتباه ما يدل على تعاطيه أنواعا غير معروفة من المخدرات.

 

وتجبر المليشيات الكهنوتية عناصرها على تعاطي المخدرات لدفعهم للقتال دون شعور لكن تلك المواد تصيبهم بحالة نفسية عدائية، يرتكبون خلالها جرائم قتل.

 

وفي نهاية العام الماضي قام مسلح حوثي أثناء عودته إلى منزله في محافظة عمران بقتل والده بعد نقاش قصير حمل الأب خلالها مليشيات الحوثي المسئولية عما يجري من تدمير للمؤسسات الواقعة تحت سيطرتها.

 

وبعد تبادل تهم الخيانة صوَّب المقاتل الحوثي سلاحه نحو رأس والده المسن وأفرغ طلقات عدة كانت كفيلة بقتله.

 

ولاقت الجريمة استنكارا شعبيا واسعا كونها دخيلة على عادات المجتمع اليمني، حيث يحظى الوالدان بتبجيل من قبل أفراد الأسرة.

 

وتساءل مغردون حينها عن الكيفية التي تغسل بها مليشيات الحوثي أدمغة عناصرها بأفكار طائفية تدفعهم لارتكاب جرائم قتل بحق أقاربهم دون شعور بالذنب.

 

ويتخوف مراقبون من أن تكون التعبئة الفكرية لمليشيات الحوثي على عناصرها مقدمة لمخاطر مستقبلية على تكوين الأسرة، ما قد يهددها بالتفكك.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية