قرارات ميليشياوية تدمر وزارة الصحة المختطفة
لا يختلف حال وزارة الصحة في العاصمة صنعاء عن حال بقية الوزارات المختطفة من قبل ميليشيات الحوثي الكهنوتية، فهي تمر بحالة موت سريري، بفضل قرارات تدوس على النظام واللوائح والإجراءات تتخذ بين عشيه وضحاها. قرارات تعيين موالين للمليشيات يفتقرون لأبسط المؤهلات وتقصى قيادات تملك كافة المؤهلات، وتدمج قطاعات وإدارات دون وجود أي تشابه أو توافق في أهداف وبرامج الإدارات المدمجة.
قال مصدر مسؤول بديوان الوزارة شدد على عدم ذكر اسمه، أنه يرى الوزارة المختطفة من قبل ميليشيا الحوثي مصابة باعتلال دائم، وموت بطيء للأسف!، وقال ثلاثة موظفين شددوا أيضاً على عدم ذكر أسمائهم، الوزارة أصابها إعصار يهدم ويخرج كل شيء، هدم النظام والإجراءات والهياكل، حتى وصل إلى درجة إحباط الموظفين من مخلفاته، متابعين: ثمة قطاعات تلغي وقطاعات تدمج بين عشية وضحاها.
دمج قطاعات وإدارات
ومن أسباب الاعتلال الذي أصاب وزارة الصحة المختطفة من قبل المليشيا الكهنوتية، اتخاذ قرارات غير مدروسة وفردية بإلغاء ودمج قطاعات وإدارات، ذلك يتضح من خلال دمج قطاعات لا توجد بينها أي نقاط التقاء سواء في أهدافها أو خدماتها.
ضف إليه، دمج قطاعات صغيرة مع قطاعات كبيرة تؤثر سلبًا على أهداف القطاعات الكبيرة وتدمرها بشكل تدريجي، وفق حديث المصدر للوكالة.
بحسب المصدر، تتخذ قيادة المليشيات قرارات متسرعة وفردية بالدمج دون تشكيل لجان من الإدارات أو القطاعات من الكوادر الفنية، والاستعانة بأطراف محايدة ومنظمات أخرى لديها خبرة، مهمتها دراسة مكونات وأهداف البرامج والإدارات والقطاعات، وتقديم خدمة استشارية تساعد في اتخاذ القرار الصائب الذي يصب في مصلحة البلد والوزارة.
وأكد، إصدار وزير الصحة المعين من قبل المليشيا قرارات مخالفة لا تتماشي مع القوانين واللوائح الوطنية، وأنها دمرت الوزارة وأصابتها باعتلال دائم، يتطلب نقلها إلى العناية المركزة لمعالجة الاعتلال.
التدمير يطال إدارة التغذية
آخر القرارات الفردية، إصدار المليشيات قرارًا بدمج إدارة التغذية مع إدارة أخرى، تختلف في أهدافها وبرنامجها، بعبارة أخرى، كل إدارة لها برنامج منفرد ولا يوجد أي نقاط التقاء بينهما. وأكثر من ذلك، إدارة التغذية إدارة كبيرة لها مهمات عديدة فيما الإدارة الأخيرة صغيرة في برنامجها وأهدافها ومهامها. زد إليه، أن إدارة التغذية أنشئت لتكون مستقلة بذاتها وفقًا لموقعها في مختلف الهياكل والنظم لمختلف الدول العربية والأجنبية والمنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية، وفق حديث المصدر المسؤول.
وقارن المصدر، بين برنامجي إدارة التغذية والإدارة الأخرى التي دمجت معها، مفيدًا بأن إدارة التغذية تعمل مع باقي البرامج الصحية والتغذوية والجهات ذات العلاقة حكومية وغير حكومية من مجتمع مدني ومنظمات أهلية ودولية ومانحة في خفض معدلي الأمراض والوفيات الناجمة عن سوء التغذية الحاد بين السكان، وتركز في عملها على فئتي الأمهات والأطفال دون سن الخامسة عن طريق تقديم حزمة متكاملة من الخدمات التغذوية في المعالجة والوقاية من مختلف مشاكل سوء التغذية.
وتعتمد في نهجها من خلال ما تم إعداده من استراتيجيات وسياسات ولوائح وبرتوكولات للمعالجة والوقاية من سوء التغذية، وتستند في أهدافها على تحليل مسببات سوء التغذية وفقا للإطار النظري لمنظمة اليونيسف ومواجهة تلك الاسباب المباشرة و(الكامنة او الخفية) لسوء التغذية والمتمثلة بالوصول إلى الخدمات الصحية وسلامة الصحة الشخصية والإصحاح البيئي وممارسات الرعاية المنزلية وخفض تكاليف المعالجة الباهظة للأطفال الذين يصابون بمختلف الأمراض كنتيجة لعوامل مختلفة على راسها سوء التغذية والتي تسهم فيها بنسبة 50%.
بينما البرنامج الآخر الذي دمج مع الإدارة لا يمت بصلة في أهدافه واستراتيجياته مع الأهداف المذكورة، وبالتالي ستربك عمل وبرنامج الإدارة، وسيؤثر على عملها، وقد يؤدي إلى تدميرها بمعنى تراجع تقديم خدماتها المهمة.
وبحسب المصدر نفسه، دمج الوزير الحوثي جسمين مختلفين أحدهما كان يمثل إدارة كبيرة ببرامجها المتعددة والمختلفة والمرتبطة ببرامج عمل تكاملية تحقق مرامي وغايات وأهداف تنموية وطنية مرسومة لاستثمارات اقتصادية وبشرية من شأنها مستقبلا الدفع بعجلة التنمية والتطور إلى الأمام، والجسم الآخر برنامج صغير أكثر عمله هو جانب مرتبط في التدريب.
استقدام مدير للإدارة من خارجها
كذلك، أصدرت المليشيا قراراً بتغيير مديرة إدارة التغذية الدكتورة لينا الأرياني، وتعيين أحد الموالين للمليشيات من خارج الإدارة.
وأفاد المصدر، أن المدير الموالي للمليشيات يفتقر لأبسط المؤهلات والمعاير التي يتم وفقها اختيار مديرًا للإدارة التي يصفها بأنها الإدارة المهمة داخل الوزارة، موضحًا أنها أي الميليشيات رفضت تعين مديرًا للإدارة من الكادر الوظيفي الذي يعمل فيها على الرغم من امتلاكهم مؤهلات تنطيق عليهم جميع المعاير، موكدًا أن معيار التعين تم على أساس الولاء للمليشيات وليس على أساس شروط ومؤهلات المعين.
واعتبر الكادر الوظيفي قرارات المليشيات غير مدروسة وفردية ولم تكن وفق إجراءات منظمة مبنية على دراسة أولية، موضحًا سلبياته، أنه خلق ارتباكات كثيرة في العمل على كافة خطط واستراتيجيات إدارة التغذية سواء كانت قصير أو متوسطة أو طويلة الأجل.
وأوضح المصدر، أنه لم يتم الإعداد والتحضير لمثل هذا الإجراء، موضحًا "الحقيقة مع الأسف الوزارة في تخبط وكل شيء يتم اتخاذه في ليلة وضحاها".
رفض هدم الإدارة
وفق المصدر، تحفظت مديرة إدارة التغذية على قرار الدمج، ذلك أنه قرار غير مدروس ولم ينفذ وفقًا لإجراءات وضوابط اللوائح والقوانين، وأنه سيدمر الإدارة مثلما دمرت قرارات أخرى صُدرت من قبل بدمج إدارات وقطاعات أخرى داخل الوزارة، وأصبحت بسبب القرارات تعيش في حالة شلل نصفي وبعضها في شلل تام، وعاجزة عن تنفيذ برامجها وتقديم خدماتها.
ولم يقتصر التحفظ على مديرة الإدارة المقالة، فقد شمل أيضا الطاقم الوظيفي للإدارة، الذي هو الأخرى رفض القرار وانضم إلى قائمة التحفظ مع الدكتورة الأرياني، ونفذ إضرابًا رافضًا قرار الدمج والإقالة معًا.
وقال الثلاثة الموظفين، لن نكون طرف في هدم إدارة التغذية وبرامجها بسبب هذه القرارات الغير مدروسة، لافتين، إلى نجاح الإدارة التي يصفونها بالصرح الكبير، وأن النجاح جاء بجهود وتعب الجميع، مؤكدين أن الفريق كان يسعى إلى أن تكون إدارة التغذية إدارة لها وضع آخر يتمثل في التوسع والتطوير وبما يتوافق مع حجم مشاكل سوء التغذية التي تواجهها، ورفع مستوى إنجازاتها الثابتة والمتغيرة.
وقال أحدهم، طورت هذه الإدارة تطوير بشكل تدريجي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن كإدارة لها برامجها المتعددة والمختلفة والتي تعمل وتتكامل مع بقية البرامج الصحية والتنموية داخل وخارج وزارة الصحة طبقت فيها كافة معايير الجودة لتكون إدارة قائمة مستقلة بذاتها وفقا لموقعها في مختلف الهياكل والنظم لمختلف الدول العربية والأجنبية والمنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية.
وتحدث أخر، القرار الذي صدر قرار مخالف كونه لا يتماشى مع القوانين واللوائح الوطنية المشرعة لأهداف وغايات ومصالح وطنية عليا، ولهذا فهو يهدم إنجازات الإدارة وقررنا الاحتجاج بالإضراب.
وعلق المصدر المسؤول على احتجاج الموظفين، أن القرار كان صادمًا لهم، ذلك أنهم عاشوا وناضلوا في كل أوضاع ومراحل التطوير والنهوض بإدارة التغذية وتدخلاتها وفي كل أوقاتها الحلوة والمرة وبالتالي فإن مثل هذا الأمر يعد طبيعيا. إضافة إلى أن المليشيات استقدمت أحد الموالين لها من خارج الإدارة، ولا يملك أبسط المؤهلات لمواصلة نجاح الإدارة التغذوية.
وتحدث مصدر مطلع في صنعاء، عن رفض الكادر الوظيفي في الإدارة رفع إضرابه عن العمل، مؤكدًا أنه لن يكن شريكًا في تدمير الإدارة التي حققت نجاحات عديدة.
والواضح، أن المليشيات لا تعطي اهتمامًا لأهمية الإدارات داخل الوزارة، وذهبت إلى اتخاذ قرارات أفشلت عملها، وإصابتها بشلل دائم، وما يحصل في إدارة التغذية إلا مجرد مثال بحسب المصدر المسؤول، الذي اختتم أفادته، بأن هناك ممارسات ميليشياوية داخل الوزارة يشب منها الرأس حد قوله.