لم تتوانَ مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، عن زراعة الألغام والعبوات الناسفة في كافة المناطق السكنية والطرقات بعديد من المحافظات، في ظل صمت أممي غير مبرر إزاء هذه الجريمة، التي تعد الأمم المتحدة ذاتها شريكا أساسيٍا في تمويلها. 
 
ولم تكن جريمة استشهاد الطفلين علي ومحمد مقبول إثر تعرضهما لانفجار لغم أرضي من مخلفات المليشيا الحوثية جنوبي محافظة الحديدة، مساء الأحد المنصرم، جريمة تتحمل مسؤوليتها هذه المليشيا فحسب، إذ إن الأمم المتحدة تعد شريكًا أساسيًا لها من خلال تمويلها ودعمها المستمر لهذا الإرهاب. 
 
إرهاب أممي حوثي 
مؤخرًا، أقرت مليشيا الحوثي الإرهابية بحصولها على ما يقارب 1.5 مليون دولار من الأمم المتحدة، بذريعة تنفيذ برنامج لنزع الألغام، وعلى الرغم من معرفتها بأن المليشيا هي الطرف المسؤول عن زرع الألغام في مناطق مختلفة من اليمن، لاسيّما في الساحل الغربي. 
 
يقول المدعو عبدالمحسن الطاووس، المعين من قبل المليشيا أمينًا عامًا لما يعرف بالمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية، إنهم اتفقوا على تخصيص 1.5 مليون دولار "كمساعدة عاجلة للإسراع في نزع الألغام" في اعتراف يكشف عن الدعم المتواصل الذي تقدمه الأمم المتحدة للمليشيا في هذا الجانب. 
 
دعم أممي سابق 
 
يأتي هذا الدعم المستمر من قبل منظمة الأمم المتحدة للحوثيين، تحت مسمى المساعدة في نزع الألغام - بحسب مراقبين لـ"وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" - مساهمةً منها في تكثيف زراعة الألغام والعبوات الناسفة، ولتكشف عن تماهٍ أممي مع المليشيا الإرهابية من أجل إطالة أمد الصراع في اليمن. 
 
وسبق للأمم المتحدة أن قدمت دعمًا للحوثيين في 2019م تحت هذه الذريعة لكن الحوثيين استخدموا ذلك الدعم تباعًا في أعمال وتوسيع دائرة زرع الألغام بالمناطق المأهولة بالمدنيين، خاصةً في محافظات الحديدة، تعز، والجوف، التي دائمًا ما يسقط فيها العشرات من الضحايا بشكلٍ يوميٍ. 
 
آخر الضحايا 
وعن آخر ضحايا الألغام الحوثية، استشهد الطفلان علي محمد مقبول "15 عامًا" ومحمد إبراهيم مقبول "18 عامًا" نتيجة تعرضهما لانفجار لغم في محيط منزلهما بعد عودتهما من نزوح استمر نحو أربع سنوات إلى قرية "الحائط" بمديرية الدريهمي، جنوبي محافظة الحديدة الساحلية. 
 
50 يومًا.. 43 ضحية بالحديدة 
وشهدت محافظة الحديدة، غربي اليمن، خلال الفترة من 1 نوفمبر الماضي وحتى 20 ديسمبر الجاري، حصيلة هي الأكبر لضحايا الألغام الحوثية بعدد (43) ضحية بينهم (20) قتيلا، فيهم (4) أطفال، و(23) جرحى بينهم (7) أطفال و(3) نساء و(13) رجلا، بالإضافة إلى تدمير سيارات مدنية. بحسب ما تتبع فريق الرصد في "وكالة 2 ديسمبر".
 
حصيلة مؤلمة خلال شهرين 
 
وتتبع فريق الرصد في "وكالة 2 ديسمبر الإخبارية" أكثر من (79) ضحية جراء الألغام الحوثية في 7 محافظات، خلال الـ55 يومًا الماضية، من بينهم (32) شهيدًا و(47) جريحاً، ومن بين إجمالي الضحايا قرابة (19) طفلاً و(7) نساء.
 
وتوزعت الحصيلة التي تصدرتها محافظة الحديدة بـ(43)، على محافظات تعز بعدد (14) ضحية بينهم (5) قتلى، و(9) جرحى، ثم محافظة الجوف، بعدد (10) ضحايا، من بينهم (5) قتلى و(5) جرحى. 
 
وفي محافظة حجة رصد الفريق إصابة طفلين، و(5) أطفال بمحافظة الضالع، و(3) ضحايا في محافظة مأرب بين قتيلين وجريح، في حين أصيب (2) جراء انفجار لغم حوثي في محافظة أبين. 
 
مناطق مفخخة 
وعلى مدى السنوات الماضية من الحرب عمدت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا على زرع مئات الآلاف من الألغام الأرضية، والعبوات الناسفة، والشراك الخداعية المتفجرة في عدد من المحافظات، أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 ألف مدني وجرح آلاف آخرين. 
 
وتؤكد تقارير حقوقية ومتخصصة أن المليشيا الحوثية مسؤولة عن زرع قرابة 3 ملايين لغم وعبوة ناسفة لا تزال أغلبها مزروعة في الطرقات وكذا المزارع ووسط الأحياء السكنية، لاسيّما في محافظات الحديدة، الجوف، تعز، ومأرب.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية