قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الغرب تجاهل مطالب موسكو الأمنية من أجل خفض التوتر بين الجانبين حول مسألتي أوكرانيا والحلف الأطلسي، على ما أفاد الكرملين.

وجاء في تقرير للكرملين حول مضمون المكالمة بين الرئيسين أن "أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية بشأن منع توسيع الحلف الأطلسي ورفض نشر أنظمة صاروخية قرب حدود روسيا".

وفي وقت سابق من اليوم كان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، قد قال إن الوضع بشأن أوكرانيا متوتر جداً لكن الحوار مع روسيا لا يزال ممكناً.

وأضاف لودريان في حديث مع إذاعة "آر. تي. إل": "الأمر يعود إلى (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ليحدد هل يريد التشاور أو المواجهة".

يأتي هذا بينما قالت روسيا أمس الخميس إنه بات من الواضح أن الولايات المتحدة لا تعتزم تلبية مطالبها الأمنية الرئيسية في المواجهة حول أوكرانيا، لكن موسكو تترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من الحوار.

وقدمت الولايات المتحدة وحلف الأطلسي رداً مكتوباً، الأربعاء، على مطالب قدمتها روسيا بخصوص إعادة صياغة الترتيبات الأمنية لحقبة ما بعد الحرب الباردة في أوروبا منذ حشدت قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا. وأثارت الخطوة الروسية مخاوف في الغرب من وقوع غزو روسي لأوكرانيا.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن موسكو تحتاج إلى وقت لمراجعة الرد ولن تسارع بالقفز إلى استنتاجات، وإن كانت تصريحات الولايات المتحدة وحلف الأطلسي التي تصف مطالب موسكو الأساسية بأنها "غير مقبولة" لا تترك حيزاً كبيراً للتفاؤل.

وأضاف بيسكوف: "استناداً لما قاله زملاؤنا (في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي) أمس (الأربعاء)، بات من الواضح تماماً أنه فيما يخص الموضوعات الرئيسية الموضحة في مسودات الوثائق.. لا يمكننا القول إن أفكارنا وُضعت في الاعتبار، أو أنه تم إظهار نية لأخذها بعين الاعتبار. لكننا لن نتسرع في تقييماتنا".

ويوضح رد الفعل الدقيق من جانب الكرملين أن روسيا لا ترفض ردود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ولا تغلق الباب أمام الدبلوماسية.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن أفضل السبل لتخفيف حدة التوتر هي أن يسحب الأطلسي قواته من أوروبا الشرقية، لكنها سعت أيضاً إلى تبديد المخاوف من حدوث غزو.

وقال أليكسي زايتسيف المتحدث باسم الوزارة: "قلنا بالفعل مراراً إن بلادنا لا تعتزم مهاجمة أحد. نحن نعتبر أنه حتى فكرة الحرب بين شعبينا غير مقبولة تماماً".

وتشمل المطالب الأمنية الروسية، التي قُدمت في ديسمبر، وقف توسع حلف الأطلسي، ومنع انضمام أوكرانيا إليه إلى الأبد وسحب قوات الحلف وأسلحته من دول شرق أوروبا، التي انضمت إليه بعد الحرب الباردة.

ولم يتم الكشف عن ردود الولايات المتحدة وحلف الأطلسي، لكنهما يرفضان بالفعل هذه المطالب، فيما يرغبان في التواصل حول قضايا مثل الحد من التسلح وإجراءات بناء الثقة وفرض قيود على التدريبات العسكرية من حيث حجمها ونطاقها.

كان دبلوماسيون أوكرانيون وروس وألمان وفرنسيون ناقشوا الصراع في شرق أوكرانيا في باريس الأربعاء، واتفقوا على مواصلة المحادثات في برلين في غضون أسبوعين.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن الاتفاق على إجراء مزيد من المحادثات يعني ترجيح مواصلة روسيا المسار الدبلوماسي لمدة أسبوعين على الأقل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية