مراوغة إخوانية جديدة لحسم الصراع الداخلي وإعادة التنظيم للمشهد
وبحسب المصادر، عقد منير اجتماعات مكثفة على مدار الأيام القليلة الماضية في إطار التمهيد لإطلاق مواقع إلكترونية ومنصات إعلامية وفضائية جديدة، تبث من لندن، بالاعتماد على عناصر الإعلام الإخواني الهاربين من تركيا على مدار العام الماضي.
وتستهدف تلك المنصات، بحسب المصادر، العمل على محورين؛ الأول: تبني خطاب موجه لقواعد التنظيم مؤيد لمنير ومجموعته من جهة، ويستهدف ترسيخ الأفكار والتغييرات الهيكلية التي تحاول المجموعة إقرارها من جهة أخرى، ويتعلق المحور الثاني بالجمهور العربي وبالتحديد المصري، ومن المخطط لها أن تعتمد على خطاب تحريضي ولكن بشكل مراوغ، بعيدا عن استخدام المصطلحات العدائية الواضحة أو الرسائل الصريحة.
وتقول المصادر إن إبراهيم منير ومجموعته مثل بقية قيادات التنظيم وليس هناك اختلاف فيما بينهما حول فكرة استخدام العنف أو العمل المسلح، كما حاولوا الترويج للأمر مؤخرا، ولكن الاختلاف حول آليات توظيف العنف لخدمة أجندة التنظيم؛ ولذلك تحاول المجموعة تصدير خطاب مغاير؛ على أمل المصالحة مع الدولة المصرية، والعودة للمشهد السياسي.
من جانبه يقول الكاتب المصري المختص بالإسلام السياسي هاني عبد الله: "إن المنصات الإلكترونية الإخوانية تعد أداة مهمة بالنسبة للأطراف المتناحرة في مسألة حسم الصراع"، مشيرا إلى أن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد بعد 2013، وفي خضم صراعه مع مجموعة "الكماليون"، نسبة للقيادي محمد كمال قائد الأذرع المسلحة، نجح في حسم الصراع بعد السيطرة على المنصات الرسمية للتنظيم.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" يقول عبد الله: "إن الصراع الإخواني قد بلغ مرحلة غير مسبوقة، وباتت جميع السيناريوهات المرتقبة تمثل خيارات مُرّة أمام التنظيم، المهدد بالانهيار الهيكلي والتشتت؛ في ضوء الأزمات المتلاحقة على التنظيم ومتوالية السقوط في جميع الدول العربية التي وصلوا فيها للحكم تباعا عقب ثورة 30 يونيو وما تبعها من تداعيات.
وفيما يتعلق بمنظومة الإعلام الإخواني الجديدة، يوضح الكاتب المصري أن التنظيم الدولي للإخوان اعتمد على الإعلام، كما الإرهاب، في نشر الفوضى محليا، واستدعاء حالة "المظلومية التاريخية" دوليا، مشيرا إلى أن الجماعة سخرت تمويلات ضخمة لمنظومة الإعلام لجعلها أهم أدوات إعادة الجماعة "الساقطة"، بحكم الثورة الشعبية إلى المشهد السياسي في مصر.
وشهدت الجماعة مؤخرا انشقاقات جديدة؛ إثر خلاف جديد محتدم بين القيادات حول الأفكار والأيديولوجيا، والأفكار الخاصة بالتأسيس المرتبطة بـحسن البنا أو سيد قطب أو المؤسسين الأوائل؛ "أصبحت محل جدل بين الفرق المتناحرة، خاصة الأفكار الخاصة باستخدام العنف وسيلة للتغيير".
ومؤخرا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، ومحمود حسين، القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.